وفاة شاب في سجن بالحسكة.. عائلته تطالب بفتح تحقيق والإدارة الذاتية تنفي تعرضه للتعذيب

30-06-2021
شيرين أحمد كيلو
الكلمات الدالة تعذيب الادارة الذاتية سجين
A+ A-

رووداو ديجيتال

أعلنت عائلة الشاب أمين عيسى العلي الذي توفي في سجن تابع للإدارة الذاتية في الحسكة، استعدادها لإعادة تشريح الجثة وفتح القبر مجدداً "تحت أنظار وسائل الإعلام" وكشف من قبل لجنة أطباء محايدين ومختصين، مشيرةً إلى أن آثار التعذيب والتشوهات على جسد المتوفى "واضحة لأي انسان عادي".

وقالت العائلة في بيانٍ لها أصدرته ليلة أمس الثلاثاء: "نطالب المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بفتح تحقيق دولي نزيه وشفاف وعادل ومستقل للكشف عن ملابسات هذه الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة وفي الوقت نفسه نحمل السلطات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مسؤولية مقتل ابننا تحت التعذيب، بصفتها حكومة أمر واقع مسؤولة عن سلامة وأمن المواطنين في كامل المنطقة التي تسيطر عليها".

ووفق بيان عائلة أمين عيسى العلي الموجه إلى الرأي العام: "بتاريخ 22 أيار 2021، اقتادت دورية تابعة لآسايش الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، ابننا الفقيد أمين عيسى العلي من مواليد 1986، متزوج ولديه ولدين (ولدان) من منزله الكائن في مدينة الحسكة إلى مقر النيابة العسكرية التابعة للإدارة ذاتها".

وأضاف البيان: "بعد مراجعة سلطات الإدارة من قبلنا أبلغونا بأنه مطلوب كشاهد في قضية فساد تخص بعض الموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية، وأنه سيخرج قريباً ولا داعي للقلق".

العائلة تابعت خلال البيان: "ماطلت السلطات في النيابة العسكرية في الإفراج عنه مما دعانا إلى القلق حول مصيره، وقمنا بإبلاغهم بأن ابننا يعاني من الغدة الدرقية ويحتاج إلى أدويته. رفضت السلطات استلام الأدوية بحجة عدم وجود وصفة طبية لها. وفي 10 حزيران 2021 قمنا بتأمين وصفة طبية وتم تسليمها إلى الناطق الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية (نوري محمود) الذي بدوره لم يعدنا بأنه سيوصل الدواء لأمين كونه معتقل (معتقلاً) لدى جهة غير تابعة لـ قسد"، مضيفةً "بعد ذلك قمنا بمراجعة أكثر من جهة ومسؤول تابعين للإدارة الذاتية والاتصال بهم لأكثر من مرة للكشف عن مصيره ومدى إمكانية زيارته، ولم تفلح كل محاولاتنا للوصول إليه رغم الوعود المتكررة بإطلاق سراحه قريباً".

البيان يشير إلى أنه "بتاريخ 28 حزيران 2021 تلقى أخ الفقيد اتصالاً من مشفى الشهيدة ساريا التابع للإدارة الذاتية، بأن وضع أمين الصحي سيء وعليه الحضور، وعند وصوله تم إبلاغه بأن أمين قد فارق الحياة بسبب جلطة دماغية ورفضت إدارة المسشفى تسليم الجثة إلا بموافقة خطية من النيابة العسكرية، وبعد الحصول على الموافقة تم استلام الجثة ونقلها إلى منزله".

العائلة تؤكد خلال بيانها، أنها قامت "بالاتصال مع العديد من الأطباء للقيام بتشريح الجثة وتبيان أسباب الوفاة إلا أنهم جميعاً رفضوا الكشف عليه مخافة سلطات الإدارة الذاتية، إلا أننا تمكنا من الاتصال بطبيب شرعي (أصر على عدم ذكر اسمه حفاظاً على حياته) وقام بإعداد التقرير الطبي وأورد فيه ما يلي: كسر في الفك، نزيف داخلي في الجمجمة، آثار ضرب على الركبة، ضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس، حرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار، آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية، أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه، حرق اليدين من تحت الابط إلى الكف بالماء الحار، حفر في جلدة البطن"، وامتنعت عائلة الفقيد عن ذكر اسم الطبيب حرصاً على حياته وبناء على رغبته.

وقالت العائلة في بيانها أيضاً، إنه "بعد مرور حوالي 24 ساعة من استلامنا لجثة ابننا أمين تفاجئنا (تفاجأنا) بتسريب فيديو من قبل بعض مؤيدي الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا على وسائل التواصل الاجتماعي وقد تم تصويره بطريقة غير مهنية وغير أخلاقية دون علمنا نحن عائلة الفقيد، وبعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي صدر عن مكتب شؤون العدل والإصلاح التابع للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بيان ينفي فيه تعرض الفقيد للتعذيب وتم فيه تكذيب الصور التي التقطت من قبل عائلتنا فور استلامنا للجثة".

وأكدت عائلة الشاب أمين عيسى صحة تقرير الطبيب الشرعي والنقاط المنشورة ضمنه وصحة الصور التي قامت بنشرها وعليها آثار التعذيب بشكل واضح وأنها ليست مفبركة رداً بيان مكتب شؤون العدل والإصلاح، مضيفةً "كنا نأمل من سلطات الإدارة الذاتية أن تقوم بالكشف عن ملابسات هذه القضية بطريقة شفافة ونزيهة دون إخفاء الحقائق وتشويهها بهذا الشكل".

من جانبه، نشر مكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، توضيحاً بخصوص حالة الوفاة التي حصلت في مركز الإصلاح والتأهيل في الحسكة (غويران) للشاب أمين عيسى علي قال فيه إنه "تم توقيفه في 22 أيار 2021  بتهمة دفع الرشاوي وكانت قد صدرت بحقه مذكرة توقيف رسمية صادرة عن الجهات المختصة وفق الأصول".

بيان الإدارة الذاتية أضاف، أنه "بتاريخ 28 حزيران 2021، ورد بلاغ من إدارة المركز في حي غويران في الحسكة بحدوث حالة وفاة وبذلك تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ونقل الجثة إلى مشفى الشهيدة سارية للكشف على الجثة وإبلاغ جميع الجهات المعنية من النيابة العامة والطبيب الشرعي، وبعد الكشف والسؤال من الأعضاء الذين رافقوا سيارة الإسعاف التي نقلت المرحوم تبين للنيابة بأن المرحوم كان موقوفاً لدى لجنة المتابعة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بتهمة الفساد ودفع الرشاوي وأن المرحوم كان يعاني من أمراض سابقة ومشاكل صحية وكان يتناول الأدوية التي قام أهل المرحوم بجلبها له إلى المركز وفق وصفات طبية مرفقة".

ووفقاً لبيان الإدارة الذاتية، فإنه "بالكشف على الجثة تبين عدم وجود أي آثار عنف وشدة وتعذيب وأن سبب الوفاة عبارة عن جلطة دماغية ناجمة عن توتر شرياني حسب التقارير الطبية، وتمت دعوة عائلة المرحوم ومنهم أخاه (أخوه) وتم إعلامهم بالأمر حسب الأصول وتم التأكيد لهم من قبل الجهات المختصة بأنه في حال وجود أي شكوك حول التقارير الطبية بإمكان العائلة تسمية خمسة أطباء من قبلهم من أجل الكشف على الجثة ومعرفة أسباب الوفاة".

مكتب شؤون العدل والإصلاح التابع للإدارة الذاتية، قال: "تفاجأنا بانتشار معلومات عن حالة الوفاة بشكل مخالف للحقيقة والواقع لحالة الوفاة، ونشر صور مخالفة للقيم والأصول الإنسانية وتحريف الحقيقة وأن الصور التي نشرت تم إعدادها على برامج تعديل الصور (الفوتوشوب)"، وإن "الوثائق والتقارير الطبية تدحض هذه الادعاءات العارية عن الصحة وإننا نؤكد أن الغاية من هذه الادعاءات هي خلق الفتنة وتشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، لذا نؤكد للرأي العام أن ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التحريض عار عن الصحة ومنافي للأخلاق المهنية للإعلام"، وتابعت "في حال كان لدى ذوي المرحوم أي شكوك بحالة الوفاة نحن على استعداد لتشكيل لجنة للتحقيق في حيثيات الوفاة".

هجارعيسى ابن عم المتوفى أمين عيسى، أكد لشبكة رووداو الإعلامية، أنه التقط الصور التي توثق تعرض فقيدهم للتعذيب بنفسه عقب استلامه للجثة، نافياً ما جاء في بيان الإدارة الذاتية بأن الصور معالجة عن طريق برامج "فوتوشوب"، ومشيراً إلى أنه حاول الاتصال بعدد من الأطباء للكشف على الحالة، حيث امتنعوا بدورهم عن التدخل.

وقال عيسى: "تعرض ابن عمي لأشد أنواع التعذيب، من رشق بالماء الحار في مناطق بجسده، ورشق مناطق أخرى بالزيت المقلي، بالإضافة لكسر في الاسنان في الفك السفلي، وتورم في الرأس متأثراً باللكمات التي تعرض لها".

وكان مكتب شؤون العدل والإصلاح للإدارة الذاتية نشر أمس مقطعاً مصوراً يظهر فيه المتوفى أمين عيسى دون ظهور آثار للتعذيب على جسده.

عيسى في مداخلته عبر نشرة لرووداو، قال: إن "الفيديو يفضح ما تعرض له قريبه أكثر، حيث أن آثار التعذيب في لقطات من الفيديو كما يظهر تدفق الدم من أنفه في لقطة أخرى، وعدم إظهار ظهره الذي تركزت علامات التعذيب عليه" وفق وصفه.

عم الشاب المتوفى وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا، بشار أمين أكد لرووداو، من تحت خيمة العزاء، ما جاء في بيان العائلة من وفاة ولدهم تحت التعذيب في سجن بالحسكة، وصحة الصور التي تم نشرها من قبل العائلة، ولفت إلى أن الجهات التي اقتادته إلى السجن كانت تنوي تعذيبه بهذا الشكل الوحشي عن سابق إصرار، وفق وصفه.

اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، بدورها أصدرت بياناً قالت خلاله: استمرارا لممارساتهم الترهيبية ارتكب مسلحو جريمة بشعة بحق الرفيق" أمين عيسى أمين العلي " عضو المجلس الفرعي لحزبنا الديمقراطي الكوردستاني- سوريا والذي استشهد نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرّض له في معتقلاتهم . بعد الكشف على جثته تبين وجود آثار لتعذيب وحشي يُندى له الجبين، كسور في أنحاء مختلفة من جسمه، وضربات على الركبتين والرقبة بأدوات قاسية، و استعمال الكي الحارق بالاضافة إلى حروق ممتدة من خلف الرأس إلى نهاية العمود الفقري بالزيت الحار بحسب تقارير طبية محايدة، في سابقة خطيرة لا يرتكبها إلا المجرمون، وجدير ذكره أن المغدور تم استدعاؤه في الـ 22 من أيار الماضي 2021 من قبل مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي ، ومن ثم اعتقاله من قبل دورية تابعة لمسلحيهم، ونُقل إلى سجون ما يسمى بالنيابة العسكرية التابعة لـ pyd حيث استشهد فيه".

وأضاف البيان، أن "ارتكاب هذه الجريمة البشعة في هذا التوقيت الذي تتواصل فيه المساعي الدولية بشكل عام والأمريكية بصورة خاصة بهدف استئناف مفاوضات وحدة الموقف الكوردي بين المجلس الوطني الكوردي ENKS وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية PYNK ، هي رسالة سلبية سيئة من جانب الإدارة الذاتية التابعة لـهم في هذا المجال".

وتابع، "إننا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في الوقت الذي ندين بشدة هذا العمل الوحشي الجبان، وهذه الجريمة النكراء ، نطالب الجانب الأمريكي كـراع وضامن لمفاوضات وحدة الصف إلى تحمل مسؤولياته، واحترام تعهداته بخصوص وقف هذه الأعمال الإجرامية، وكذلك نناشد المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى التدخل والتحقيق في ملابسات هذه الجريمة الشنعاء، ومحاسبة المسؤولين عنها، ورفع الغطاء عن القتلة الذين قاموا بهذا العمل الجبان، وتقديمهم لمحاكمة علنية شفافة وبمراقبة دولية حتى لا يفلت القتلة من جزائهم العادل، لأن هذه الجريمة تعدّ سابقة خطيرة ، وانتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، ومنافية للقيم الانسانية".

وأشارت إلى أنه "من الأهمية بمكان التأكيد هنا بأن التقارير الطبية المفبركة من قبل مسؤولي إدارة حزب pyd الهادفة إلى طمس وإخفاء معالم هذه الجريمة هي للتغطية على المجرمين الذين ارتكبوا هذا العمل الجبان".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب