رووداو ديجيتال
أخلت الشرطة التركية، مساء الأحد، سبيل صحفية في وكالة "فرانس برس" كانت قد اعتقلتها صباحاً مع نحو خمسين شخصاً آخرين بعدما احتُجزت لأكثر من ست ساعات على هامش احتفالات "نوروز" رأس السنة الكوردية في اسطنبول.
وأعلنت أيلول يسار، وهي صحفيّة في قسم الفيديو في فرانس برس، أنه أخلي سبيلها مع 14 شخصاً غالبيتهم نساء احتجزوا في الواقعة نفسها وتم اقتيادهم في الحافلة نفسها.
وكان صحفيون حاضرون في المكان أفادوا بأنها كانت تهمّ بتصوير احتفالات النوروز، عندما اعتُقلت خلال تفتيش للشرطة.
في الإجمال، اعتقلت الشرطة وفق جمعية "محامون من أجل الحرية" نحو خمسين شخصاً.
وقالت أمينة أوزهاسار وهي محامية في جمعية حقوقية تضم نشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام "نعلم أنه أخلي سبيل 14 شخصا كانوا قد احتجزوا".
وأضافت "تم توقيف كثر لكننا لا نعرف بعد عددهم" الإجمالي.
"إهانات"
وروت الصحفية التي تم احتجازها مع عشر نساء وثلاثة رجال في الشاحنة نفسها، أنها كانت "مكبّلة اليدين بإحكام شديد".
ولفتت إلى أن عملية الاعتقال جرت "بسرعة كبيرة" بعدما احتجّت على تفتيش جسدي اعتبرته "وحشياً وممعناً".
وقالت إن عناصر "الشرطة وجّهوا إلينا إهانات وعاملونا كفضلات خنازير وإرهابيين وخونة".
وأضافت "فضلا عن التعليقات المنطوية على تحيّز جنسي قالوا إننا محظوظون لأنه لم يتم إحراقنا أحياء ولم نتحوّل إلى صابون كاليهود"، في إشارة إلى معسكرات الإبادة النازية إبان الحرب العالمية الثانية.
إلى ذلك، قال صحفيان يعملان في الموقع الإلكتروني الإخباري "بيانت" كانا يعملان على تصوير التوقيفات، إن عناصر الشرطة طرحوهما أرضا وانهالوا عليهما بالضرب. وأعلنا أنهما يعتزمان التقدّم بشكوى.
وأعربت إدارة وكالة فرانس برس مساء الأحد عن أسفها لما حصل.
وقالت "تأسف وكالة فرانس برس لاعتقال صحفيتنا أيلول يسار التي كانت تؤدي عملها فقط. وبينما ترحب بإطلاق سراحها، تدعو وكالة فرانس برس السلطات التركية إلى احترام حقوق الصحافيين ومعاملتهم باحترام".
وكان إيرول أوندروغلو، مراسل "مراسلون بلا حدود" في تركيا، قد سارع للدعوة لتخلية سبيل يسار "على الفور".
وقال في تصريح لفرانس برس "نستنكر هذا الاعتقال التعسفي الذي منعها من أداء عملها".
وغالبا ما تترافق احتفالات النوروز مع رقصات تقليدية وإشعال للنار، لكن مصوّرا في فرانس برس أفاد بأنه تقرر عدم إشعال نيران الأحد.
يشكّل الكورد 20 بالمئة من سكان تركيا البالغ عددهم الإجمالي نحو 85 مليون نسمة وفق تقديرات، وهم يتعرّضون لتمييز كبير في البلاد.
والزعيم السابق لـ"حزب الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرتاش مسجون منذ العام 2016 لإدانته بـ"الدعاية الإرهابية". كما ألغي انتخاب أكثر من مئة رئيس بلدية في مناطق كوردية في الانتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت في العام 2019.
وتحتل تركيا المرتبة 165 من بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده "مراسلون بلا حدود"، وهي تراجعت 16 مرتبة في تصنيف العام 2023 مقارنة بتصنيف العام السابق (149).
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً