إيران تقلص حجم صادراتها إلى إقليم كوردستان

21-05-2019
الكلمات الدالة إيران تقلص حجم الصادرات
A+ A-

رووداو- السليمانية

يقول المتحدث باسم اتحاد مستثمري كوردستان إن العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران لها آثار كبيرة على إقليم كوردستان أيضاً، ويتوقع أن تضيف إيران في الأيام القادمة عناصر جديدة إلى قائمة السلع والأغذية التي يمنع تصديرها، ما سيزيد من تلك الآثار.

فقد أعلن المتحدث باسم اتحاد مستثمري كوردستان، ياسين محمود، لشبكة رووداو الإعلامية أنه "منذ تشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران، ظهرت آثار تلك العقوبات على أسواق إقليم كوردستان عموماً، ومحافظة السليمانية بصورة خاصة، لم تكن الآثار واضحة جداً أول الأمر، لكننا نستطيع أن نقول الآن إنها أصابت سوق السليمانية بالكساد، وإن استمر الأمر على هذه الوتيرة، سيكون إقليم كوردستان مرغماً على التوقف عن التعامل التجاري مع إيران، وستبرز تلك الآثار بصورة أوضح".

يقترب حجم التبادل التجاري السنوي بين إقليم كوردستان وجمهورية إيران الإسلامية من سبعة مليارات دولار، ويجري 70% من هذا التبادل التجاري عبر المنافذ الحدودية الواقعة ضمن حدود محافظة السليمانية.

ويبيّن محمود أن الأمر لا يقتصر على حجم التبادل التجاري، وقد بدأنا ندرك الآن لماذا ألغت إيرن تأشيرات الدخول بينها وبين إقليم كوردستان والعراق "فقد بدأ الإيرانيون يتدفقون على إقليم كوردستان وتسببوا في ارتفاع نسبة البطالة، لأن العمل الذي يؤديه العامل المحلي لقاء 500 دولار في الشهر، يقوم به العامل الإيراني بـ250 دولاراً فقط، كما أن الشركات لا تشغل أي عمال مادامت العمالة الإيرانية متوفرة".

بعد ظهور الأزمة المالية في إقليم كوردستان، عادت شركات أجنبية عديدة إلى بلادها وتركت أعمالها في إقليم كوردستان. كما أن هناك عدداً من التجار وأصحاب رؤوس الأموال الكورد، قاموا بنقل رؤوس أموالهم إلى إيران، ومن بينهم تاجر استثمر مليار دولار هناك، وكما يوضح محمود، فإن تلك العقوبات تحولت إلى كارثة حلت على رجال الأعمال والتجار الكورد أولئك "لقد ابتاع بعضهم أملاكاً في طهران بمليون دولار، في حين لا تساوي تلك الأملاك الآن ربع ثمنها ذلك. نحن أنفسنا كان عندنا مشروع خسرنا فيه أكثر من مليون دولار، وعموماً يواجه الذين توجهوا إلى أيران خسائر كبيرة".

عندما تغلق كافة الأبواب في وجه إيران، فإنها ستضطر للاحتفاظ بقسم من بضائعها والتوقف عن تصديرها، ويقول المتحدث باسم اتحاد مستثمري كوردستان: "والسلع التي تواصل إيران تصديرها، عمدت إلى خفض مستوياتها النوعية بحيث لم تعد تنفع، وفي مثل هذه الظروف لن يكون أمام التجار الكورد سوى التوجه صوب تركيا، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار".

من جانب آخر، يشير رئيس اتحاد المستوردين والمصدرين في إقليم كوردستان، شيخ مصطفى عبدالرحمن، إلى أن التوتر بين إيران وأمريكا ينشر القلق في أسواق إقليم كوردستان "فقد كان التجار الكورد يبرمون في السابق عقوداً تتراوح مددها بين سنة وثلاث سنوات مع التجار والمصانع الإيرانية، لكنهم الآن يبرمون عقوداً تتراوح مددها بين شهر وثلاثة أشهر خوفاً من إفلاس تلك المصانع وإغلاقها".

ويضيف عبدالرحمن: "كما لم تعد المصانع الإيرانية تمتلك نفس القدرات الإنتاجية السابقة، لأن المواد الأولية، خلا المنتجات الزراعية، كانت في الغالب تستورد من خارج إيران، فتخسر المصانع نتيجة الحظر على استيراد تلك المواد الأولية إضافة إلى تراجع سعر صرف الريال الإيراني".

خلال العامين الماضيين، صودر أكثر من 100 مليون دولار من أموال التجار الكورد من قبل تجار إيرانيين ولم تعاد تلك المبالغ إلى أصحابها، وعندما زار وزير الخارجية الإيراني السليمانية وعد بحل تلك المشكلة، لكن لم يعد أي جزء من تلك الأموال إلى أصحابها.

وقال عبدالرحمن: "لا يقوم التجار الآن بتحويل الأموال إلى إيران من خلال البنوك ومكاتب الحوالات، بل يتعاملون بالدفع المباشر، ولا يرسلون أموالهم إلى إيران إلا إن كانوا واثقين من أنها محفوظة تماماً".

التقرير من اعداد: جمال أحمد جميل



تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب