الأهالي يعودون من سنجار إلى المخيمات

05-12-2018
رووداو
الكلمات الدالة سنجار مخيمات نازحين
A+ A-

رووداو – أربيل

بعد مرور أربع سنوات على هجمات داعش، تؤشر الحركة الاقتصادية، السياسية والبشرية في المناطق المحيطة بسنجار إلى أن بإمكان آلاف النازحين الكورد الإزيديين العودة إلى مناطقهم، وهذا رهن باتفاق بغداد وأربيل من جهة، ومن جهة أخرى، مرتبط بمدى استعداد القوات المحلية لتنفيذ ذلك الاتفاق.

زار المدير التنفيذي لمنظمة (يَزدا) غير الحكومية، مراد إسماعيل، سنجار في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، واجتمع مع دبلوماسيين أوروبيين وأمريكيين ومسؤولين في حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، والتقى منظمات إغاثة إنسانية.

وفرت منظمة يزدا، في الفترة الأخيرة، عدداً من فرص العمل في المجال الزراعي، لكون سنجار منطقة سهلية ملائمة جداً لزراعة القمح والحبوب الأخرى.

أعلنت منظمات يزدا و USAID و تحالف هارتلاند الأسبوع الماضي عن مشروع "العودة الآمنة" الذي يدعم ضحايا الاعتداء والإهانة في محافظة نينوى، ويسعى المشروع لإعادة الضحايا إلى ديارهم بسلام وأمان وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم، ومدة المشروع 30 شهراً.

وستؤسس يزدا وهارتلاند ثلاثة مراكز دعم ومساعدة في قرقوش، بعشيقة وسنجار، لتقديم المساعدة القانونية والنفسية والمعيشية والخدمة الطبية لسكان تلك المناطق والضحايا.

لم يكن المسؤول في منظمة يزدا متفائلاً عند تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لأن حكومة عادل عبدالمهدي ليس فيها كوردي إزيدي واحد وهناك نائب كوردي إزيدي واحد حصل على مقعد كوتا في مجلس النواب العراقي.

وعن الوضع الحالي في منطقة سنجار، قال مدير ناحية سنوني التابعة لسنجار، نايف سيدو، لشبكة رووداو الإعلامية: "منذ 16 أكتوبر، لم تعد عشر عوائل، بل على العكس هناك من يعود إلى المخيمات، لأن الوضع ليس مستقراً، وهناك تواجد لفصائل مسلحة عديدة كالحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني".

توجد أربع جهات مسلحة في سنجار: الجيش العراقي، الحشد الشعبي، وحدات الدفاع عن سنجار، ووحدات حماية إزيديخان، وتشير وسائل الإعلام التركية إلى وجود قواعد للقوات الأمريكية في المنطقة لكن الأمريكيين غير مستعدين للكشف عن مواقع قواتهم.

وقد اطلع مدير ناحية سنونو على تلك التقارير، لكنه لا يستطيع تأكيد صحة وجود قوات أجنبية في المنطقة، كما أنه لا يستطيع الذهاب إلى المنطقة بصفته الرسمية كمدير ناحية، لأن المنطقة مسيّسة تماماً، ويقول سيدو: "المنطقة مهددة والناس تخشى عودة داعش".

ورغم العقبات الأمنية والسياسية، يصر الناشطون على البدء بخطوات إعادة الإعمار والاستقرار إلى سنجار، وفي الأسبوع الفائت، أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان لها: "يخطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز مساعيه من أجل إعادة الاستقرار والإعمار إلى سنجار، ولهذا الغرض سيقدم مبلغ مليون دولار لـ"صندوق عمل سنجار" التابع لمركز مبادرة نادية مراد".

من جانب آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي عن حزمة بـ65 مليون دولار لمساعدة اللاجئين والنازحين والمناطق التي تؤويهم. كما قدمت الولايات المتحدة في شهر تموز 70 مليون دولار من خلال برنامج لـ USAID لتطبيع أوضاع المجتمعات التي تعرضت للإبادة الجماعية، إلى الأقليات الدينية في نينوى.

سنجار منطقة متنازع عليها، وبعد مرور عام على أحداث 16 أكتوبر، لم تتفق حكومتا إقليم كوردستان وحكومة العراق على إعادة تفعيل إدارة سنجار، وعن العقبات التي تعترض سبيل تفعيل الإدارة، يقول نايف سيدو: "حكومة ومحافظة ومجلس محافظة نينوى لا يتعاملون معنا، ورواتبنا تصرف من بغداد لكننا لا نعمل".

ويضيف: "الإدارة الجديدة لا تضغط على الناس، لكن المشكلة هي أن المنظمات الدولية لا تقر بمشروعية تلك الإدارة".

الركود الذي يشهده الوضع في سنجار وقلة حيلة إدارة سنجار، يظهران أن حل الوضع في سنجار يحتاج إلى اتفاق أربيل وبغداد على أعلى المستويات، وهذه الخطوة ستقدم تسهيلات كبرى للمنظمات الدولية لكي تساعد أبناء المنطقة.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب