سكرتير الحزب التقدمي يدعو الاتحاد الديمقراطي لإلقاء السلاح والتعاون مع دمشق لحماية الجزيرة وكوباني

12-04-2018
رووداو
الكلمات الدالة الحزب الديمقراطي التقدمي سوريا عفرين عبد الحميد حاج درويش
A+ A-

رووداو - أربيل

يرى سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا، عبد الحميد حاج درويش، أن التعاون والتنسيق بين الجيش السوري والقوات الكوردية سيكون مخرجاً لحماية الجزيرة وكوباني بكوردستان سوريا، داعياً حزب الاتحاد الديمقراطي إلى "ممارسة نشاطه السياسي كسائر الأحزاب الكوردية الأخرى، وإلقاء السلاح جانباً"، وفق ما جاء في صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة السورية.

وقال حاج درويش في مقابلة مع "الوطن" إن "وضع الشمال في الجزيرة والحسكة اليوم مستقر، وهناك أمان واستقرار، لكن مع ذلك هناك خوف كبير لدى الناس بأن يحصل في الجزيرة مثلما حصل في عفرين لأن أردوغان يهدد باحتلال الجزيرة وعين العرب، ونحن قلقون أن تتحول التهديدات إلى فعل".

وشدد حاج درويش، على أن "سكان عفرين وبسبب الاحتلال التركي فقدوا كل ممتلكاتهم من أراض زراعية ومنزل وأثاث ووسائل نقل، ولم يبق لديهم شيء إلا ونهبته المجاميع المسلحة وعلى مرأى ومسمع الجيش التركي، وقال: "هم يعاقبون الكورد تحت غطاء معاقبة حزب الاتحاد الديمقراطي".

وأعرب سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي عن خشيته على مصير عفرين، وأن يحدث لها ما حدث للواء اسكندرون، معتبراً أن "الأتراك المتواجدين حالياً في شمال حلب، قد يهاجمون مناطق أخرى كنبل والزهراء وتل رفعت أو حتى حلب نفسها".

وفيما إذا كانت القوات الأمريكية المتواجدة في شمال شرق سوريا تشكل ضمانة للقوات الكوردية، قال حاج درويش: إن "الشعب الكوردي له تجربة مريرة مع الأميركيين، فقد تركوا الزعيم الكوردي مصطفى البارزاني في العراق عام 1975 بين مخالب الشاه والرئيس العراقي السابق صدام حسين وسقطت الثورة، واليوم يدعمون قوات سوريا الديمقراطية، لتحقيق مصالحهم والتي تتمثل في محاربة داعش وأجندات أخرى، مشدداً على أنه لا توجد ضمانات لقوات سوريا الديمقراطية من الأمريكيين، وأن بقاء القوات الأميركية أو انسحابها سيكون وفقا للمصالح الأمريكية وليس هناك أي اعتبار لمصالح الشعب السوري ومن ضمنها مصالح الكورد".

وحول رفض القوات الكوردية دخول الجيش العربي السوري إلى مناطق سيطرتها أعرب حاج درويش عن تصوره، بأن "التعاون والتنسيق بين الجيش السوري والقوات الكردية سيكون مخرجاً لحماية الجزيرة وكوباني"، داعياً الاتحاد الديمقراطي إلى "ممارسة نشاطه السياسي كسائر الأحزاب الكوردية الأخرى، وإلقاء السلاح جانباً".

ونفى حاج درويش مشاركة حزبه في تجربة الإدارة الذاتية المشكلة في كوردستان سوريا لأنها، وفق تعبيره، تجربة حزب واحد وليست تجربة المكونات الشعبية في الجزيرة، مؤكداً أنه "كان من الضروري أن يحصل تفاهم بين كل القوى الموجودة في الجزيرة، ونحن لسنا راضين بسيطرة الحزب الواحد".

واعتبر حاج درويش، أن "احتلال أردوغان لعفرين ألغى حلم حزب الاتحاد الديمقراطي بالفيدرالية"، وأوضح أن "الاتحاد الديمقراطي أساساً لا يطالب بالفدرالية القومية". 

وبيّن أن "دخول الجيش التركي إلى عفرين عقّد المشهد السياسي، لأن الهدف التركي وفق رأيه "يتخطى الطموح الكوردي ويمتد إلى احتلال الشمال السوري بأكمله".

وحول رؤيته لحل القضية الكوردية في سوريا، قال درويش إنه "من الضروري أن تطرح الدولة حلاً، فهناك من يطرح الفيدرالية، وهناك من يطرح الحكم الذاتي وهناك من يطرح الإدارة الذاتية، لكن من الضروري أن تطرح الدولة رؤيتها لحل المسألة الكوردية في سوريا، ونحن أيدنا كحزب تصريح وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وأصدرنا بياناً رحبنا فيه بالمبادرة، واعتبرناها إيجابية، وقبلناها، لكنها توقفت ولا نعرف لماذا؟"

ورداً على سؤال فيما إذا كان يعتبر أن الكورد في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، خرجوا من المولد بلا حمص، قال درويش: "إلى حد الآن نعم"، وأردف: أن "الضرورة القصوى تتطلب أن تطرح الدولة حلاً للمشاكل التي يعاني منها الشعب السوري، وهذه المشاكل بالدرجة الأولى هي مقاومة الإرهاب والتطرف الإسلامي وهذا بالنسبة لي أولى الأولويات، وبعدها حل القضية الكوردية، ثم حل المسألة الديمقراطية في سوريا، معتبراً أن "هذه المسائل سوف تدفع الشعب السوري إلى المزيد من الالتفاف والتكاتف، وذلك بأن يدعو الرئيس بشار الأسد إلى عقد مؤتمر وطني شامل يجمع مكونات الشعب السوري، يطرح فيه السوريون مشاكلهم، وأن يسبق ذلك قرار من الرئيس بالعفو عن المعارضين الموجودين في الخارج وسيأتي قسم كبير منهم إلى دمشق".

وأشارت الصحيفة إلى أن حاج درويش يرى أن "انعقاد هكذا مؤتمر وطني سيحد من التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري مما يفسح المجال لإيجاد الحلول الوطنية للأزمة السورية، كاشفاً عن أن "الأخوة في هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة يحضرون لمشروع مؤتمر وطني وأنا أراه جيداً يمكن أن يسهم بإنقاذ سوريا".

بحسب الصحيفة فإن "يوم الجمعة الماضي اتفق درويش وبعض قوى معارضة الداخل على التحضير لوفد من المعارضة الداخلية لزيارة الجزيرة للحوار والنقاش مع كافة الأطراف السياسية الكوردية".

وحول المبادرة قال درويش: "نرحب بقدومهم إلى الجزيرة والعمل من أجل وحدة الشعب السوري بشكل عام، وأن يلتقوا مع الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب الكوردية الأخرى، لأن هذه المبادرة قد تسهم في إنقاذ الجزيرة كوباني من تدخل تركي".

وأوضحت الصحيفة أن درويش يرى أن "المعارضة انحرفت عن الطريق السليم عندما أشهرت السلاح"، وأضاف: "وإلا كان لنا كمواطنين سوريين كل الحق بالمطالبة بحقوقنا".

وتابع بالقول: "أنا سبق وحذرت في جنيف من أنه إذا لم نتفق فإن القوى المتطرفة ستستلم سوريا، وهذا ما حدث فعلاً"، معتبراً أن "الائتلاف السوري المعارض اليوم مشتت وتتحكم به دول خارجية كالسعودية وقطر وتركيا".

ووفقاً للصحيفة السورية، فقد ختم درويش حديثه بـ "التمني أن تعيش سوريا بسلام ووئام بعيداً عن التطرف الديني الإسلامي، لأن التطرف الديني القومي المذهبي عملياً، هو تخريب لبلدان العالم ومنها سورية، كما تمنى أن تتجاوب الدولة مع الحلول التي يطرحها حزبه وبعض القوى التي تساهم بوحدة سوريا واستقرارها".


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب