9900كوردي إزيدي تعرضوا للقتل والاختطاف بعد اجتياح داعش لسنجار

24-06-2017
رووداو
الكلمات الدالة فورين أفيرز الكورد الإزيديون داعش سنجار
A+ A-

رووداو- أربيل

لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، أعلنت العام الماضي، أن ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش ضد الكورد الازيديين في سنجار يرقى إلى مطاف الإبادة الجماعية، في الوقت الذي لا ينكر فيه التنظيم سعيه الى القضاء على الديانة الإزيدية عبر القتل و"السبي" وفرض اعلان الاسلام على أتباع الإزيدية عن طريق القوة، والذي لا يزال غير واضح بعد هو حجم العنف الذي مارسه داعش ضد هذا المجتمع الكوردي، وللوصول إلى ذلك، قام طاقم مكون من أربعة أشخاص بإجراء مسح ميداني نشروا ملخص نتائجه في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

وخلال العام المنصرم، نُشرت العديد من الاحصائيات المتباينة حول حصيلة القتلى والمختطفين من الكورد الإزيديين، تشير غالباً إلى مقتل ما بين 2500 إلى 5000 شخصاً واختطاف أكثر من‌ 6000 آخرين لكن الأمم المتحدة لم تؤكد أياً من تلك الأرقام بعد.

وبحسب تقرير (فورين أفيرز) فإن توثيق عدد القتلى والمختطفين ليس مهماً فقط من أجل استخدامه كأدلة في المحاكم الوطنية والدولية لتصنيف الممارسات ضمن الإبادة الجماعية، بل كذلك لإيصال المعونات الإنسانية ومساعدة الذين لا يزالون تحت سيطرة داعش ووضع استراتيجية محكمة للرعاية الصحية، إضافة إلى إعتباره محاولة لتطبيع الأوضاع في المنطقة وتعزيز المصالحة الداخلية.

ولإكمال التحقيق الميداني، أجرى الطاقم مقابلات مع 1300 أسرة في 13 مخيم للنازحين في إقليم كوردستان بشأن مقتل واختطاف أفراد من تلك الأسر من قبل داعش.

وبحسب التقرير، فإن 988 أسرة من الـ1300 عائلة هي من سنجار، و19 عائلة كوردية إزيدية من مناطق أخرى في نينوى، و105 أسر من الكورد الشبك و6 من التركمان و83 من الكورد السنة و86 من العرب السنة و13 عائلة آشورية، وهذا التعدد جاء بقصد إجراء مقارنة بين عدد قتلى الكورد الإزيديين مع أتباع الأديان والمذاهب الأخرى.

وبحسب المعلومات التي توصل إليها التقرير، خلال أيام قليلة من هجوم داعش على سنجار في آب 2014 فإن نحو 9900 كوردي إزيدي (أي 2.5%من سكان المنطقة‌) تعرضوا للقتل أو الاختطاف، قتل منهم ما يقدر بـ 3100 شخص، وأعدم نحو 1400 بالعيارات النارية أو قطع الرأس أو الحرق أحياءً، وتوفي 1700 بسبب الجوع والعطش، واختطف الـ 6800 المتبقين أي (1.7% من الإزيديين في المنطقة).

وخلال إعداد التقرير الميداني، كان 4300 شخص قد تم انقاذهم (أي نحو 67% من المختطفين)، فيما لا يزال مصير 2500 مجهولاً أي أكثر من 33% من المختطفين.

ووسط غياب احصائية دقيقة لعدد سكان سنجار خلال الهجوم، يرجح أن يكون عدد القتلى والمختطفين أكبر مما هو مذكور في المسح، بسبب وجود عدد لا محدود من العائلات التي تم قتل واختطاف جميع أفرادها، لذا لم يبق أحد منهم ليروي ما تعرضوا له.

العنف الطائفي في العراق استهدف الرجال على نحو خاص، لكن المسح المنشور في (فورين أفيرز) يظهر أن داعش هاجم الكورد الإزيديين بغض النظر عن العمر والجنس، وأكد عدد كبير من المستطلَعين أنه بعض الأسر لم ينجُ منها سوى شخص واحد فقط.

وخلال هجوم داعش على سنجار كان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، يشكلون 41.2٪ من السكان، وكانت نسبة الإناث هي 49.4% فيما كانت نسبة الذكور 51.6%، ووفقاً للمسح، فإن هؤلاء الأطفال كانوا ضحايا مباشرين لهجمات داعش، حيث أن نحو 93% من المتوفين في جبل سنجار كانوا من تلك الأعمار الصغيرة، ممن لا يستطيعون الفرار أو النجاة بأنفسهم، وأن 18.8% فقط من الأطفال المختطفين استطاعوا الهروب أو تم التمكن من تحريرهم بأي طرق أخرى، وأن أعداد القتلى والمختطفين متقاربة بين الجنسين.

وأكد شهود العيان الإزيديون اختلاف مصير أبنائهم وبناتهم، ففي حين تم بيع الفتيات أو وهبهن لمسلحي التنظيم، أجبر الفتيان على الالتحاق بمعسكرات داعش العسكرية.

عدم منع قتل واختطاف الكورد الإزيديين رغم القدرة على ذلك، أحد الانتقادات الموجهة للمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، لكن مسح المجلة الأمريكية، يظهر أنه لولا الجهود المحلية والدولية فإن هجمات داعش كانت ستوقع عدداً أكبر من الضحايا، ومقتل واختطاف عشرات الآلاف الآخرين، لكن سرعة وصول المساعدات كانت ستضمن أنقاذ أرواح المزيد من الأشخاص.

في مطلع آب 2014، هاجم مسلحو داعش سنجار والمناطق المحيطة بها، ونتيجة لذلك قتل واختطاف ونزح الآلاف من الكورد الإزيديين، وفي آذار 2015، وصفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها، ممارسات داعش ضد الكورد الإزيديين بأنها إبادة جماعية، وبعد عام أقر مجلس النواب الأمريكي باجماع الأصوات أن العنف الذي مارسه داعش ضد الكورد الإزيديين والشيعة والمسيحيين والفئات الأخرى يعتبر إبادة جماعية.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله خوشناو

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب