هل صوت المسيحيون بنعم أم بكلا في استفتاء استقلال كوردستان؟!

27-09-2017
آنو جوهر
الكلمات الدالة المسيحيون الاستفتاء استقلال كوردستان عنكاوا
A+ A-

*مدينة عنكاوا نموذجاً
قبل أربعة أعوام بالضبط، أي في 26/9/2013، نُشر لي مقال بعنوان "أحبتي.. جماهير عنكاوا الحبيبة قالوا كلمتهم.. فلنستمع إذا، عنكاوا بين انتخابات 2009-2010 وانتخابات 2013 بلغة الرياضيات"، قلت في مستهلها: "الرياضيات هذا العلم العجيب، القديم الجديد، لطالما يعطينا الجواب الوافي والقاطع، ولا زالت كلمات الأستاذ نوزاد عوديش "مُدرسي في إعدادية عنكاوا للبنين" ترن في آذاني حينما قال" "الرياضيات سترافقكم طوال حياتكم من المهد إلى اللحد، في كل حياتكم سترافقكم الرياضيات وأرقامها "، واليوم أيضاً وبعد أربعة أعوام مرة أخرى أقول: نعم.. ستبقى وستظل لغة الرياضيات أصدق اللغات وأدقها في العالم، إذاً فلنفسر موقف المسيحيين من استقلال كوردستان من خلال دراسة نتائج التصويت في عنكاوا، والتي تعتبر أكبر مدن الشعب الكلداني السرياني الآشوري المسيحي في العراق وكوردستان، ولنقيم تصويتهم بعقلانية وبلغة الرياضيات حسب النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات عن طريق رئيس المركز الفرعي للمفوضية في عنكاوا الأستاذ المحترم زيرك عبد الحميد، الذي نشر تصويراً مسجلاً صبيحة يوم 26/9/2017، والذي أعلن فيها النتيجة الأولية لعملية الاستفتاء على استقلال كوردستان، والتي كانت كالتالي:

نسبة المشاركة حوالي: ٩٢،٧٪‏‏
نسبة التصويت بنعم:  ٨٩٪‏
نسبة التصويت بكلا:  ٩٪‏
نسبة الأصوات الباطلة والبيضاء:  ٢٪

عدد من يحق لهم التصويت :١٨٧٠٥
عدد المشاركين في التصويت: ١٧٣٤٠
عدد المصوتين بنعم: ١٥٤٤٠
عدد المصوتين بكلا:١٥٧٠
عدد الأوراق البيضاء و الباطلة: ٣٣٠

هذه النسبة فقط للمراكز السبعة داخل عنكاوا ولا تشمل مركزين اثنين في كوران عنكاوا ذات الغالبية المسلمة و٣ مراكز للإخوة والأخوات من أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري النازحين من مدن وقرى سهل نينوى.

أذاً، وبحسب الأرقام المطروحة والمثبتة أعلاه قد صوتت الغالبية العظمى من المسيحيين في عنكاوا الحبيبة بـ(نعم) لاستقلال كوردستان وبنسبة عالية تصل إلى 89%، وهي نسبة كانت متوقعة جداً، وخاصة أن كل الأحزاب الكوردستانية والغالبية العظمى من الأحزاب الكلدانية السريانية الآشورية دعمت الاستفتاء، حيث أني كنت قد ذكرت في المقالة التي ذكرتها أعلاه قبل أربع سنوات أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لوحده في عنكاوا حاز على نسبة 51.35 % من الأصوات في انتخابات برلمان كوردستان سنة 2013 في ناحية عنكاوا، ولو أضفنا لها أصوات الأحزاب الداعمة اليوم للاستفتاء لحصلنا على نسبة تصل إلى قرابة 90% من أصوات مدينة عنكاوا المسيحية، وهذا ما حصل بالفعل، فنسبة (نعم) لاستقلال كوردستان حصلت على 89% من الأصوات في مدينة عنكاوا المسيحية.

وقد يتساءل البعض: إذاً من أين جاءت نسبة (كلا) بـ9% لرفض الاستقلال في عنكاوا، و هنا أيضاً اسمحوا لي أن أرجع إلى نتائج انتخابات برلمان كوردستان 2013 للأحزاب التي قاطعت ورفضت استفتاء استقلال كوردستان، والتي هي (كيان أبناء النهرين، الحزب الوطني الآشوري، الحركة الديمقراطية الآشورية) والتي كانت كالتالي:

كيان أبناء النهرين: 4.55 % من أصوات مدينة عنكاوا 
الحزب الوطني الآشوري: 0.66 % من أصوات مدينة عنكاوا 
الحركة الديمقراطية الآشورية: 3.10 % من أصوات مدينة عنكاوا 
المجموع : 8.31 % من أصوات مدينة عنكاوا 

وهنا يتضح لدينا أن نتيجة جمع أصوات الأحزاب الكلدانية السريانية الآشورية المسيحية المعارضة للاستفتاء، والتي تمثل أقلية في عنكاوا في انتخابات برلمان كوردستان سنة 2013 كانت كما هو الموضح أعلاه 8.31 %، وهي النسبة نفسها تقريباً الرافضة للاستفتاء على الاستقلال سنة 2017، والتي صوتت بـ(كلا) في الاستفتاء بنسبة 9% لا أكثر، وترجع إذاً إلى نفس القاعدة الشعبية وكوادر وتنظيمات الأحزاب المذكورة أعلاه، والذين بالطبع نكن لهم ولرأيهم كل الاحترام والتقدير إيماناً بثقافة "قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك" التي وضع أسسها فولتير وطبقتها المجتمعات الديمقراطية جمعاء، والتي أثبتت كوردستان إيمانها بهذه الثقافة المنفتحة من خلال الممارسة الديمقراطية للشعب الكوردستاني التي تترسخ بتجربة ديمقراطية تلو الأخرى.

إذاً وبلغة الرياضيات والمنطق يتثبت لدينا بأن الشعب المسيحي الكلداني السرياني الآشوري وبأخذ عنكاوا الحبيبة كأكبر تجمع مسيحي كلداني سرياني آشوري في كوردستان والعراق أنموذجاً قد صوت وبالغالبية العظمى لصالح استقلال كوردستان وفاء لتضحيات المئات من أبنائه شهداءً في كل ثورات كوردستان وداعماً لترسيخ حياة التعايش المشترك والتآخي القومي والديني في كوردستان ومؤمناً بوعود القيادة الكوردستانية بأن تبنى كوردستان المستقبل دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية تكون للمكونات القومية والدينية فيها كامل حقوقهم التي أكد عليها البيشمركه والرئيس كاك مسعود بارزاني في العديد من خطاباته، وذكرتها الوثيقة السياسية لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان الصادرة عن اللجنة العليا للاستفتاء في كوردستان.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب