تداعيات فشل سوق النقل الجوي في دعم الاقتصاد العراقي

29-04-2024
فارس الجواري
A+ A-

يعتمد نجاح قطاع النقل الجوي في الدولة على سياساتها في رسم خطط تنمية نشاط السفر فيها وهو انعكاس مباشر لحركة الازدهار الاقتصادي لتلك الدولة من حيث إيجاد أليات لحلول مبتكرة تواكب التغيرات التي تسهم بدور إيجابي على اقتصادياتها من ناحية وبسمعتها محلياً ودولياً من ناحية أخرى لذلك يعتبر مصدر تمويل مهم بشرط إشراف جهات تخصصية مؤهلة تعمل على التخطيط الصحيح لإدارة الاستثمارات في هذا القطاع.

إن رسم سياسة النقل الجوي التجاري والإشراف عليه بما يتفق مع متطلبات الاقتصاد الوطني الحاضر والمستقبل يجب أن يتم عن طريق إبرام اتفاقيات النقل الجوي مع نظيراتها في الدول الأخرى بما يضمن حقوق نواقلها الوطنية في تغطية سوق الطيران المحلي لها وهو مالا نشهده في سوق النقل الجوي في العراق.

حصة النواقل الوطنية مقارنة بالنواقل الأجنبية 

تشير أخر احصائيات الحركة الجوية للمطارات العراقية لعام 2023 الماضي والصادر من قسم النقل الجوي في سلطة الطيران المدني العراقي بان هناك  90,421 ألف رحلة جوية وأن عدد المسافرين القادمين والمغادرين في تلك المطارات كانوا 9 مليون ونص مسافرعلى كافة الوجهات البالغة وهي  99 وجهة في 19 دولة تصدرتها ايران وتركيا، حيث كانت حصة نواقلنا الوطنية من مجموع هؤلاء المسافرين هو 3,756,178 مسافر فقط  أما المتبقي من عدد المسافرين الكلي كانوا من حصة النواقل الاجنبية الذين تنقلوا من خلال المطارات العراقية وهم بعدد 5 مليون و 750 الف مسافر أي بنسبة 39.5٪ لصالح نواقلنا مقابل 60.5٪ لصالح النواقل الأجنبية مما يعني  أن الحصة السوقية للعراق بحساب الارقام هو مليار و200 مليون دولار تقريبا مقابل 2 مليار و 100 مليون دولار كمردود مالي مستحصل للنواقل الأجنبية بحساب تقريبي 350 دولار معدل لكل مسافر. 

حلول إنعاش سوق النقل الجوي

الأرقام المذكورة تشيرعن غياب واضح للتخطيط السليم الواجب اتخاذه من قبل مسؤولي هذا القطاع لإيجاد حلول جذرية لازمات مستعصية تعكس على الاقل النسب المطروحة في تقرير السلطة، وكما ماهو معمول فيه في أغلب الدول التي تعمل على دعم اقتصادياتها من خلال هذا القطاع في قدرته على المنافسة والاستحواذ على سوق النقل الجوي في العراق لتحقيق معادلة "الجودة مع الربح" لذلك برزت الحاجة الحقيقية لتطبيق التكنولوجيا المتطورة الخدمية والترفيهية للشركة العاملة حالياً في مجال قطاع الطيران شركة الخطوط الجوية العراقية بشكل أساسي وأيضاً باقي الشركات المحلية الأخرى مثل فلاي بغداد وأور وغيرها لابل هناك احتياج فعلي لتأسيس شركات نقل اخرى تسهم بشكل فعال في تلبية احتياجات سوق النقل الجوي في العراق من شأنه أن يُمكن لها من منافسة شركات النقل غير المحلية في سوق طيران العراق.

تعزيز إمكانيات الناقل الوطني

أن الطيران المدني في كل العالم مصدر تمويل مهم يسهم بشكل فاعل في تدعيم الاقتصاد المحلي لأي دولة تعمل بالمعايير الدولية الموصى بها من قبل منظمات الطيران العالمية في تطبيق الخطط التي من شأنها معالجة كافة الجوانب السلبية لقطاع النقل الجوي وصناعة الطيران بما يتماشى مع التطور في صناعة الطيران بصورة عامة والنقل الجوي العالمي خاصة طبقاً لمستويات المنظمات العالمية ذات العلاقة في تعزيز امكانيات الناقل الوطني شركة الخطوط الجوية العراقية.

وذلك يتم من خلال تنظيم أعمال الصيانة لطائراتها عن طريق فتح ورشة صيانة محركات التي أصبحت ضرورة ملحة بعد توقف اغلبها بسب أعطال محركاتها.

كما يوجد فشل إداري واضح في نظام التسويق نتيجة حظر الشركة عن الطيران فوق أوروبا مما يعني فقدان مئات الآلاف من عراقيين المهجر في أوروبا لتنقلاتهم إلى العراق.

في الختام يجب على أصحاب القرار في العراق أن يهتموا بالناقل الوطني بشكل اساسي ودعم الشركات العراقية الخاصة الأخرى في تلبية احتياجات سوق الطيران العراقي، لا بل هناك ضرورة لتشجيع المستثمرين في انشاء شركات طيران عراقية جديدة .


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

أحداث البرلمان وتعمد التعطيل

أن يحدث الاشتباك والمناوشات بالأيدي والكراسي داخل القاعات لاسيما في مجلس النواب وعند تمرير المسائل الحساسة، أمر معروف مشهود على المستوى العالمي، أن يحدث الكسر في الرؤوس يدخل في باب القبول أيضاً لأنه كسر أهون من كسر بالإطلاقات والقنابل اليدوية، لكن ان تكون المناوشات مبرمجة وبقصد التعطيل لأن النتيجة لا تساير هواك، فهذا خارج النيات الصافية والعمل المخلص الجادّ.