مشاركة الكورد في الانتصار العظيم

09-05-2024
ماكسيم روبين
الكلمات الدالة الكورد روسيا الاتحاد السوفييتي
A+ A-

ماكسيم روبين*

يمثل يوم (9 أيار 1945) رمزاً لروح الصمود والبطولة لدى شعوب الاتحاد السوفييتي. في هذا اليوم تم التوقيع على معاهدة استسلام ألمانيا غير المشروط والتي أنهت الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية).

مثلت الحرب الوطنية العظمى واحدة من الكوارث المتخمة بالمآسي وإحدى المراحل الصعبة في تاريخ روسيا. فقد أزهقت تلك الحرب أرواح الملايين وقضت على مئات آلاف من العوائل، وغيرت العالم إلى الأبد. وهذا الانتصار الذي تحقق بسواعد الجنود الأبطال المضحين في الجيش الأحمر، كان نضالاً بطولياً وموروثاً روسياً ومثال على أوضح معاني بطولة ووحدة شعوب الاتحاد السوفييتي في مواجهة المخاطر. ننحني أمام المشاركين والمنتصرين في تلك الحرب ونعتز بهم وتبقى ذكراهم حية في ذاكرتنا دائماً.

كان يوجد بين هؤلاء الأبطال عدد من أبناء الشعب الكوردي الذين كافحوا في جميع جبهات الحرب الوطنية العظمى. كان بينهم جنود وضباط ورجال استخبارات وزارعو ألغام وأطباء وفدائيون. نال الكثير منهم أوسمة وشهادات تقدير لبطولات الناجحة في هذه الحرب. ونال ثلاثة من الأبطال الكورد (سمند علي سيابندوف، آفاز كشيم قيردييف، بكر مصطفاييف) أعلى الأوسمة السوفييتية وهو لقب بطل الاتحاد السوفييتي.

انطلق الجنود الكورد بتفان إلى جبهات الحرب للدفاع عن الدولة التي كانت وطنهم الثاني. قاتل الأبطال الكورد في أغلب جبهات الحرب ضد الجيش الألماني، من الدفاع عن موسكو إلى كسر طوق الحصار على لينينغراد (سان بطرسبورغ حالياً) ومعركة ستالينغراد ومعارك القوقاز وتحرير القرم، كما شاركوا بالتأكيد فيما وراء جبهات القتال. دافع الجنود الكورد ببسالة عن (بلغراد ووارشو وبودابست)، وشاركوا في معركة برلين البطولية، وشارك الجنود الكورد بصفتهم جزءاً من القوات السوفييت في الحرب ضد جيش كوانتونغ الياباني الامبريالي.

تضم أرشيفات الاتحاد السوفييتي المحفوظة العديد من المقالات والوثائق التاريخية المتنوعة عن الحرب الوطنية العظمى، والتي نجد فيها إشارات إلى ممثلي الشعب الكوردي. جاء في كتابات المارشال السوفييتي إيفان باغراميان عن مشاركة الكورد في الانتصار العظيم: "في فترة الحرب الوطنية العظمى، عندما تعرض بلدنا الذي وجد فيه الشعب الكوردي الحرية القومية والسعادة الحقيقية للمرة الأولى في التاريخ، لمواجهة خطر قاتل، أثبت الكورد أنفسهم كسائر الوطنيين السوفييت الآخرين والشعوب الشقيقة أنهم أوفياء مخلصون للوطن. لقد أدى الجنود الكورد الذين قاتلنا إلى جنبهم في جبهة واحدة، مهامهم وواجباتهم العسكرية بكل إخلاص وشجاعة"، هذا أوضح دليل على الوحدة والتلاحم بين الشعبين الكوردي والروسي اللذين تصديا معاً للتهديدات كإخوة حقيقيين.

* القنصل العام الروسي في أربيل. كتب هذا المقال لشبكة رووداو الإعلامية حصراً.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

أحداث البرلمان وتعمد التعطيل

أن يحدث الاشتباك والمناوشات بالأيدي والكراسي داخل القاعات لاسيما في مجلس النواب وعند تمرير المسائل الحساسة، أمر معروف مشهود على المستوى العالمي، أن يحدث الكسر في الرؤوس يدخل في باب القبول أيضاً لأنه كسر أهون من كسر بالإطلاقات والقنابل اليدوية، لكن ان تكون المناوشات مبرمجة وبقصد التعطيل لأن النتيجة لا تساير هواك، فهذا خارج النيات الصافية والعمل المخلص الجادّ.