القنصل البريطاني في أربيل: لا يزال 5000 إلى 7000 من مقاتلي داعش ينشطون في العراق وسوريا

13-04-2024
الكلمات الدالة بريطانيا اقليم كوردستان العراق داعش
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

أفاد القنصل البريطاني في أربيل جيمس غولدمان، بأن نحو 5000 إلى 7000 من مقاتلي داعش لازالوا ينشطون في العراق وسوريا.
 
وقال جيمس غولدمان في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، إن القضية الأساس بالنسبة لبلاده، هي "ضرورة إجراء الانتخابات في اقليم كوردستان في أقرب وقت ممكن".
 
وأضاف جيمس غولدمان أن "من المهم أن يُسمع صوت شعب إقليم كوردستان في انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة"، عاداً ذلك "عماد الديمقراطية".
 
وأدناه نص المقابلة:

رووداو: تتمتع كوردستان وبريطانيا بعلاقة تاريخية طويلة. ما هي خطط بريطانيا لتعزيز هذه العلاقة؟
 
جيمس غولدمان: أولاً، جئت في تشرين الثاني وكان أول ما أثار إعجابي هو العلاقة الدافئة الحقيقية بين بريطانيا وإقليم كوردستان. لقد رأيت ذلك عندما تجولت في الإقليم. هناك علاقة تاريخية طويلة: هناك من أكملوا الدراسة في بريطانيا وهناك من عمل مع الشركات أو الحكومة البريطانية، وهناك أيضاً أشخاص يحملون الجنسيتين العراقية والبريطانية. العلاقة في نمو مستمر، وأعتقد أن أفضل دليل على ذلك هو قنصليتنا، التي يعمل فيها أكبر عدد من الأشخاص مقارنة بأي وقت مضى. لأننا في القنصلية نعمل على استحداث الفرص الجديدة. على سبيل المثال، في مجال الثقافة والعلاقات التجارية والكثير من المجالات الأخرى حيث توجد هنا فرص فريدة لمزيد من العلاقات، مثل التعليم، الذي يعد واحداً من أهم المجالات. كما أننا نتشاطر العديد من التحديات، مثل الجريمة المنظمة والتغير المناخي، والتهديد الذي يشكله داعش والإرهابيون. إنها علاقة دافئة وتاريخية، إننا حريصون على هذه العلاقة ونتطلع إلى تطويرها، وأنا متأكد من أن لدينا الفرصة للحديث بشكل أدق عن بعض هذه المجالات.
 
رووداو: هل تعتقد أن تأخير الانتخابات في إقليم كوردستان سيخلق مشاكل في وجه تعزيز هذه العلاقة الجيدة بين كوردستان وبريطانيا؟ وبصفتكم الممثل لبريطانيا في إقليم كوردستان، ما هي مساعيكم لضمان إجراء انتخابات شفافة في إقليم كوردستان؟
 
جيمس غولدمان: هذا هو حديث الساعة وسؤال مهم جداً. في الواقع، نحن نصر، وأنا كقنصل عام، أصر على التحدث إلى الجميع. نحن نتحدث مع جميع الأطراف والممثليات هنا. كما استمعنا إليهم جميعاً ونتفهم وجهات نظرهم المختلفة. لكن القضية الأساس بالنسبة لبريطانيا، والتي علي أن أقولها للمجتمع الدولي أيضاً، هي ضرورة إجراء الانتخابات. بل ينبغي إجراؤها في أقرب وقت ممكن. لسببين: أولاً، لأن من المهم أن يُسمع صوت شعب إقليم كوردستان في انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة. هذا هو عماد الديمقراطية وهو مهم جداً للناس هنا. ثانياً، هذا مهم بشكل خاص لتجدد حكومة إقليم كوردستان ولايتها وتمنح لنفسها الشرعية مجدداً لتتمكن من المضي قدماً بالعديد من القضايا التي تعمل عليها لصالح شعب إقليم كوردستان. لذلك من المهم جداً بالنسبة لنا إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكي مضي قدماً نحو مستقبل مشرق.
 
رووداو: تدركون أن الصراع بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في إقليم كوردستان قد خلق مشاكل للشعب وللعملية السياسية. هل تحثهما على أن زيادة التنسيق بينهما وتقوية علاقاتهما؟
 
جيمس غولدمان: كما ذكرت، نحن نتحدث مع الجميع. نحن نتحدث عن الديمقراطية، والعنصر الصحي في الديمقراطية هو أن تكون للأحزاب وجهات نظر مختلفة، فبهذه الطريقة نحصل على نتائج أفضل. التحديات مهمة للحكومة؛ هي مهمة لضمان حكم أفضل وشفاف ونتائج أفضل للناس الذين يعيشون في إقليم كوردستان. ومع ذلك، فإن النقطة الثانية التي أريد الإشارة إلييها هنا هي أن من المهم للحكومة وللتحالف، أن تتمكن الحكومة من العمل على القضايا ذات الأهمية الإقليمية، وتتمكن من تحقيق نتائج أفضل لإقليم كوردستان وأن يعملا معاً. عندما نتحدث إلى الأطراف، نحن في بريطانيا نشجعهما بقوة ونطلب منهما العمل معاً على القضايا التي تتمتع بالأهمية الوطنية ويجب العمل عليها معاً لتحقيق المصلحة العامة للإقليم. في محادثاتنا نشدد على مطالبتهما بهذا وسنساعد على ذلك بالتأكيد حيثما أمكن.
 
رووداو: باعتبارك الممثل عن بريطانيا في إقليم كوردستان، ما رأيك في قرارات المحكمة الاتحادية بإلغاء مقاعد الكوتا، التي هي مقاعد المكونات في برلمان كوردستان؟
 
جيمس غولدمان: ربما يكون هناك أمران في هذا الصدد: أقولها مجدداً، وربما سيكون أشبه بالتكرار. كانت لنا زيارات لعدد مع زعماء عدد من الأقليات هنا وتحدثنا إليهم. كنت في لالش مؤخراً. لذا أتفهم وجهات النظر المختلفة للأحزاب هنا، ولكن ذلك كان قرار المحكمة الاتحادية العليا في النهاية. لذلك لا أعتقد أنه من المناسب أن تعلق بريطانيا على شؤون السلطة القضائية. لكنني أعتقد أن النقطة التي أوضحناها بشأن مسألة الانتخابات والتقدم الذي تحرزه مهمة للغاية. من المهم جداً إجراؤها في أقرب وقت ممكن. نحن نشجع تماماً كل الأطراف على ضمان حماية حقوق الأقليات في هذه العملية وفي حكومة إقليم كوردستان المقبلة وفي محادثات الحكومة مع بغداد حول مستقبل هذه البيئة السياسية.
 
رووداو: أصدرت المحكمة الاتحادية قرارات أخرى تتعلق بإقليم كوردستان، خاصة بشأن رواتب موظفي إقليم كوردستان والبيشمركة والقوات الأمنية، وقد خلقت مشاكل بشكل من الأشكال. كممثلية بريطانية في إقليم كوردستان هل بذلتم أي جهود لحل هذه المشاكل؟
 
جيمس غولدمان: منذ وجودي هنا، تمكنت من التجوال في جميع أنحاء إقليم كوردستان تقريباً، وهو أمر ممتع للغاية. إنها منطقة جميلة جداً. هذا الموضوع يطرح كثيرا. في الواقع، أعتقد أننا فهمنا من خلال المحافظين والسياسيين والناس والمنظمات غير الحكومية أن كل من لديه موظف في أسرته قد تأثر بمسألة الرواتب. نحن نشعر حقاً بتأثير ما يحدث. نحن نشجع حواراً حقيقياً بين أربيل وبغداد. أعتقد بوجود تحديات تقنية معينة تجري مناقشتها. التقيت الأسبوع الماضي مع سكرتير مجلس الوزراء وهو عضو في وفد حكومة إقليم كوردستان المفاوض. أعتقد أنه تم اتخاذ بعض خطوات جيدة؛ فهمت من بيان رئيس الوزراء أن رواتب شهري شباط وآذار قد تم صرفها أو على وشك أن تصرف. لكن النقطة الأساس الآن هي أن هناك تقدماً جيداً جداً نحو حل مستقر ومستدام، يمنح شعب إقليم كوردستان ثقة كاملة بأن رواتبهم ستدفع في موعدها المحدد، ونحن نشدد على الحوار بين أربيل وبغداد وندعمه، لأن هذه مشكلة رئيس يتأثر بها الكثير من الناس.
 
رووداو: تشارك بريطانيا في عملية إعادة تنظيم وتوحيد قوات البيشمركة. هل أنتم راضون عن العملية؟ هل تقدم بريطانيا أي مساعدات لقوات البيشمركة حالياً؟

جيمس غولدمان: تحدثنا عن علاقة تاريخية، العلاقة بين البيشمركة والجيش البريطاني واحدة من العلاقات التاريخية. عندما تعمل في الحكومة في بريطانيا سوف تسمع عن هذه العلاقة. هذه واحدة من العديد من العلاقات الأخرى. في الوقت الحالي، توجد قوة عسكرية بريطانية مهمة هنا، وهي جزء من التحالف الدولي وفي هذا الإطار تقدم التدريب العسكري المهني لقوات البيشمركة ونعمل على تأمين برنامج تدريب عسكري للبيشمركة. لدينا أيضاً بيشمركة يخوضون دورات تاريخية قوية جداً في بريطانيا. هناك تعاون قوي للغاية بين برنامج المساعدة التعليمية في بريطانيا وإقليم كوردستان. حتى الآن، قامت بريطانيا بتدريب أكثر من 20 ألف بيشمركة من خلال التحالف الدولي. هذا مجرد جزء صغير مما تقدمه بريطانيا كجزء من التحالف الدولي الأوسع في العراق للحكومة العراقية والبيشمركة. نحن في بريطانيا سعداء للغاية بالتقدم الذي تحقق. أعلم أن مستوى البيشمركة الذين يذهبون إلى بريطانيا لخوض هذه الدورات عالٍ جداً. إنها حقاً شراكة وعلاقة إيجابية للغاية ونحن نقدرها.
 
رووداو: هل تقدمون أي تدريب لقوات البيشمركة في إقليم كوردستان؟ هل تقدمون حالياً أي مساعدة مالية للبيشمركة؟

جيمس غولدمان: هناك عدد من التدريبات. نقدم التدريب باستمرار لمختلف المستويات، للمبتدئين والمتوسطين والمتقدمين. هناك أيضاً دعم للبيشمركة للذهاب للدراسة في بريطانيا. أي أن هناك تدريبات في إقليم كوردستان وفي بريطانيا أيضاً.
 
رووداو: لايزال تنظيم داعش نشيطاً ويشن هجمات في أجزاء من سوريا والعراق. هل مازلتم تعتقدون أن تنظيم داعش يشكل تهديداً حقيقياً للعراق والمنطقة؟

جيمس غولدمان: الإجابة البسيطة هي نعم للأسف. أعتقد أن التحالف الدولي قد قطع خطوات كبيرة في مكافحة تهديدات داعش من خلال العمل مع القوات الأمنية العراقية والبيشمركة. ولكن كما يقول الانكليز: "تم كسرهم، لكن لم يتم طردهم". نحن نقدر أنه لا يزال هناك ما بين 5000 إلى 7000 مسلح من داعش ينشطون في العراق وسوريا، للأسف. ثم أن خطر داعش لا يكمن فقط في الخطر الذي يمثلونه من خلال مسلحيهم، ولكن للأسف من خلال أيديولوجيتهم التي لا تزال تجذب الأنظار في العالم وتستمر في إظهار خطورتهم. من المؤسف أننا ما زلنا نرى هجمات مباشرة أو غير مباشرة من قبل داعش ونحملها على محمل الجد.
 
رووداو: توقف تصدير نفط إقليم كوردستان منذ سنة وشهر، ولم يكن لبريطانيا موقف واضح من هذه المشكلة. هل السبب هو أن الشركات البريطانية ليست لها مصلحة في هذا ولا تعمل أي من الشركات البريطانية في قطاع النفط بإقليم كوردستان؟ أم ماذا؟

جيمس غولدمان: هذا سؤال جيد. بداية، اسمحوا لي أن أكون واضحاً، هناك قرار من محكمة دولية أوقف بيع النفط، وهناك دعوة إلى محادثات جديدة بين أربيل وبغداد. وكما ذكرنا، فإن هذه المحادثات مستمرة وزيارات الوفود مستمرة، ونحن نشجعهم على ذلك في الواقع. هذه المحادثات ستؤدي إلى التوصل إلى حل. لكن هذه المشكلة بالذات هي الركيزة الثالثة، وهناك عدد من شركات النفط العالمية التي تشارك في هذه المحادثات، التي هي في نفس الوقت محادثات تجارية.
 
رووداو: لكن هناك حقيقة، وهي أن الأمر له تأثير كبير على اقتصاد إقليم كوردستان.

جيمس غولدمان: هذا صحيح. هناك عدد من الشركات البريطانية التي هي جزء من عدد من الشركات المشاركة في هذا، لكننا في حالات عديدة دعونا إلى الحوار بين أربيل وبغداد. نحن نتطلع إلى دعمهم ومساندتهم وتشجيع جميع الأطراف على الاجتماع معاً. الأمر الآخر الذي أود أن أقوله في هذا الصدد هو أن بريطانيا تركز بشكل كبير على التغير المناخي وتفخر بالعمل عليه. نحن نركز بشكل كبير على العراق وعلى مستقبل صناعة الطاقة واستقرار الطاقة المتجددة وإنهاء هدر الغاز. نحن نسعى للترويج لإنهاء هدر الغاز في العراق وإقليم كوردستان، والذي يعد في نفس الوقت مصدراً مهماً للعائدات. كما أنه حيوي في مواجهة التغير المناخي.
 
رووداو: هل تعملون حالياً على أي مشاريع للطاقة المتجددة ستكون مربحة لإقليم كوردستان؟

جيمس غولدمان: نحن نعمل مع عدد من الشركات والحكومة ونتحاور بشأن طريقة لدعم إنهاء هدر الغاز، وقد أجريت هذا الصباح مناقشة حول مبادرة جديدة نبحث فيها، وليس حول كيفية دعمنا للاقتصاد المناخي.
 
رووداو: لم يتم تنفيذ أي شيء حتى الآن، لكن المحادثات مستمرة.

جيمس غولدمان: نعم، هو هكذا بالضبط. نحن نتطلع بنشاط لنرى ما يمكننا القيام به. وهذا مجال للتنمية بالنسبة لنا، مجال نحاول فيه تطوير تعاوننا. هناك عدد من المشاريع المثيرة التي أعتقد أنه تم اقتراحها في إقليم كوردستان وستكون بمثابة فرص أخرى للتعاون بالنسبة لنا.
 
رووداو: في المجال الاقتصادي، ما هي خططكم لتحسين اقتصاد إقليم كوردستان؟

جيمس غولدمان: أعتقد أن علينا أن نتحدث عن ثلاثة أمور. نحن نشرف على بلوغ نهاية حوارنا الاقتصادي مع حكومة إقليم كوردستان. كان عدد من خبرائنا يعملون مع حكومة إقليم كوردستان على القضايا الاقتصادية والمجالات التي يمكننا من خلالها توجيه إقليم كوردستان ومساعدته في المستقبل. هذه بداية محادثات جديدة. في الأسبوع المقبل، وقد يكون هذا المجال أقل شعبية عند بعض الناس، سيأتي وفد من مصلحة الضرائب إلى هنا ويتحدث إلى مصلحة الضرائب ويبحث في الطريقة التي يمكننا أن ندعم من خلالها تصميم وتنفيذ السياسة الضريبية. هذا ليس شائعاً عالمياً، لكنه موجود.
 
رووداو: إذن أنتم تساعدون إقليم كوردستان في مجال السياسة الضريبية.

جيمس غولدمان: أجل. سيأتي وفد لمناقشة المجالات التي يمكننا التعاون فيها، هذا في سياق المجالات الجديدة التي تباحثنا بشأنها. الأمر الثالث الذي يجب أن أشير إليه، هو أننا أجرينا حواراً طويلاً مع حكومة إقليم كوردستان حول أولوياتهم في مجال الاستثمار وكيف يمكننا العمل كقنصلية بريطانية مع القطاع الخاص البريطاني لجذب انتباههم إلى الاستثمار والتجارة.
 
رووداو: ما هي هذه الأولويات؟

جيمس غولدمان: سأضرب لك مثلاً. في قطاع التعليم.
 
رووداو: أنتم منخرطون تماماً في قطاع التعليم وتقدموم برنامج تشيفنينغ.

جيمس غولدمان: نعم. هناك منحة تشيفنينغ التي أفادت في العام الماضي عدداً لا بأس به من طلاب إقليم كوردستان، حيث أن 10 إلى 12 طالباً يدرسون في بريطانيا، وهي منحة دراسية قيمة للغاية. إنها في الواقع منحة دراسية رائعة جداً، لأنها تشمل كل شيء. يجري الآن افتتاح الجامعة البريطانية الدولية رسمياً في إقليم كوردستان، وهي الشراكة الأولى بين جامعة لندن والشركاء هنا. حجم الاستثمار البريطاني هو 38 مليون جنيه إسترليني، وهذه الملايين ال،38 هي استثمار ضخم حقاً. تقدم جامعة لندن التعليم ويحصل الطلاب على شهادة من جامعة لندن، لكنه يدرس في إحدى جامعات إقليم كوردستان. هذا استثمار لافت في التعليم وكذلك في الأعمال التجارية وفرصة فريدة تمكن الناس من الحصول على شهادة بريطانية من إقليم كوردستان.
 
رووداو: جيد. في العام الماضي، زار وفد بريطاني إقليم كوردستان للتباحث بشأن الحد من انتشار المواد المخدرة. هل تم التوصل إلى أي اتفاق وهل تم تنفيذه؟

جيمس غولدمان: نعم، سأتحدث أولاً عن نقطة عامة، وهي أن الاتجار بالمخدرات، أو الجريمة المنظمة بصورة عامة، وخاصة الاتجار بالمخدرات في هذه المنطقة، مشكلة تؤثر على جميع دول المنطقة، وتجارة الكبتاغون والأمفيتامين والميثامفيتامين بصورة خاصة، تؤثر على الناس وتسبب الفوضى والعنف والجريمة. من المؤسف أن الشباب المدمنين على هذه المخدرات هنا وفي بريطانيا وأوروبا يمثلون أيضاً تحدياً مشتركاً. موضوع الوفد وكيفية العمل مع حكومة إقليم كوردستان على الموضوع، فهو مجال ينمو ويستمر في النمو. لذلك نعمل معهم على ثلاثة مستويات؛ المستوى الأول هو التدريب، حيث نقدم عدداً من الدورات التدريبية للجهات ذات العلاقة في إقليم كوردستان. المستوى الثاني هو المعدات. بينما نعمل مع الشركاء هنا على حل مشكلة مشتركة هنا، فإننا نوفر أيضاً المعدات جبناً إلى جنب التدريب. والثالث هو أن هناك عدداً من أوجه التعاون الفعال في خطوط التحقيق وهناك علاقة بين بريطانيا وإقليم كوردستان بشأن هذه المخاطر المشتركة.
 
رووداو: يهاجر كثيرون من العراق وإقليم كوردستان إلى بريطانيا. ما هو مصير أولئك الذين تم رفض طلباتهم للحصول على حق في بريطانيا؟
 
جيمس غولدمان: بداية، بريطانيا فخورة بسجلاتها في مجال حقوق الإنسان. أعتقد أننا سباقون إلى هذه المبادرات على مستوى العالم. أما عن تهريب البشر وما يتحدثون عنه هو في الحقيقة تجارة خادعة. لقد وضعوا الناس في مواجهة أوضاع خطيرة. يساء استخدامهم بكل الطرق. وللأسف، لقي عدد من الأشخاص حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا عبر هذا الطريق غير القانوني. نتشارك الأحزان مع الذين تأثروا بهذا، ولهذا لا نشجع أحدا على سلوك هذا الطريق الخطير للغاية. نحن نعمل مع حكومة إقليم كوردستان لمساعدتها على جعل الناس يعزفون عن اختيار هذه المخاطرة الكبيرة بسبب الرغبة في الهجرة إلى بريطانيا بشكل غير قانوني. وللإجابة على سؤالك، فإنه إن لم يكن لديك أساس قانوني للبقاء في بريطانيا، فسيُطلب منك مغادرة بريطانيا، وهذا هو نفس السياق المتبع في أي مكان آخر من العالم، أنت بحاجة إلى أساس قانوني للبقاء في بريطانيا. لذلك، وبعد كل الجهود التي بذلتها للبقاء في بريطانيا والتي كانت مرهقة للغاية، إذا اتضح أنك تفتقرين أسس قانونية، فسوف يُطلب منك المغادرة.
 
رووداو: حسناً. كيف تنظرون إلى حالة حقوق الإنسان وحرية التعبير في إقليم كوردستان؟ حيث أن لديكم، كما ذكرتم، معايير عالمية لحقوق الإنسان.

جيمس غولدمان: أجل، هو كذلك بالضبط. نحن فخورون بذلك، وهذا صحيح، وهو قيمة عندنا أكثر من كونه سياسة. نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. كما نعتقد أن حقوق الإنسان وحرية التعبير ستؤدي إلى نتائج أفضل للشعب ولاستقرار أفضل وحكم أفضل. ستمكّن الحكومة من الأخذ بالأمور بشكل مناسب، أي أن تقوم بما هو صحيح، ما سيؤدي إلى نمو اقتصادي أفضل. هذا هو الأمر الحكيم الذي يجب القيام به. عند تجوالي في أنحاء إقليم كوردستان، التقيت بعدد من المنظمات غير الحكومية وتحدثت معهم حول التحديات والفرص هنا. نحن نتطلع إلى مساعدتهم مساعدة كاملة. نستمع إليهم بالتأكيد، وهنا في محادثاتنا مع الحكومة سنتحدث عن كيف يمكننا تحسين الأمور وكيف يمكننا العمل معاً على تحسينها. لذا، بمجرد وصولي، كان أول ما فعلته هو تنظيم لقاء كبير للمنظمات غير الحكومية هنا لجمعهم معاً والتحدث عن كيفية العمل معاً. نحن نبحث دائماً عن فرص للعمل مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والحكومة لتعزيز هذه القيم.
 
رووداو: لدي سؤال آخر أعتقد أننا بحثناه سابقاً، وهو عن المكونات. ليس فقط عن تمثيلهم سياسياً، ماذا تقولون تمثيلهم الاجتماعي في المجتمع؟ هل تعتقد أن تمثيلهم جيد في مجتمع إقليم كوردستان؟ وبصورة عامة، ما هو رأيك في وضعهم في كوردستان؟
 
جيمس غولدمان: أستطيع أن أعبر لك عن رأيي. منذ أن جئت إلى هنا، زرت عدداً من المجتمعات المختلفة. أسعدني ذلك وحصلت على معلومات عن المجتمعات هنا. نأثرت بعدة أمور، خاصة عندما ذهبت إلى لالش، وسأذهب قريباً إلى ألقوش. إذا كنت سأتحدث من هنا إلى الحكومة والسياسيين، فسأقول أولاً: لقد تأثرت حقاً بفخر الناس هنا، حقيقة إن ما بنى إقليم كوردستان هو دور الأقليات، حيث أن كل أقلية جزء رئيس. هذا أمر سمعت الناس يتحدثون عنه بحماسة وكيف أنهم يريدون دعم الأقليات وكيف أنهم جزء لا رئيس وجوهري لإقليم كوردستان. لقد شعرت حقاً بالحماسة وتعلمت الكثير عن تاريخ وثقافات الأقليات من خلال التحدث إليهم. توجد دائماً تحديات بالطبع، لكنني أدركت مدى اعتزازهم بكونهم جزءاً من هذا الإقليم وشراكتهم فيه، ومدى فخرهم بعرض دورهم وتقاليدهم وثقافاتهم على الزوار والمجتمع الدولي.
 
رووداو: كيف ترى دور المرأة في المجتمع الكوردي وإقليم كوردستان في مختلف القطاعات؟
 
جيمس غولدمان: يسعدني أننا وجدنا النساء في جميع قطاعات الإعلام والحكومة والمجتمع المدني هنا، وفي قنصليتنا لدينا فريق معظمه من النساء، وهو فريق فريد من نوعه. كما التقيت العديد من النساء البارزات في جميع القطاعات، وخاصة في قطاع الأعمال. وهذا مبعث فخر حقيقي لهذا الإقليم. وهذا جزء مما يبني إقليم كوردستان وهو جزء من شخصيتكم. لذلك، نحن في بريطانيا فخورون حقاً بدورنا. نحن أيضاً لدينا نساء وبطلات بارزات للغاية في سياستنا، لأننا نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح. أكرر القول إنه إلى جانب حقوق الإنسان، فإن مشاركة المرأة مهمة جداً للنمو الاقتصادي، خاصة في هذا الإقليم. مشاركة المرأة في القوى العاملة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار وتحقيق إنجازات أفضل. آخر رأي لي تأثرت به كثيراً هنا هو دور المرأة. نعمل هنا مع عدد من المنظمات النسائية. ذهبت إلى دهوك للقاء العديد من النساء اللاتي أسسن منظمات غير حكومية تعمل على قضايا المرأة المهمة وتدعمها، وخاصة النساء الناجيات من قبضة داعش. أكثر ما أثار إعجابي أيضاً هو النساء اللاتي رأين أموراً في هذه المجتمعات أو في مجتمعاتهن وقررن أن يفعلن شيئاً حيال ذلك ويتخذن الخطوات اللازمة وأنشأن هذه المنظمات من لا شيء. لقد نجحن في كسب الدعم الدولي وقدمن الكثير من الخدمات والفوائد لهذه المجتمعات. أعتقد أنه ملهم للغاية رؤية هذه القيادات النسائية في جميع القطاعات. هذا شيء تأثرت به شخصياً.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب