نبوغ المرأة بين شرعية الاديان وجهالة وأد البنات

14-07-2023
سارة السهيل
A+ A-

  
تتمتع المرأة بحظ وافر من الذكاء كالرجل تماما، خاصة اذا توافرت لها الأجواء المناسبة لتنمية ملكاتها وذكائها، لكن المرأة ووفقا للطبيعة تولي أسرتها الاهتمام الاكبر بالفطرة والاحساس بالمسؤولية والامانة وايضا العاطفة التي تجعلها تعطي بلا حدود وبلا مقابل سوى ان تشعر بقدرتها على اسعاد اسرتها واهلها.

لكن ايضا الكثير من النساء ممن لم يتجاهلن دورهن الاسري، كن نابغات في مجالات عديدة كالادارة وفنون الحكم كما وجدنا عند الملكة بلقيس ملكة سبأ ولعل حوراها مع وزرائها عندما أرسل اليها نبي الله سليمان برسالة لكي تسلم، يحمل الكثير من الحنكة اوالخبرة السياسية العالية بدءا من اتباعها منطق استشارة أعيان مملكتها، كما سجلها لنا القرآن الكريم (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ).

وكرم الملكات وكرم السيدات ظاهر عليها فالمرأة مجبولة على العطاء دوما، انا دائما اقول المرأة الحقيقية لا يمكن ابدا ان تكون بخيلة،
وكانت ملكة سبأ كذلك كريمة كما أوضح القران الكريم (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ).

الحضور النابغ للنساء لم يغفله التاريخ الانساني بل حفظه لنا عبر الاجيال لنتعرف على دور النساء في  بناء الحضارات، بل بعض الاختراعات على ايدي النساء لو لم تظهر لحدثت فجوة علمية هائلة في حياتنا المعاصرة.
 
مخترعة الأسطرلاب

مريم الأسطرلابية، وهي عالمة سورية من حلب، كانت في القرن العاشر الميلادي، أول من اخترع  الأسطرلاب المخصص لتحديد أماكن الأجرام السماوية ومواعيد الشروق والغروب وبعض الظواهر الكونية.

كانت هناك محاولات بدائية قامت بها عالمة تدعى حيباتيا في القرن 4 الميلادي لصنع الاسطرلاب لكن جهودها كانت ضعيفة وبدائية حتى تمكنت مريم السورية من انتاجها وافادة البشرية به.
 
وكان وراء فكرة تأسيس جامعة القرويين كل من يد مريم وفاطمة الفهري فخرجت للنور عام 877 ميلادية لتوثيق وتعليم العلوم.
 
ولنا في التاريخ القديم والحديث والمعاصر نوابغ في النساء من مختلف الجنسيات والثقافات،  فلدينا عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، وهي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، ونبوية موسى احدى رائدات العلم بالقرن الماضي، واول صحفية نقابية سعت الى تشجيع الفتيات على الدراسة والعلم وغيرها.

ولكن للأسف فان بعض الموروثات القبلية التي تقيد دور المرأة وتحصره في رعاية الاسرة حاضرة بقوة في زمن الالفية الثالثة للميلاد، فكيف القبول بفكرة اهدار النعم التي قد أنعم بها الخالق العظيم على النساء في مجالات الحياة خضوعا لافكار وتقاليد بالية، اظن ذلك يعادل جريمة وأد البنات في الجاهلية، فوأد العلم والنبوغ العلمي والادبي والفكري لدى المرأة هو صنوان لوأد المرأة بالجاهلية، وهو الوأد الذي حرمته الشريعة الاسلامية، وكرست فيه على حرية المرأة في التعلم وممارسة التجارة والصناعة والابداع الشعري والادبي.

وكيف لنا القبول بعد (14) قرنا من الاسلام وتكريسه للمساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة وفق نصوص الشريعة ان نرجع القهقري نحو جهالة وأد البنات، وتحطيم احلامهن وحرمان البشرية من نبوغهن؟.

ومواقع السوشال ميديا مليئة بالعديد من النماذج التي يهاجم فيها الرجل تفوق المرأة العربية العلمي او الادبي، فيدخل على الموقع معلقا بكلمة واحدة اذهبي للمطبخ، وبالطبع لست ضد دخول المطبخ واعداد الطعام للاسرة فهذا واجب تؤديه المرأة بكل حب، ولكن ليس لأجل المطبخ خلقت المرأة، فقد خلقت لتنشر الحب والرحمة في القلوب وتربي أجيالا صناديد من الرجال والفرسان ولن يتحقق لها القيام بهذه الادوارالمهمة دون ان تتسلح بسلاح العلم والثقافة والتسلح بالعلم كشف عن نبوغ المراة والذي قاد ايضا للاختراع وافادة البشرية، لنترك لها حرية الاختيار ولا نسلب منها حق العمل والعمل والتفوق والتحقق واثبات الذات دون فرض ان تكون جليسة بيتها تنظف وتطهو ومن تختار الطهي والتنظيف فهنيئا لها دون جبر او اجبار المهم ان يترك لها حرية الاختيار في الادوار التي تحب ان تقوم بها في رحلة حياتها.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

أحداث البرلمان وتعمد التعطيل

أن يحدث الاشتباك والمناوشات بالأيدي والكراسي داخل القاعات لاسيما في مجلس النواب وعند تمرير المسائل الحساسة، أمر معروف مشهود على المستوى العالمي، أن يحدث الكسر في الرؤوس يدخل في باب القبول أيضاً لأنه كسر أهون من كسر بالإطلاقات والقنابل اليدوية، لكن ان تكون المناوشات مبرمجة وبقصد التعطيل لأن النتيجة لا تساير هواك، فهذا خارج النيات الصافية والعمل المخلص الجادّ.