أزمنة فلسطين

22-10-2023
شاكر الجبوري
الكلمات الدالة فلسطين غزة
A+ A-
 
أخشى أن تعجز فلسطين عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المتظاهرين الذين هبوا لنصرة غزة داخل حدود بلدانهم، وأشد ما أخشاه أن يستخدم المسؤولون أسلحة النفط المدمرة لكسب المعركة على مناضد الرمل السياسية، والخشية الأكبر هي مواصلة حملات تضليل الشعوب بأن فلسطين قضية عربية واسلامية، وليس مشروعا دوليا يستوعب كل التناقضات، بدليل انتهاء قمة القاهرة للسلام بدون بيان ختامي لأن القوى المشاركة لديها وجهات نظر متقاطعة عن طرفي النزاع، مقابل تشظي وحدة القرار الفلسطيني منذ خمسين عاما.
 
القتل بجميع أوصافة لعنة إنسانية وخلل في التفكير السياسي والعقائدي، فصور الدم أزمة ضمير تستوعب كل التوصيفات الا مراعاة حقوق الآخرين بالحياة، ليقفز الى الواجهة أبسط قواعد الاشتباك التي يختصرها توازن القوة والاشتباك، فالقصف الجوي لم يحسم معركة بالتاريخ وعدم استشارة الأخ قبل الحليف بأية مواجهة تُسقط عن الآخرين واجب المشاركة، مع القناعة بأن الردع العسكري ليس وارداً، والاشتباك على الارض ليس من الأولويات.
 
لم يقطع العرب علاقاتهم باسرائيل ولم يُغير العالم نظرتهم الى حماس، ليبقى شحن العواطف العربية والإسلامية نوعاً من الحلول الهامشية، التي لم تؤثر يوماً في تغيير موازين جغرافية الحدث وزمانه، بل بعثرتها لمعادلة القوة على الاض بدولتي غزة ورام الله.
 
ورغم الواقع الجديد الذي لا يشبه تشرين 1973 يأتيك منظر ليقول أن الحل بيد العرب، متناسياً أن خارطة العلاقات قد تبدلت والمصالح تشابكت بينما الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ممراً للبقاء على التل، على غرار اعادة تسخين الشحن القومي، أو ما تعودوا تسميته " قومجية" ما قبل 2003، التي حولت الفلسطينيين الى قوميات وشيعا بحركات سياسية للتحرير. ذاكرة الزمن تحتفظ بشواهد المحاصصة العربية الفلسطينية.
 
كثيرة هي الحكومات التي تبادلت السلطة في اسرائيل وكبيرة جداً موارد العرب والمسلمين لكن رئيساً غربياً أو عربياً لم يحط الرحال في غزة أو رام الله بينما حل الرئيس الأميركي حليفاً في تل أبيب. أنها معادلة القوة التي يرفض العرب والمسلمين الاقرار بها لذلك يواصلون حشر فلسطين والمتبقي من ثقة شعوبهم في زاوية اللامعقول، مستفيدين من قراءة جيل مازال يعتقد أن البندقية هي الحل الذي دمر أوكرانيا وقبلها العراق.
 
يدفع الأبرياء ثمن ظلم السياسة وما أكثرهم ضحاياها العراقيين في الجبل والسهل والمنافي على مدار نصف قرن ومع ذلك لم يتحرر الكثيرون من عقدة التسلط وتوزيع الفشل على الجميع. الذي تم استنساخه في فلسطين منذ 75 عاماً، يوم كان تلاميذ الأمس وكهول اليوم يجمعون مصرف جيبهم الشحيح لنصرة فلسطين.
 
الاحتجاجات لن تغير قواعد اللعبة ولا أهدافها والذين سيغادرون المركب مبكراً، يعون جيداً أن ايران لن تحشد قواتها لا في حدود الشمال أو الجنوب، لأنها تقرأ أبعد من غيرها، ما يتوجب اعادة قراءة الأحداث بعقلية التوصل الى حلول لا مزيد من الضحايا. نتمنى أن يستوعب سياسيو العراق الدرس ويضعون حلاً منصفاً للشراكة وتقاسم الخيرات لتفادي الأصعب من خسائر العناد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

محمد الصفار

ما هي وجهة سهم رووداو؟

التجديد والإبداع في المجال الإعلامي كانا عمادين رئيسين لرؤية شبكة رووداو الإعلامية منذ أول يوم تأسست فيه، ثم عند توسع الشبكة في 2013، ومذذاك كان كل إبداع شهده الإعلام الكوردي إما في رووداو أو مستقى من رووداو. معروف لدى الكل أن رؤية رووداو للإعلام تختلف عن رؤى كل من سبقها أو لحقها، فمع دخور رووداو ساحة الإعلام الكوردي، غيرت التوجه التقليدي وصيغة عمل الإعلام الكوردي وهيأت فرصة جديدة ومضت بالإعلام الكوردي في اتجاه مختلف مدعم بالثقة والإبداع.