عمره نحو ثلاثة قرون.. هدم جامع السراجي في البصرة

14-07-2023
هدم جامع السراجي في البصرة
هدم جامع السراجي في البصرة
الكلمات الدالة البصرة جامع السراجي
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

أقدمت السلطات المحلية في محافظة البصرة، جنوبي العراق، على هدم جامع السراجي، التابع للوقف السني، متعهدة ببناء جامع آخر بدلاً عنه.
 
وجاء هدم الجامع المذكور، في منطقة أبي الخصيب، وسط مدينة البصرة، بموافقة دائرة الوقف السني على هدمه، مقابل بناء جامع اخر.
 
عراقيون وعبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، كانوا قد دعوا إلى إيقاف عملية الهدم والاعتناء بهذا الصرح التاريخي، محذرين من تجاهل الإرث التاريخي للبلاد.
 
يشار الى ان جامع السراجي، وهو من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة، يتميز بعمارته الأثرية والتراثية، ولقد بني في عام 1140هـ/1727م.
 
وتم هدم الجامع المذكور باشراف المحافظ اسعد العيداني، والذي ذكر في مقطع فيديو يوثق هدم الجامع، ان "البعض قد يقول ان هذا الجامع تاريخي، لكن وبعد عملية الازالة بالتنسيق مع الوقف السني، فإن هذا الجامع كان في منتصف الشارع".
 
وأوضح محافظ البصرة اسعد العيداني انه "وبعد ازالة الانقاض ستتم تسوية الأرض، ويتم بناء مسجد جديد من قبل المحافظة، وبالنتيجة سيقوم الشارع بخدمة كل الناس"، مبينا ان "عملية الازالة تمت بموافقة من الوقف السني".

 

 
 
يقال إن الذي شيد الجامع هو عبد الوهاب باشا بن أحمد القرطاس، وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1900 متر مربع، ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجدد بناؤه من قبل مجموعة من المتبرعين في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وكان آخر تعمير وتجديد لهُ في عام 1421هـ/2002م، وتم ذلك على نفقة (أم حميد التويجري)، وكانت تقام في الجامع صلاة الجمعة وصلاة العيدين والصلوات الخمس.
 
في الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد، مبنية بالآجر القديم ونقشت بعض اجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيهِ مصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وبطول 11 متراً، وللحرم محراب مبني من الطابوق والأسمنت وعن يمينه منبر محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب.
 
يعتبر الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديماً، حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضاً كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم، ثم توسعت، وتمييزاً لهُ عن جامع مناوي لجم الصغير.

 

 
وقبالة الحرم كانت هنالك ساحة بعرض الحرم وبطول أربعة أمتار ولها سقف يقوم على أربعة أعمدة كونكريتية، وبجوار الحرم غرفة خصصت للإمام والخطيب وأخرى للمؤذن والخادم.
 
وكان جامع السراجي في البصرة، يحتوي على مخزن ومحال مرافق للوضوء وفيه ساحة وحديقة فيها أشجار النخيل.
 
شغل منصب الإمامة والخطابة فيهِ الملا موسى بن ملا حسين التميمي، ثم أعقبه ابنه الملا حسين الذي كان لهُ دور فعال في الإرشاد والتوعية الدينية في فترة عقد الأربعينيات من القرن العشرين.

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب