الكاتب الاردني جلال برجس لرووداو: تمنيت إجادة اللغة الكوردية لأقرأ النتاج الابداعي للكورد

05-05-2024
معد فياض
الكلمات الدالة معرض أربيل الدولي للكتاب
A+ A-
رووداو ديجيتال

بين الشعر، الذي استهل به مشواره الابداعي والرواية التي وكما يبدو استقر عليها، تنقل الكاتب الاردني جلال برجس الذي يؤكد بانه لم يترك ارض الشعر الى عالم الرواية، لكنه يفضل ان يُقدم كروائي اكثر منه شاعر.
 
الكاتب جلال برجس الذي بدأ بنشر نتاجه الأدبي في أواخر التسعينات في الدوريات والملاحق الثقافية الأردنية والعربية، صدر له في مجال الشعر: (كأي غصن على شجر) و(قمر بلا مَنازل)، وعدد من القصص والروايات: مقصلة الحالم، أفاعي النار، سيدات الحواس الخمس، دفاتر الوراق، ونشيج الدودوك، وحصل على عدد من الجوائز الادبية، اهمها:  جائزة كتارا للرواية العربية 2015، عن رواية (أفاعي النار/حكاية العاشق علي بن محمود القصاد)، و الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2021 عن رواية "دفاتر الوراق"، كما ترجمت عدد من اعماله للغات الفرنسية والانجليزية والفارسية.
 
جلال برجس زار اقليم كوردستان للمرة الاولى حيث حل ضيفاً على معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته الـ 16، موضحا بأنها "الزيارة الاولى لي لقليم كوردستان والعراق".
 
وقال لشبكة رووداو الاعلامية متحدثاً عن انطباعاته حول اربيل بأنها "مدينة هادئة وجميلة وناسها محبين لمن يزورها وهذا يقدم انطباعاً جميلا من خلاله شعرت بأنني اتحرك في بلدي وبيتي وتتلاشى تلك الرهبة التي يشعر بها الزائر لأي مكان خاصة المرة الاولى وحظيت باستقبال مشرف وهذا دفعني لأعيش اوقاتاً جميلة".
 
وأضاف: "بعين روائي اكتشفت ان اربيل مدينة دائرية على الصعيد العمراني وكذلك على صعيد العلاقات. قدمت لي هذه المدينة دفقة من المحبة. العين الروائية أوحت لي بصورة جمالية بالتنوع وبالشغف الكبير للعيش والانتماء للحياة. أمضيت ساعات في حي الاسكان وسهرت لساعات طويلة وتحدثت مع الناس ووجدت ان المسافة بيني وبينهم قد زالت بسرعة".
 
يوضح الروائي الاردني جلال برجس قائلاً إن "الكاتب ينتمي الى هذه الاحياء الشعبية التي تتوفر على عناصر حياتية واجتماعية مثل الاصالة والانتماء للحياة، وفي رصد تطوراتها، أربيل، ذهبت الى مجمع الامباير وهذا جانب يعكس صور تطورات المدينة من الناحية العمرانية الحديثة  وصورت الكثير. تحدثت مع الكثير من الناس وهذه احدى عاداتي للتعرف على المدينة واهلها، وفي المحصلة ستنشر هذه الاحاديث والانطباعات في عمل ما".
 
عن مشاركته للمرة الاولى في معرض اربيل الدولي للكتاب، قال: "احدى مهمات معارض الكتب هي الترويج للقيمة الانسانية، نحن نتحدث عن فضاء فيه ارواح الكُتاب، الكتاب روح كاتبه، نحن عندما نتواجد في فضاء فكري معرفي من هذا النوع ونتجول بين كل هذه الكتب، فانما هذا يقدم الصورة الحقيقية لاربيل التي يقام بها هذا المعرض، من جانب آخر، المعرض يتيح فرصة للتلاقي مع قراء لم اعرفهم لكنهم يعرفوني من خلال كتبي، قراء من اربيل ومن مناطق اخرى في العراق، وهذا  جسر المسافة ما بين الكاتب الذي كان في مرحلة ما ينظر الى القارئ من عليائه، من برجه العاجي، لذلك لم تعد هناك ابراج عاجية".
 
ويشير: "التقيت بمؤلفين في اربيل وتعرفت على عدد لا بأس به من الاصدقاء، وهذا ما يحقق تلاقي ثقافات. معارض الكتب من اهم المنابر التي يجب على الكثير من الجهات ان تستثمرها ايجابياً، وهي من اهم المنابر التي تختصر المسافة بين الكاتب والقارئ، اضافة الى علاقتي شخصيا مع الكتب، اطلع على ما هو جديد واقتني نسخي الخاصة وهذا يتنوع ما بين الرواية والقصة والشعر والتاريخ".
 
وأعرب عن امنيته بأن "أجيد اللغة الكوردية لاقرأ النتاج الابداعي الكوردي لكن املنا على المترجمين لينقلوا لنا هذه الكنوز الابداعية"، مبيناً أن "اعمالي ترجمت لعدد من اللغات لكنها لم تترجم للاسف الى اللغة الكوردية، وهنا في هذا المعرض التقيت بعدد من المترجمين من اللغة العربية الى الكوردية والان المبادرة في ملعبهم".
 
حول وضع الرواية العربية بعد رحيل عمالقة الرواية امثال جبرا ابراهيم جبرا وغائب طعمة فرمان وعبد الرحمن منيف ونجيب محفوظ وجمال غيطاني ومؤنس الرزاز، قال الروائي جلال برجس: "هناك من يعتقد ان رحيل هؤلاء العمالقة قد ترك فراغاً في فضاء الرواية العربية، لكن في رأيي انما فتح هذا الغياب الباب لجيل جديد من كتاب الرواية العربية. لجيل نشأ في مرحلة مربكة على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، لكنه نشأ في مرحلة ثورة الاتصالات التي اهلته للاطلاع على ابداعات الثقافات الاخرى حيث يتشكل طيف جديد من الكتاب العرب ولا ينفصل عن كتاب الرواية الكلاسيكية، وايضا ولادة اساليب تتوافق مع روح العصر الذي نعيشه وهناك اسماء كتاب ساهموا في رفد الرواية العربية وللامانة ساهمت الجوائز الثقافية في تقديم والتعريف بهذه الاسماء".
 
وفيما اذا كانت الجوائز هي المقياس لمستوى هذا الاديب او ذاك، قال الكاتب الاردني جلال برجس: "نعم الجوائز تقيم الكتاب والكاتب، لكنه تقييم نسبي قد لا يروق هذا الكتاب الفائز بجائزة ما لي، لكنه راق لعدد كبير من القراء غيري. أنا دائما اقول ان الجائزة هي وجهة نظر لهيئة التحكيم وعلينا ان لا ننكر ان الجوائز زادت من القراء العرب".
 
ويبين: "نحن نُتهم من قبل جهات غربية بأن العالم العربي لا يقرأ، واتساءل من هؤلاء الذين رأيناهم يتجولون في معرض اربيل الدولي للكتاب؟ ويخرجون باعداد كبيرة من الكتب باللغتين الكوردية والعربية، هؤلاء ليسوا مجرد زوار او سائحين بل قراء، بدأ عدد من دور النشر العربية تعتمد المحرر والكاتب العربي صار يقبل ان تعاد صياغة روايته من ثبل المحرر الادبي، وهذا تطور كبير، وصار له مدير اعمال يروج لاسمه ولانجازاته الابداعية".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب