المواطن التركي هو الفائز

28-05-2023
معد فياض
الكلمات الدالة تركيا
A+ A-
معد فياض

سواء فاز رجب طيب اردوغان، الرئيس التركي المنتهية ولايته، ام منافسه زعيم المعارضة  كمال كيليجدار أوغلو، فان الناخب التركي قد حسم الفوز له، مع ان النتائج شبه النهائية جاءت لصالح اردوغان، فان المتتبع  لمسار الانتخابات الرئاسية التركية ومن شاهد التجمعات الانتخابية، سيتيقن ان الاتراك قد عبروا عن انتمائهم لتركيا، لوطنهم، وليس لاردوغان او لأوغلو..لم نشاهد صورة ايا منهم قد رفعت من قبل انصارهم، بل كانت الاعلام التركية وحدها ترفرف في ميادين الدعاية الانتخابية بحيث يصعب على المتلقي معرفة هوية اي من الفريقين الا بوجود المرشح ذاته على المنصة.
 
الصور وتسجيلات الفيديو التي عرضتها وكالات الانباء الوطنية او الغربية خلال الجولتين الانتخابيتين استعرضت حرص الاتراك على المشاركة في التصويت، إذ شهدت الجولة الأولى من الانتخابات إقبالا تاريخيا بلغت نسبته 88.8 في المئة، فيما دعي 60 مليون تركي للادلاء باصواتهم في الجولة الثانية، وتعد هذه الارقام ونسب مشاركة في الانتخابات الرئاسية تاريخية وغير مسبوقة محليا ودوليا. شاهدنا حرص عرسان ببدلات اعراسهم ومعوقين ومرضى ومواطنين في ريف ديار بكر وصلوا على ظهور خيولهم من اجل الوصول الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم الثمينة التي ستقرر نتائج الانتخابات ومستقبل بلدهم وابنائهم.
 
وربما هناك من يسأل:لماذا تمسك الناخبون بالمشاركة في التصويت، ولماذا حرص معظم الناخبين، اعتمادا على النتائج شبه النهائية على منح اصواتهم لاردوغان؟ على الرغم من الأزمة الاقتصادية، واستجابة الحكومة البطيئة للزلزال المزدوج الذي ترك البلاد في حالة كارثية في شباط الماضي، وأدوت بحياة 50 ألف شخص على الأقل؟ يقول البروفيسور سولي أوزال، الذي يحاضر في العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس باسطنبول:"أعتقد أنه(اردوغان) سياسي محنك لديه قدرة سحرية على التأثير بشكل رهيب". "لديه أيضاً اللمسة العامة، لا يمكنك إنكار ذلك، إنه ينضح بالقوة. هذا شيء لا تجده عند كليجدار أوغلو".
 
تاكيدا للروح الوطنية للاتراك نستذكر هنا المحاولة الانقلابية العسكرية التركية في 15 تموزعام  2016 ، وكانت محاولة انقلاب عسكري فاشلة لمجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية كان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لكن المواطنين الاتراك تصدوا باجسادهم للدبابات العسكرين وناموا امام سرفاتها بل وتلقوا رصاص بعض الجنود المتمردين وأفشلوا الانقلاب الذي كان يستهدف الديمقراطية والشرعية واعادة الحكم العسكري للبلاد. لم يفعل الاتراك ذلك حبا باردوغان بل دفاعا عن تركيا، عن وطنهم، وعن النظام الديمقراطي، وكان هذا الموقف قمة التعبير عن انتمائهم لتركيا.
 
كم تمنيت على العراقيين ان يتمتعوا ولو بجزء بسيط من هذه الروح الوطنية من اجل بلدهم وحاضرهم  ومستقبل ابنائهم. فالانتماء للوطن لا يتم من خلال شعارات رنانة او التبعية لهذا السيد وذاك الشيخ او الانتماء لهذا الدين او المذهب او تلك القومية، او لهذه العشيرة او تلك، بل يتم من خلال التعبير الفعلي لهذا الانتماء، عن طريق الوقوف ضد اية محاولة تفتت وحدة الصف وتشكل خطرا على واقع ومستقبل البلد، عن طريق محاربة اي تدخل خارجي مهما كانت هويته القومية او الدينية او المذهبية، عن طريق احترام المواطن لصوته لا بيعه بثمن بخس، عن طريق فصل الدين عن السياسة ومنع رجال الدين التدخل في الشأن السياسي، وانهاء وجود الميلشيات المسلحة واشتراكها في العملية السياسية حسب ما جاء به الدستور العراقي، ورفض الوعود المكررة والكاذبة من قبل شخصيات سياسية عفى عليها الزمن واثبتت فسادها وتعمدها بتخريب العراق.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

أحداث البرلمان وتعمد التعطيل

أن يحدث الاشتباك والمناوشات بالأيدي والكراسي داخل القاعات لاسيما في مجلس النواب وعند تمرير المسائل الحساسة، أمر معروف مشهود على المستوى العالمي، أن يحدث الكسر في الرؤوس يدخل في باب القبول أيضاً لأنه كسر أهون من كسر بالإطلاقات والقنابل اليدوية، لكن ان تكون المناوشات مبرمجة وبقصد التعطيل لأن النتيجة لا تساير هواك، فهذا خارج النيات الصافية والعمل المخلص الجادّ.