آنو جوهر في حوار طاولة مستديرة لرووداو: يمكن أن يمثل التصويت الخاص للمكونات حلاً

12-06-2023
الكلمات الدالة مركز رووداو للدراسات برلمان كوردستان
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

خلاف الأطراف السياسية على مسألة مقاعد الكوتا وتأجيل انتخابات برلمان كوردستان مشكلة كبيرة تواجه إقليم كوردستان، لذا ارتأى مركز رووداو للدراسات أن من الضروري تنظيم حوار مائدة مستديرة، لتجري الأطراف جميعها حواراً مفتوحاً حول هذه الخلافات والمشاكل وسبل حلها. 
 
حوار "مقاعد الكوتا وانتخابات إقليم كوردستان"، جرى يوم (8 حزيران 2023) بحضور مسؤولين حزبيين ووزراء وممثلين عن المكونات والأمم المتحدة.
 
في بداية الحوار، أكد وزير الإقليم لشؤون المكونات في حكومة إقليم كوردستان، آيدن معروف، أنهم يطالبون دائماً الأطراف السياسية في إقليم كوردستان بعدم تحويل مسألة الكوتا البرلمانية إلى جزء من خلافاتهم السياسية، كما طالبوا دائماً بإجراء الانتخابات في موعدها، وأكد أيضاً على أن مسألة الانتخابات "يجب إبعادها عن المشاكل السياسية"، وشدد معروف على وجود المكونات في العملية السياسية بإقليم كوردستان.
 
من جانبها، أوضحت عضو برلمان كوردستان من حصة المكون المسيحي، منى يوحنا، أنه لا يوجد حتى الآن تفاهم جيد حول مسألة الكوتا والمشاركة السياسية في إقليم كوردستان وقالت إن "مفهوم الكوتا بحاجة إلى إعادة صياغة"، وعن قرار المحكمة الاتحادية العراقية الأخير بخصوص انتخابات إقليم كوردستان، لم تخف د. منى يوحنا أنهم كانوا يأملون تعديل قانون الانتخابات بسبب المشاكل، لكن يبدو أن الانتخابات القادمة ستجرى بنفس القانون القديم، ورأت أن المشكلة الرئيس تكمن في تسابق بعض الأحزاب على مقاعدة الكوتا ما يؤدي إلى غياب "ممثلين حقيقيين" عن المكونات في البرلمان، وبشأن الحل، قالت يوحنا إن تخصيص صناديق اقتراع خاصة للمكونات، كما حدث في انتخابات 1992 عندما خصص صندوق اقتراع للمسيحيين، واحد من الحلول للمشكلة.
 
وزير النقل والاتصالات بحكومة إقليم كوردستان، آنو جوهر، أيد ما ذهبت إليه منى يوحنا، ورأى أن التصويت الخاص للمكونات قد يكون حلاً يمكن أن ينقذهم من التعقيدات السياسية، وساند فكرة أن يصوت المسيحي فقط للمسيحي، لكي يكون الفائزون ممثلين حقيقيين للمسيحيين.
 
وطالب نائب محافظ دهوك، شمعون شليمون، بعدم تحويل مسألة الكوتا إلى جزء من الصراع بين الأطراف السياسية القوية، وأشار إلى تجارب دول كإيران والأردن وأوكرانيا، حيث يستطيع أبناء المكونات الوصول إلى البرلمان بعدد أصوات قليل.
 
عضو قائمة (ميللت)، آزاد أكرم، تساءل عن المسؤول عن هذا الوضع؟ ورأى أن من المهم أن تكون لهم جلسات مشتركة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأن ذلك قد يساهم في حل الخلافات بين الحزبين، مشيراً إلى وجود خطر حقيقي يهدد الثقافة واللغة التركمانيتين في إقليم كوردستان.
 
سارا دلشاد، ممثلة حزب التنمية التركماني، قالت إنهم لا يدعمون بأي شكل فكرة عزلهم عند التصويت، ووصفت القانون رقم (5) لسنة 2015 بأنه قانون "مهم" ورأت ضرورة الاهتمام به، وتساءلت: "لماذا تكون هناك قائمة خاصة أو يوم خاص للمكونات؟ نحن أبناء أصليون لهذا البلد وكلنا معاً نخدم إقليم كوردستان"، ورأت أن التركمان في إقليم كوردستان يتمتعون بحقوق أكثر مقارنة ببغداد التي لا تخصص أي مقعد كوتا للتركمان، وخلصت إلى المطالبة بحل دائم يحول دون اتخاذ مسألة المكونات عذراً لتأخير الانتخابات.
 
عضو برلمان كوردستان من كتلة الجبهة التركمانية، همداد صباح، قال إن موضوع المكونات تم تحويله إلى أداة سياسية بيد أطراف إقليم كوردستان، ورأى أنه لو كانت "السيادة للقانون" فإن الكثير من المشاكل سيتم حله، وبيّن همداد صباح أن إقليم كوردستان يعاني من مشكلة في تطبيق القانون، ورأى أن من الضروري جداً أن يتوصل الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى توافق، فقرار المحكمة الاتحادية الأخير يضع إقليم كوردستان في مواجهة "خطر الانحلال والضعف".
 
مدير عام الثقافة والفنون السريانية، كلدو رمزي، شدد على وجوب أن تتخذ المكونات بنفسها قرارها بشأن من يمثلها وأن هذه المسألة يجب حلها بحوار هادئ وليس من خلال الانفعال والتشدد، ولم ير كلدو رمزي مانعاً من أن يكون للأطراف الأخرى مرشحون من المكونات على أن تكون هناك منافسة "حقيقية".
 
بيستون حمة صالح، من جماعة العدل في إقليم كوردستان، أشار إلى أن غياب التواصل الحقيقي بين الأطراف السياسية والمكونات هو سبب مشاكل وخلافات اليوم، وكشف عن أن المكونات لم تستطع تمثيل نفسها تمثيلاً حقيقياً، وأكد دعم حزبه لاستقلالية المكونات وأن تتخذ قراراتها باستقلالية، وفي ختام كلماته رأى أن تخصيص صناديق اقتراع خاصة بالمكونات هو أفضل حل للخلاف.
 
أما هوكر جتو فقد تحدث عن مشكلتين رئيستين في مسألة المكونات تكمنان في "طريقة وآلية مشاركة الأقليات في الحياة السياسية وفي استخدام الأقليات في التعقيدات السياسية"، ورأى ضرورة تبني المبادئ الدولية لحل هذه المشكلة، ورأى الحل في فصل ناخبي المكونات ووجود غرفتين في برلمان كوردستان واحدة عامة وأخرى خاصة بالمكونات.
 
ياسين حمة صالح، بدأ بالثناء على مركز رووداو للدراسات لتنظيمه الحوار، ولدى حديثه عن المشكلة اتفق في الرأي بأن تمثيل المكونات الحالي ليس بالتمثيل الحقيقي، وعرض وجهة نظر حزبه بالقول: "نحن في حركة التغيير نطالب بمراكز اقتراع خاصة وسجل ناخبين خاص بالمكونات" مشيراً إلى أن مفوضية الانتخابات تستطيع تطبيق هذا الخيار، ورأى ضرورة أن تشعر الأطراف بالمسؤولية وأن يتم حل الخلافات عن طريق التوافق، وأن تجتمع الأطراف على مستويات عليا لبحث هذه المسألة.
 
عضو مؤسسة انتخابات الاتحاد الإسلامي الكوردستاني، هيمن إسكندر، اتفق مع منى يوحنا، في الرأي بأن الكوتا فصل إيجابي، وأكد على أن تكون مقاعد الكوتا الـ(11) للمكونات حصراً ويشغلها ممثلون حقيقيون عنهم، وقال إن كل جهودهم كانت من أجل ضمان المشاركة الحقيقية للمكونات.
 
عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، سعدي أحمد بيرة، أبدى اهتمامه بما طرح خلال الحوار، ورأى أن من المهم حماية حقوق المكونات في إقليم كوردستان، لكنه نفى أن تكون ثقافة ولغة التركمان مهددة قائلاً إن هذه المشكلة ربما تكون قائمة في كركوك لكنها لن تحدث في إقليم كوردستان. تحدث أيضاً عن دور المكونات في بناء إقليم كوردستان مشدداً على التعايش القائم منذ القدم في إقليم كوردستان. لكن سعدي بيرة لم يخف أن الحديث ليس عن المقاعد الـ11 بل عن "الآليات" وأوضح رأي حزبه بالقول: "نحن في الاتحاد الوطني الكوردستاني نعتقد أننا يتم الاحتيال علينا من أبواب ونوافذ المكونات"، ولم يمانع أن تكون للمكونات سجلاتهم وتصويتهم الخاص بهم.
 
عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، جعفر إيمنكي، أثنى على مركز رووداو للدراسات لتنظيمه هذا الحوار، ثم رد على سعدي بيرة بالقول: "لا أحد يستطيع الاحتيال على الاتحاد الوطني الكوردستاني، فلديكم خبرة وتجربة طويلة في السياسة والانتخابات"، وأكد على الحل الديمقراطي لمسألة المكونات، ولم يخف أن العملية الديمقراطية في التراث السياسي لإقليم كوردستان والعراق ضعيفة، وأن العلاقات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني يجب أن تستمر وفقاً لآلية ما وأن الآليات بحاجة إلى مراجعة.
 
شارك في الحوار ممثل الأمم المتحدة الذي شكر مركز رووداو على تنظيمه، ثم تحدث عن دور الأمم المتحدة الذي يقتصر على تقديم المشورة السياسية والتقنية، مشدداً على أن القرار السياسي تتخذه الأطراف وليس الأمم المتحدة، ومؤكداً أن المنظمة الدولية ستستمر في تقديم المشورة السياسية والتقنية.
 
وفي ختام الحوار، شكر المشاركون مركز رووداو للدراسات على تنظيم الحوار الذي أصبح فرصة لحوار مفتوح وصريح تمت خلاله مناقشة الخلافات والمشاكل بدون قيود.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب