نوال الحوار لرووداو: "صالون 15" من بيروت لأربيل ثم بغداد لخلق مناخ ثقافي متنوع

25-10-2023
معد فياض
الكلمات الدالة ثقافة بغداد أربيل بيروت
A+ A-
رووداو ديجيتال

 

بعد عام على تفجير مرفأ بيروت في 4 آب عام 2020، اسست الشاعرة والكاتبة السورية المقيمة في بيروت نوال الحوار "صالون 15"، على خطى المثقفة مي زيادة، ليكون ملتقى ثقافي ابداعي للشعر والسرد والفكر. وتوضح: "فبعد حادث مرفأ بيروت صار انكفاء وانحسار ثقافي وللبنانيين كانوا مجروحين، وفي مبادرة فردية مني فتحت بيتي لإقامة هذا الصالون للقيام بنشاط شهري نستقبل خلاله ضيف، اما ان يكون شاعر او كاتب او ناقد او فنان تشكيلي او موسيقي، وهي رسالة الى العالم مفادها اننا نحن المثقفين نستطيع ان نعمل ونبدع ونقدم رغم كل الظروف".
 
المفكر والكاتب العراقي عبد الحسين شعبان، الذي تصفه نوال الحوار بالشريك الفكري لصالونها، يقول: "ربّما أرادت نوال الحوار مؤسِسة (صالون 15) أن تعلن صرخة ضدّ الانحطاط والقبح والفساد والظلم، وتُعلي من شأن التمدّن والجمال والحقّ والعدل، وهي صرخة مقاومة باسم المثقفين انتصاراً للحريّة والسلام والتسامح والإخاء وللثقافة والإبداع في مواجهة الاستسلام والخنوع والتواطؤ واللاّأُبالية. وإذا كانت السياسة عنصر تفريق فإن الثقافة لا بدّ أن تكون عامل تجميع، وتلك رسالة (صالون 15)".
 
تنحدر نوال الحوار من قبيلة (طي) العربية في بادية الشام، وانتقلت الى بيروت للدراسة في الجامعة اللبنانية، حيث حصلت فيما بعد، على شهادة الدكتوراة في التاريخ الاسلامي "إنتقال الخلافة من العصر الأموي إلى العباسي".. وسرعان ما انغمست في المجتمع الثقافي اللبناني، مع احتفاضها بتقاليدها المحافظة التي تجدد فيها الشعر ولغته، حيث صدرت لها الدواوين: قهوة المساء، القطا في مهب العطش،  وتغريبة الغزالة.  ورؤيتها الفكرية للمجتمع العربي. عملت في الاعلام المرئي وقدمت العديد من البرامج الثقافية والفكرية واكسبتها هذه التجربة حضورا واضحا في الساحة الثقافية العربية.صدر لها كتب مشتركة:الرسائل الخليجية، الرسائل المغربية، وموسوعة الثورة الجزائرية في الشعر العربي. 
 
في حديثها لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاربعاء (25 تشرين الأول 2023)، اوضحت نوال الحوار قائلة: "أطلقت تسمية (15) على صالوني لأنه يتسع لهذا العدد من الضيوف، ومع ذلك غالبا ما يأتي عدد كبير من الاصدقاء الذين يحرصون على متابعة فعاليات الصالون"، مشيرة الى ان "جلسات الصالون تقام في بيتي ببيروت لكن  المرة الاولى التي انتقلت فيه فعاليات (صالون 15) كانت العام الماضي ومن أجل بغداد عندما قمنا بقراءات لمجموعة من الشعراء العراقيين من العاصمة العراقية، ثم الى القاهرة حيث اجرينا حوارات فكرية مع مثقفين مصريين، وهذا العام انتقل الصالون من بيروت الى اربيل، عاصمة أقليم كوردستان، وعقدنا جلسة حوار مع مثقفين كورد استاضفتها (ديوخانة المفتي) "، ومنبهة الى ان "الصالون سيقيم نشاطه القادم غدا الخميس، 26 اكتوبر 2023، لاستضافة مجموعة من الشاعرات والشعراء العراقيين في بغداد وسنقدم قراءات شعرية (من بغداد الى غزة) تضامنا مع اخوتنا الفلسطينيين الذين يتعرضون لاشرس هجمة من العدو الاسرائيلي ضد الاطفال والنساء والشيوخ الابرياء العزل في غزة الجريحة".

 

 
وعن فكرة الصالون واللقاءات والنقاشات مع المثقفين الكورد قالت: "اي حوار او لقاء ثقافي حتى لو بين اثنينن اذا كانت العقلية سليمة ولغة الحوار واضحة، ويمتلك المتحاورون ارادة خادمة للثقافة فسيكون هناك مردود ايجابي اذا لم نشعر به اليوم فسوف تغدو نتائجه ايجابية على المنظور البعيد.. انا حضرت مهرجانات في المعهد الملكي الامازيغي في المغرب والتجربة الامازيغية ليست بعيدة عن التجربة الكوردية وكانت هناك افكار مشتركة"، مضيفة: "في أقليم كوردستان، سواء في مهرجان كلاويز الثقافي الذي حضرته مؤخرا وقدمت محاضرة عن نظريات النقد الادبي، او في اربيل التي التقيت خلالها مع مثقفين كورد، كانت هناك نقاشات مفيدة خاصة في نوعية الافكار والتلاقح الثقافي وفي مجال اللغة.. المهرجانات واللقاءات الثقافية تجمع وتدمج، العالم صار مفتوحا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. بدايتنا مع الحداثة الشعرية كانت مع بلند الحيدري وهو شاعر كوردي عراقي كتب بالعربية وفي القصة والرواية مع غائب طعمة فرمان الكوردي المولود ببغداد وكتب اجمل رواياته بالعربية، النخلة والجيران والقربان وغيرها، انا قرأت ما هو مترجم من النتاج الثقافي الكوردي، وابرز ما قرأت من الشعر الكوردي للشاعر المعروف شيركو بيكس وهو الحالة الاستثنائية في الادب الكوردي الحديث الذي وصل الى جميع انحاء العالم وهذا بفضل شخصية بيكس نفسه".
 
ونبّهت الى ان "هناك ما زالت امور كثيرة يجب ان يعمل عليها الكورد واهمها ترجمة المنجز الابداعي الكوردي الى اللغات الاخرى".
 
وترى الشاعرة والباحثة نوال الحوار ان من "الضروري تحديث اللغة، اية لغة كانت عربية ام كوردية، لا سيما وان هناك عدد من اللغات واللهجات الكوردية وهذه بحاجة الى توحيد وتحديث لتصل الى العالم كله.. انا من الذين يدعون الجامعات والمراكز الثقافية الى العمل على تطوير المصطلح.. اللغة مطواعة ولو نأخذ اللغة العربية فسنجد انه منذ ظهورها حتى اليوم مرت بمراحل عديدة من التطور حتى وصلت الينا هكذا".
 
وعن امكانية مزاوجة عدة لغات بآن واحد كما في الموسيقى، قالت: "هذا ممكن ان يحدث في الشعر. الشاعر نزار قباني، حيث تمر مؤويته الان، يقول في كتابه النثري (الشعر قنديل اخضر)، لا توجد لفضة شعرية واخرى غير شعرية، الشعر هو فن ملامسة الآخر. في العصر العباسي جاءت الترجمة وهذبت اللغة، والوجود الاموي في الاندلس، وانا اعتبره امتداد للعباسيين، ووجود زرياب والموسيقى والمدينة هذبت اللغة ".

 

 
فيما اذا ما يزال الشعر هوية البادية والسرد هوية المدينة، قالت نوال الحوار: "الشعر بدأ بدوي خشن وتطور بتطور الحياة. الشاعر علي ابن الجهم عندما قال للخليفة انت كالكلب في وفائك وكالتيس في مقارعة الخطوب، ارادوا افراد الحاشية قتله لكن الخليفة قال دعوه يقيم ببغداد ولنرى ماذا سيفعل به ترف المدينة، فقال بعدها (عيون المها بين الرصافة الجسر جذبن الهوى من حيث ادري ولا ادري). لا شيء في ثقافة الشعوب يبقى بمكانه، صيرورة تطور الحياة تطور اللغة سواء عند الشعوب العربية او غير العربية وستتلاقح وتتلاقى في مكان ما وربما تنتج ابداعات جديدة للانسانية".
 
وعن شحة ما يعرض من دوواوين شعرية في معارض الكتب، اوضحت الشاعرة نوال الحوار قائلة: "هناك شعراء وهناك قراء.. موضوع شحة الدواوين الشعرية سببه اقتصادي وليس جماهيري.. في لبنان الان هناك انهيار في المنظومة الاقتصادية والرواتب تقلصت بسبب هبوط العملة.. المدرس الذي كان يتقاضى الف وخمسمائة دولار،مثلا، صار راتبه 30 دولار واقل سعر لديوان الشعر هو 7 دولار فكيف يستطيع ان يقتني الكتب؟ الان كتب ال PDF المتداولة مجانا على الانترنيت هي التي جعلت شراء الكتب منحسرا"، مشيرة: "اننا لم نعد امام ظاهرة الشاعر النجم امثال مظفر النواب ومحمود درويش واحمد مطر ونزار قباني، وغيرهم الذين اذا دخلوا الى الاونيسكو او مكتبة الاسد في دمشق والتي تتسع لخمسة الاف شخص تزدحم. هذا ما عاد موجود بفضل الثقافة الرقمية والسوشيال ميديا".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب