الشمري: مافيات سياسية تمتهن تجارة المخدرات تسعى لتحويل العراق إلى شبح دولة

05-03-2019
عمر المنصوري
عمر المنصوري
رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري
رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري
الكلمات الدالة حوار عراقي
A+ A-

رووداو - أربيل

أكد رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري، أن مافيات سياسية لها أجنحة عسكرية تسعى للهيمنة على الدولة العراقية، كما أنها تهدد بتحويل الدولة إلى شبح دولة.

وتحدث الشمري، في حوار لشبكة رووداو الإعلامية، أن " تمددت تلك المافيات حتى داخل مؤسسات الدولة وأصبحت متحكمة بشكل كبير وسيطرت بشكل مباشر أو غير مباشر على صناعة القرار في بعض مؤسسات الدولة وهذا انعكس على واقع الخدمات في المحافظات الجنوبية. وتجد هذه المافيات أن نفوذها السياسي بوابة استثمار للحصول على الأموال من خلال تجارة المخدرات وعمليات التهريب وتجارة الأدوية غير الصالحة للاستهلاك البشري. وأن هذه المافيات تسعى لأن تصبح فوق سلطة الدولة وهي تهدد فعلياً مؤسسات الدولة والنظام السياسي مهدد بالإنهيار وبالتالي تحول الدولة إلى اللادولة".

رووداو: هل سيخرج العراق من أزماته السياسية؟

احسان الشمري: لا أرى بأن العراق سيخرج من عنق الزجاجة، وهناك أزمات عديدة جديدة ولا يمكن أن تحل بشكل سريع مع وجود تضاد سياسي بين القوى، وبالامكان غلق بعض الملفات العالقة نتيجة لحصول توافق عليها، لكن على مستوى أن نشاهد العراق بعيداً عن أزماته السياسية والاقتصادية فمن الصعب ذلك ونحن بحاجة إلى المزيد من السنوات لتحقيق ذلك.

رووداو: كيف ترى عدم إكتمال كابينة الحكومة العراقية بعد مرور أكثر من 100 يوم على تولي عادل عبدالمهدي؟

احسان الشمري: هناك مصالح للقوى السياسية وهي تحدد طبيعة الموقف السياسي بشكل كامل وإكمال بقية الوزارات. وأن مصالح القوى السياسية غير مكتملة لغاية الآن من ناحية التوافق، وعلى سبيل المثال هناك على مرشح حقيبة الداخلية داخل البيت الشيعي، وأيضاً هناك خلاف على مرشح حقيبة الدفاع داخل القوى السنية، والأمر ينحسبُ أيضاً على حقيبة العدل والخلاف عليها داخل البيت الكوردي، لذلك لا اعتقد أن تكتمل الكابينة الوزارية وأن ترى النور، وهناك أيضاً خلافات على مناصب الدولة والمتمثلة برئاسة الهيئات والوكالات الخاصة.

رووداو: ماذا تقصد بالمصالح السياسية؟ وماذا تبحث الكتل السياسية .. عن المال أو النفوذ أو الجاه ؟

احسان الشمري: أن الامتيازات الثلاثة التي ذكرتها وهي المال والنفوذ والجاه تستطيع الحصول عليها من خلال وصولك إلى السلطةـ ولذلك هناك تكالب على الوصول إلى المناصب التنفيذية، والكتل السياسية تدرك جيداً أنها لا يمكن أن تستمر اذا لم تستحصل على أدوات وبريق السلطة وهو النفوذ الذي يعد الجزء الرئيس في ديمومة الأحزاب وعملها السياسي.

رووداو: بما معناه العقود والصفقات؟

احسان الشمري: هذا جزء من الإشكالية في العملية السياسية والتي شوهت من خلال العقود والكوميشنات واللجان الاقتصادية في الوزارات ووجود بعض المافيات المرتبطة ببعض السياسيين، وأيضاً مافيات مرتبطة بدول، وجميعها تؤثر على أداء أفضل للكتل السياسية وتنعكس على المواطن العراقي.

رووداو: ماهي طبيعة المافيات الموجودة في العراق؟

احسان الشمري: في العراق يوجد جميع أنواع المافيات، وبعضها مرتبط بالمافيات السياسية والمسلحة بعد أن تمكنت المافيات السياسية من تشكيل أجنحة مسلحة لها خارج اطار الدولة وبذلك أصبحت لها أذرع كبيرة، وتمددت تلك المافيات حتى داخل مؤسسات الدولة وأصبحت متحكمة بشكل كبير وسيطرت بشكل مباشر أو غير مباشر على صناعة القرار في بعض مؤسسات الدولة وهذا انعكس على واقع الخدمات في المحافظات الجنوبية. وتجد هذه المافيات أن نفوذها السياسي بوابة استثمار للحصول على الأموال من خلال تجارة المخدرات وعمليات التهريب وتجارة الأدوية غير الصالحة للاستهلاك البشري. وأن هذه المافيات تسعى لأن تصبح فوق سلطة الدولة وهي تهدد فعلياً مؤسسات الدولة والنظام السياسي مهدد بالإنهيار وبالتالي تحول الدولة إلى اللادولة.

رووداو: كيف يتعامل رئيس الوزراء مع هذه المافيات؟

أن مواجهة هذه المافيات يحتاج إلى فتح جبهة داخلية لمواجهة دولة الظل، وأن الإجراءات فعلياً تسير بالوقت الحالي وتم تأسيس المجلس الإعلى لمكافحة الفساد، ولكن هذه الإجراءات بحاجة إلى دعم سياسي، كما أن بعض الكتل لا تعتزم مساندة الدولة وتسعى لبقاء المافيات فوق سلطة الدولة.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب