مركز "دراسات رووداو" ينظم جلسة حوارية بعنوان "كوردستان إيران وامتحان مقاطعة الانتخابات"

18-05-2017
مسعود محمد
الكلمات الدالة كوردستان إيران مقاطعة الانتخابات مركز دراسات رووداو
A+ A-

رووداو - أربيل

الانتخابات الرئاسية الإيرانية حدث فرض نفسه على أجندات المراقبين في المنطقة، فجذبت إنتباه الدول المحيطة بإيران وكذلك البعيدة، نظرا لأهميتها ولدورها في رسم مستقبل إيران السياسي. وتتضاعف هذه الأهمية في ظل الحديث عن عمر وصحة الولي الفقيه، وإشكالية خلافته في ظل تشكيك متبادل من قبل المرشحين بصلاحية كل منهم كمرشح، فضلا عن تبادل الإتهامات حول إعطاء الأوامر بتنفيذ إعدامات غير قانونية بحق معارضين سياسيين،  في المحصلة تشكيك بديمقراطية هذه الإنتخابات، حيث حث الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم  الخميس 18 مارس الحرس الثوري والباسيج على عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية التي ستجري غدا الجمعة 19 مارس في تحذير نادر سلط الضوء على التوترات السياسية المتصاعدة.

ونادراً ما توجه انتقادات علنية للحرس الثوري الذي يشرف على إمبراطورية اقتصادية قيمتها مليارات الدولارات، لكن روحاني يخوض سباقا غير مسبوق ومتوقع مع  رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي الذي يعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري. 

 في أجواء هذا الحدث الانتخابي وبالترابط معه، نظم مركز دراسات رووداو ندوة حوارية للنقاش حول هذه الدورة الانتخابية، لتحديد موقع الكورد ودورهم في هذه السباق الانتخابي. مع تسليط الضوء على دور كورد إيران في ترجيح كفة الفائز، في ظل دعوة ستة أحزاب كوردستانية رئيسية في مقاطعة هذه الانتخابات.

ضمت الندوة العديد من الشخصيات السياسية الكودستانية العراقية، ومدير عام شبكة رووداو آكو محمد، ومدير مركز دراسات رووداو الدكتور آزاد علي، وكذلك إعلاميين من شبكة رووداو، وباحثين من مركز دراسات رووداو، شارك في الندوة بفعالية قادة ستة أحزاب كوردستانية إيرانية، هم: (سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران مصطفى هجري، سكرتير حزب كومله عبد الله مهتدي، سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مصطفى مولودي، سكرتير حزب عصبة الكادحين في كوردستان عمر خانزاده، ومنظمة النضال الكوردستاني بابا شيخ حسيني، وسكرتير منظمة كردستان التابعة للحزب الشيوعي الإيراني إبراهيم علي زاده، أدار الجلسة الإعلامي هيمن عبدالله).  

سنوجز ماتم استعراضه في الندوة على الشكل الآتي:

مصطفى هجري الذي عاد حزبه قبل عامين إلى الجبل وحمل السلاح من جديد قال: "لقد وصل الكورد الى قناعة إنه لم يعد هناك أي مطلب سياسي يمكن أن يتحقق للكورد من خلال مشاركتهم في الإنتخابات، إن الجمهورية الإسلامية ومرشحيحا لا يحافظون على وعودهم للشعب الكوردي في إيران، ليس هناك أي إمكانية للتغيير في إيران لا من خلال الإنتخابات ولا من خلال المشاركة هذه إنتخابات معلبة تعد نتائجها سلفا حسب مصلحة ولاية الفقيه والنظام الإيراني بشكل عام... كما أضاف إنه من الممنوع الإشارة للتنوع القومي، والمذهبي في إيران، فالبرنامج الإنتخابي مسقوف بأفكار النظام، أما الجانب الإقتصادي فالوعود التي تقدم خيالية، لا يمكن تحقيقها". 

مصطفى مولودي بين إنه: "ليس من الحكمة مقاطعة الإنتخابات البلدية، فالتصويت تدريب على ممارسة الديمقراطية، والإنتخابات البلدية مرتبطة بالتنمية المناطقية، لذلك قررنا كحزب مقاطعة الإنتخابات الرئاسية إنسجاما مع الموقف المشترك للأحزاب، والدعوة للتصويت في الإنتخابات البلدية" فقط،  كما أضاف مصطفى مولودي "أن المطلوب الآن هو وحدة الموقف والصف الكوردي الإيراني". 

عبد الله مهتدي تحدث: "إن الإنتخابات الإيرانية ليست ديمقراطية، النظام في أزمة حقيقية، عليه أن ينقذ نفسه، نظام ولاية الفقية يتجه نحو نهاية حتمية، هذه الإنتخابات ستحدد مصير ولاية الفقيه. قد يكون خامنئي آخر ولي فقيه بتاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، ودعا مهتدي الى مقاطعة الإنتخابات كتعبير عن عدم رضا الكورد عن ما يتعرضون له من ظلم، إضطهاد والغاء للهوية القومية والوطنية... وقال أيضا: "ليس هناك أي شكل من أشكال الإعتراف بالكورد وهناك تعطيل لمواد الدستور التي تعطي الحق للقوميات الإيرانية بالتحدث بلغتها" . هذا وقد دعا الى بناء بلاتفورم سياسي لكورد إيران كتعبير عن وحدة الصف، وتنسيق عمل البشمركة التابعة للأحزاب الستة معا، وإطلاق آلية عمل دبلوماسي مشترك، وتأسيس قناة فضائية واحدة للأحزاب الكوردستانية الستة، مؤكدا: "نحن أمام إمتحان الوحدة، شعبنا يراقبنا وينتظر منا موقف موحد منسق، يحقق أماني كورد إيران". 

إبراهيم علي زاده  تحث قائلاً: "إن موضوع الإنتخابات صعب ومعقد، وليس بالضرورة أن تعطي المشاركة شرعية للإنتخاب، فكل الدكتاتوريات تمارس العملية الانتخابية وإن كانت المشاركة بنسب متفاومة، هل هذا يجعل منهم حكامها حكام شرعيين؟! في ظل تعليب وتركيب الإنتخابات؟ النظام الإير اني يأخذ شرعيته من الإسلام، أي انه نظام يعتمد الشرع الإسلامي، إن المشاركة بالإنتخابات هو توقيع على التخلي عن الحقوق المدنية والإنسانية. النظام الإيراني عنصري، له ركيزتين قومية ومذهبية، هو نظام إيراني فارسي يتبع المذهب الشيعي، ويلغي الأقليات العرقية والدينية الأخرى، 38 سنة من المقاومة والنضال لم تدفع هذا النظام للتنازل وإنتخاب إصلاحي  لايغير النظام  بسهولة، لذلك المقاطعة مفيدة وضرورية".
 
عمر خان زاده، تحدث قائلاً: "38 سنة من النضال المتواصل ضد النظام الايراني لم يوقف القمع والإضطهاد  بحق الشعب الكوردي،  كما لم نتعب نحن من المقاومة ومستمرين فيها، هناك تعذيب في السجون تعذيب في السجون باسم الله، هم يبررون إجرامهم بالولاية المعطاة لهم من الله. هناك منع للغة الكوردية، خاتمي الموصوف بالمعتدل قمع ومنع استعمال اللغة الكوردية رغم تودده للكورد. مقاطعة الإنتخابات تعبير عن رفض الظلم، وهو موقف سياسي يؤكد أن الكورد يرفضون الإجحاف الواقع بحقهم".

  
بابا شيخ حسيني: "من المفيد أن نتحدث عن الإنتخابات، يجب أن نقرأ هذا النظام بدقة إنه دكتاتوري ... دكتاتوري، لا حلول وسط عنده، لا ديمقراطية تمارس في ظله".

عندما سأله مدير الجلسة هيمن عبدالله ما هي فائدة مقاطعة موظف للانتخابات؟ أجاب بابا شيخ بسؤال استفهامي: "لماذا قامت الثورة ضد صدام حسين والأسد رغم إنهم منتخبون حسب ما يشاع بما يشبه لعبة الإنتخابات الإيرانية، هل كانت الثورة عليهم خيانة؟ نحن في إيران نحتاج الى أن نتنفس بحرية، ونفكر بحرية، ونعبر عن ذاتنا بلغتنا الأم. عندما ذهب الشهيد قاسملوا والشيخ عزالدين الحسيني للتفاوض مع الخميني حول حقوق الكورد رفض مطالبهم، وأعلن حربا دينيا عليهم، واليوم يعيد التاريخ نفسه، فالكورد ليسوا فرسا، ولا شيعة بأكثريتهم، وبالتالي لا مكان لهم، في ظل ولاية الفقيه".

المقاطعة موقف سياسي رغم المعرفة المسبقة إنه هناك أدوات نضالية أخرى، قد تساهم ببلورة موقف سياسي أفضل، الواضح أن الكورد الإيرانيين يعملون على بلورة مشروعهم السياسي، ويتطلعون الى تحقيق إعتراف الجمهورية الإسلامية بهم كقومية في إيران من حقها ممارسة نشاطها السياسي والتكلم بلغتها الأم. وإلا مرحلة جديدة من نضالهم قد تبدأ في الأفق المنظور.  

حمّل هذا الموضوع كملف PDF

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب