بعد حظره لسنوات من داعش.. أسواق الموصل تتزين باللون الأحمر احتفالاً بعيد الحب

14-02-2019
رووداو
الاحتفال بعيد الحب في الموصل
الاحتفال بعيد الحب في الموصل
الكلمات الدالة الموصل عيد الحب
A+ A-

رووداو – أربيل

تعج المتاجر في مدينة الموصل بالهدايا احتفالاً بعيد الحب الذي يوافق يوم 14 شباط من كل عام، حيث تبدو مظاهر "الفالنتاين" واضحةً في المدينة التي كانت خاضعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

الدمى والزهور والمجوهرات كلها معروضة لأولئك الراغبين في الإعلان عن حبهم بلفتة صغيرة.

ياسمين محمد سعيد وزوجها عمر يتخذان القرار الأخير بشأن ما سيشتريانه، فيما يستعرض صاحب المتجر الزهور المستوردة من هولندا لإقناع ياسمين بشراء زهرة لحبيبها.

وقالت ياسمين محمد سعيد: "أهنئ جميع العشاق في مدينة الموصل. والمتزوجين أيضاً، أولاً أهنئ زوجي عمر، هذا هو عيد الحب الأول الذي نحتفل به معاً. واليوم، اشتريت هذه الوردة كهدية له، وثانياً، أتمنى أن يكسر كل العشاق الأعراف والتقاليد، خاصة بعد الكارثة التي مرت بها مدينة الموصل".

يمكن لزهرة طبيعية مستوردة من هولندا إلى الموصل أن تكلف بين 3000 إلى 5000 دينار عراقي (2.5 إلى 5 دولارات).

ينتظر أصحاب متاجر الهدايا يوم عيد الحب بشغف ويسعد كل منهم بالإقبال على بضاعته.

غيث، صاحب متجر "السيد" للهدايا، ويرى أن الانترنت هو مسؤول عن نشر احتفالات عيد الحب في العراق.

وقال غيث وهو  صاحب محل "السيد" للهدايا "إن الإقبال جيد. كثير من الناس كانوا يعدون أنفسهم لعيد الحب منذ بداية العام الجديد، وهذا بسبب الإنترنت، لقد جهزنا كل هذه الهدايا وكان العمل جيداً جداً ، لقد مر أسبوعان منذ أن بدأنا بيع هدايا عيد الحب وما زالت مستمرة".

يمكن لأصحاب المتاجر مثل غيث أن يبيعوا الدمية الواحدة بما يصل إلى 25 ألف دينار عراقي (20 دولار) ويعتمد ذلك على حجم الدمية.

لكن ليس كل الناس يرحبون بعيد الحب، فعزيز أبو يزن، من السكان المحليين، يرى أنه ليس تقليداً عراقياً.

وقال عزيز أبو يزن وهو أحد سكان الموصل: "هذا العيد جاء من الغرب وليس من أعرافنا أو من التقاليد الإسلامية والعربية الحقيقية تحديد يوم معين بين الأيام والاحتفال به يوماً للحب. نحتفل بالحب كل يوم كل يوم، نحن نحتفل بـ "عيد الحب". لأنني كما قلت ، إنها هبة من الله أعطاها لكل البشر".

لكن بالنسبة لأصحاب متاجر الهدايا الأمر مختلف فهم ينتظرون هذا اليوم لتحقيق الكثير من المكاسب المالية.

وتحتفل الموصل بـ"عيد الحب" رغم أن الاحتفال به كان "حراما" خلال حكم تنظيم داعش، وكان المخالفون لتعليمات داعش معرضين للاعدام في الساحات العامة.

من أمثلة التشدد الذي فرضه التنظيم خلال فترة سيطرته على الموصل (2014-2017) الخطبة التي ألقاها إمام جامع يتبع لتنظيم "داعش" وتحدث فيها عن "عيد الحب"، حيث صب الخطيب جام غضبه على "دبدوب أحمر" وقطع رأسه بسكين، محذرا من الاحتفال بعيد الحب، وهو يردد عبارة هذا مصير من يحتفل بعيد الفسق".

وكان أهالي الموصل وغيرها من المناطق، التي خضعت لحكم التنظيم، يعانون الأمرين في مجمل تفاصيل حياتهم اليومية، إذ فرضت عليهم أحكام مشددة لم يعهدوها وفقد أناس حياتهم جراء مخالفتها.

وأعلنت القوات العراقية تحرير مدينة الموصل بالكامل في 10 تموز 2017.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب