السليمانية وتأريخها في حوار بين برهم صالح والسفير البريطاني "أبو ناجي"

04-04-2024
رووداو
الكلمات الدالة برهم صالح السليمانية السفير البريطاني
A+ A-
رووداو ديجيتال

تحدث الرئيس العراقي السابق برهم صالح، في حوار مع السفير البريطاني لدى بغداد، ستيفن هيتشن، عن مدينة السليمانية وتاريخها الاجتماعي والسياسي، وأهميتها في الوعي الثقافي الكوردي، ودورها في تطويره.


وقال صالح اليوم الخميس (4 نيسان 2024)، ضمن حلقة حوارية يقدمها السفير البريطاني لدى بغداد بعنوان "السفير شو"، إن السليمانية مدينة عريقة، امتدت منذ بناء مركزها الحالي الذي يسمى بالسراي عام 1781 قبل بناء السليمانية كمدينة.

وأشار صالح الذي فضل أن يلقب هيتش الذي أدار الحوار بـ "أبو ناجي"، وهو لقب يطلقه العراقيون على البريطانيين، إلى أن "إبراهيم باشا بابان، هو من بنى مدينة السليمانية بعد أن انتقلت إمارة بابان من مركز حكمها في منطقة قلعة شعلان في وادي شار بازير، إلى السليمانية".

وسمى إبراهيم باشا بابان، مدينة السليمانية على أسم والده سليمان باشا، وتحولت منذ ذلك الحين إلى مركز سياسي وتجاري وثقافي، حيث أصبحت مركزا للإبداع الثقافي وولادة الثقافة العصرية الكوردية منذ بدايتها، بحسب صالح.

وتمتعت المدينة مذاك بروح خاصة لما احتوته من حراك فكري وصراع في الوقت ذاته، تابع صالح ولفت إلى أنها كانت منذ بداياتها منطقة صراع كبيرة بين الإيرانيين الصفوين والعثمانيين، ومركز تثبيت وتأكيد للهوية الوطنية أو القومية الكوردية.

وعلى هذا الأساس، اقترن اسم السليمانية، بالإبداع الثقافي، والحراك الوطني الكوردي، وفق صالح، الذي أردف: "ربما أستطيع القول إن السليمانية يقر بها مركز ولادة الفكر القومي الحديث للكورد".

فالمدينة شهدت ولادة حكم الشيخ محمود الحفي في 1918، الذي عين "حكمدارا" أو حاكما على السليمانية بتوجيه من الحام البريطاني العام للعراق في وقتها، ويلسون، وبعد عام حدث تصادم عسكري، أرسل البريطانيين على إثره الجنرال ماكنزي فريزر من الموصل، وقصفت السليمانية وقتها من قبل السلاح الجوي البريطاني، على حد قول صالح.

تنوع ديني وأرث علمي

وبينما استطرد في الحديث عن تاريخ السليمانية، أكد الرئيس العراقي السابق، أن المدينة تميزت بأنها مركز للتجمعات المدنية والحراك السياسي، مشيرا إلى أن بطبيعتها هي مدينة ثائرة، لا تقبل الظلم، ولذلك حتى في زمن صدام حسين، كان صدام يشير لها بالمدينة الصعبة.

وتمتعت السليمانية بجمالها، ذلك لأنه لا يمكن التنبؤ بها بوصفها مدينة حراك، فالكثير من من الشعراء المبدعين المجددين في الشعر والأدب واللغة الكوردية، كانوا من هذه المدينة، ولذلك أقر البرلمان الكوردستاني أن السليمانية عاصمة الثقافة الكوردستانية، تابع صالح حديثه.

ولا تقتصر السليمانية بذاتها، فلها ترابط مهم مع مدينة سنندج في كوردستان إيران، من حيث البنيان المعماري، والترابط العائلي والاجتماعي والثقافي، لفت صالح، وأشار إلى أنها مدينة صغيرة قابلة لتقبل الظلم تاريخيا ولذلك علاقة بأنها بنيت كمركز سياسي.

وتطرق الحوار إلى علاقة المدينة بالتمرد، الذي عزاه صالح إلى طبيعة السليمانية الناقدة، التي تأتي كنتيجة طبيعة عن الإبداع والحراك.

ولا ينتهي تاريخ السليمانية عند هذا الحد فحسب، حيث تميزت بتنوعها السكاني والديني الذي وصفه صالح بالـ "الغريب"،  إذ سكن المدينة حين تدشينها، السادة البرزنجيون، شيخ كاكا أحمدي شيخ، الذي كان عميد الطريق القادرية في التصوف.
 
وبين أن من بين السادة البرزنجية، ينحدر الشيخ محمود الحفيد، الذي اعتقله الانكليز ونفوه إلى الهند وثم رجع، وإلى غير ذلك من التفاصيل "يا أبو ناجي"، اختتم الرئيس العراقي حديثه ممازحا السفير البريطاني.

وعلاة على ذلك، سكن السليمانية "مولانا" خالد النقشبندي، وتزامن ذلك مع مرحلة حوار فكري شهدته المدينة، بحسب صالح، الذي استدرك قائلا إن: في فترة من الفترات كان هناك أيضا صراع وتناحر، وولد هذا الجو من الصراع ولادة للأفكار والإبداع. 

وامتد أرث السليمانية في الحركة العلمية، حيث كانت مركزا للعلم منذ بداية العهد العثماني، إذ بنيت فيها المدارس وتخرج منها شخصيات ثقافية وإدارية خدمت في الدولة العثمانية وفي الدولة العراقية.

 

ولمتابعة الحوار أدناه الحلقة كاملة:

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب