الطالب الراحل "شهاب هايل" - والده يبكي عند مشاهدة صورته
رووداو ديجيتال
لم يكتب له القدر أن يفرح مع عائلته بنتيجته العالية في السادس الإعدادي، بل ما إن صدرت النتائج، حتى ضجت المواقع تنعى طالباً متفوقاً يدعى "شهاب أحمد هايل".
تعود قصة "شهاب" إلى شهر تموز الماضي، حين أراد الذهاب رفقة بعض رفاقه بعد إنهاء الامتحانات، للترفيه عن نفسه والسباحة في نهر دجلة بالموصل، لكنه لم يعد بعدها إلى المنزل سوى جثة هامدة.
الطالب "شهاب أحمد هايل جمعة" توفى غرقاً بنهر دجلة قرب منطقة الرشيدية في الموصل قبل 28 يوماً، وظهرت نتيجته يوم الجمعة (11 آب) لينجح بمعدل عال في السادس الإعدادي بلغ 98.57 %.
يقول والده أحمد هايل، لشبكة رووداو الإعلامية: "كنا على الغداء حين ظهرت النتيجة، وأجهشنا بالبكاء".
وينحدر "شهاب" من حي الحدباء في الموصل، وقد كان يعيش في أحد المنازل العشوائية بمحافظة نينوى.
ووفقاً لمراسل شبكة رووداو الإعلامية، هونر رشيد، الذي زار منزل الفقيد، فقد كان "شهاب" يطالع مواده على بلوك مركون في زاوية قطعة أرض خالية خلف منزلهم الإسمنتي غير المكسيّ، ويدرس ليلاً فوق فرشته.
فارق "شهاب" واثنين من أصدقائه الحياة، لعدم معرفتهم بالسباحة، وعثروا على جثمانه بعد مضي 3 ساعات من البحث، ثم تلقت عائلته الخبر وسط صدمة كبيرة.
يضيف والده والدموع تسبق كلماته: "لم تكتمل فرحتنا، فوّضنا أمرنا إلى الله هو من أعطاه وهو من أخذه، أين الذي كان حياً بيننا وهو الآن غدا تراباً؟!".
استطاع "شهاب" الحصول على هذه النتيجة المشرّفة بدون التعلم على يد مدرسين خصوصيين أو الذهاب إلى الإعدادية طوال العام الدراسي، بل اعتمد على نفسه واختار دراسة "الاكتساب"، وهو نظام يعرف بذهاب الطالب إلى امتحانات نصف السنة وآخرها ليتأهل إلى الامتحانات الوزارية.
السبب الذي دفع "شهاب" لاختيار هذا الطريق، هو أنه كان يود العمل ليعيل أسرته، وقد كان عاملاً بناء يعمل في تشييد المباني.
والده أشار إلى أن "شهاب" كان يعلم بضيق حالهم، لذا تقشف في مصروفه وكان يذهب للدوام ويعود جائعاً ولا يأكل سندويشة واحدة، حسب قوله.
شهاب أحمد هائل جمعة، من مواليد 10/1/2006 في محافظة نينوى، وكان طالباً في إعدادية الإبداع للبنين.
شقيق شهاب، ذكر لشبكة رووداو الإعلامية أن "خسارته لا توصف، وغير مستوعبين أنه قد رحل عنا حتى اللحظة"، مردفاً "يا ليته رسب وكان باقياً بيننا".
وتابع: "فرحة معدله الكبيرة تحولت إلى حزن كبير في ذات الوقت. لقد افتخرنا به لكننا فقدناه".
وكانت وزارة التربية العراقية قد أعلنت في 11 آب الجاري، نتائج امتحانات الصف السادس الاعدادي الدور الاول، في المحافظات العراقية باستثناء اقليم كوردستان.
حصل 231 طالباً على المرتبة الأولى في الفرع الاحيائي بمعدل 99.86، فيما حصل طالبان على المرتبة الأولى في الفرع التطبيقي بمعدل 99.57، وحصل على المرتبة الأولى في الفرع الأدبي طالب واحد بمعدل 98.86.
تحرير: محمد عيسى
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً