معرض الصور

24-06-2021
19 Photos
شيرين أحمد كيلو

رووداو ديجيتال

عامودا من مدن محافظة الحسكة في روجافاي كوردستان، ومركز ناحية في أقصى شمال شرق سوريا على الحدود السورية - التركية قرب مدينة قامشلو، تبعد عن الحسكة، مركز المحافظة 80 كم إلى الشمال، يمر فيها نهر صغير يدعى نهر الخنزير، وقد جفت مياهه بسبب قطعها من الطرف التركي.

ورد ذكر اسم عامودا في كتاب "نشوة المدام في العودة إلى دار السلام" للمؤلف الشهير العلامة محمود الآلوسي، الذي زارها في رحلته سنة (1267هـ)، وذكر أن فيها 70 بيتاً وفيها مسجد، وهذا يفيد أنها كانت قرية عامرة قبل مائة وخمسين سنة، وهي من أقدم قرى ومدن المحافظة، والمؤشرات الحضارية على وجود بشر في منطقة عامودا جغرافياً تتمثل في وجود تلال أثرية منها تل شرمولا وتل المال (موزان) وتل حطين (شاغربازار)، وهذه التلال تم الكشف والتنقيب فيها عن الآثار فكانت تعود لحضارات قديمة عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف سنة.

تتبع لناحية عامودا 160 قرية. عدد سكان المدينة بين 60 إلى 90 ألف نسمة، معظمهم كورد، مع أقليات عربية نزحت إبان الأزمة السورية من عدة محافظات سورية بحثاً عن الأمان، يعمل أغلب السكان بشكل أساسي بالزراعة كزراعة القمح والشعير والعدس والقطن ومعظم الخضار الشتوية والصيفية وهناك قسم آخر من الأهالي يعملون بالحرف مثل: النجارة والحدادة والخراطة، إضافة إلى تربية المواشي. شهدت المدينة موجات هجرة كبيرة من اللاجئين الأرمن والسريان من تركيا قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى، ولكن معظمهم هاجر إلى الولايات المتحدة وأوروبا وكندا.

تشهد المدينة ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، مثلها مثل باقي المدن السورية التي تقاوم الفقر بالعمل الدؤوب، وتعد عامودا من أكثر المدن التي لم تشهد موجات نزوح كبيرة نظراً للأمان التي تعيشه، حيث يعتمد غالبية السكان على المبالغ الصغيرة التي يرسلها أبناؤهم في المهجر بين حينٍ وآخر.

يلجأ أهالي عامودا إلى النوم على أسطح المنازل، على أسرة حديدية تصنع خصيصاً لهذا الغرض، خاصةً في ظل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، حيث يلفون الأسرة بقطعة من القماش طلباً للمزيد من الظل عند شروق شمس اليوم التالي، وينصبون ما يشبه خيمة من قماش رقيق تحميهم من لسع الحشرات.

تجمع صلات القرابة والجيرة والعلاقات الاجتماعية بين عوائل المدينة الهادئة، التي باتت أصوات مولدات الكهرباء تشق صمتها عدة ساعات في النهار، ليسود الصمت ليلاً من جديد.