رووداو تكشف المرأة التي منعت تأسيس دولة كوردستان

24-02-2024
الكلمات الدالة كوردستان بريطانيا العراق
A+ A-

رووداو ديجيتال 

مركز بحوث كوردي في جامعة إكسيتر البريطانية يتولى رقمنة الوثائق الكوردية، وتقول رئيسة المركز إن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ساعد في تأسيس المركز سنة 2006.
 
يوجد المركز بمدينة إكسيتر البريطانية واحدة من الجامعات الممتازة في بريطانيا، وفي معهد الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة، برئاسة د. فرنكيز قادري.
 
كانت لفريق "دياسبورا" في الأسبوع الماضي زيارة ميدانية وحل ضيفاً على د. فرنكيز قادري. السبب كان معرضاً خاصاً عن "غيرترود بيل" تحت إشراف هذه العالمة الكوردية. 
 
بيل كانت ضابطاً إمبريالياً بريطانياً وكانت بمثابة القابلة التي ولدت الكيان الذي يعرف بالدولة العراقية وألحق بها جنوب كوردستان قسراً.
 
المركز الذي تديره د. فرنكيز قادري يضم مشروعاً لافتاً لرقمنة الأرشيف المكتوب والمرئي والمسموع لكوردستان.
 
فريق برنامج دياسبورا لشبكة رووداو الإعلامية زار إكسيتر ومركز البحوث وحاور د. فرنكيز قادري التي تحدثت عن سير العمل في المركز وأرشفة الوثائق الكوردية وقالت: "نعمل على تعريف الوثائق في الأرشيف الكوردي وإدخالها في المجال الأكاديمي".
 
وعرضت رئيسة المركز معلومات مهمة عن كيفية تشكيل الكيان العراق وإلحاق جنوب كوردستان "قسراً" بالعراق، وأهمية الصحافة في فترة ثورة الشيخ محمود الحفيد.
 
وأشارت فرنكيز قادري إلى الضابط البريطاني غيرترود بيل التي كان لها دور مشهود في تشكيل الكيان العراقي وإلحاق جنوب كوردستان "قسراً" بالدولة حديثة التشكيل.
 
رئيسة مركز البحوث الكوردية في جامعة إكسيتر أشارت إلى أن غيرترود بيل كانت مهندسة المشروع، وعملت حثيثاً لإلحاق جنوب كوردستان بالكيان العراقي "وتشاهد في معرضنا المقاومة الكوردية والصحاقة الكوردية والحركة الكوردستانية المضادة لمساعي بيل".
 
بعد الحرب العالمية الأولى وإضعاف السلطة العثمانية، أخضع البريطانيون منطقة العراق لسلطتهم في أعلنوا فيها مملكة في العام 1921، وعين البريطانيون الملك فيصل الأول الذي كان مواطناً سعودياً في الأصل أول ملك على هذه الدولة المستحدثة.

 

 

تقول فرنكيز قادري، إن غيرترود بيل كان لها الدور الرئيس في استقدام الملك وتشكيل حكومة الملك فيصل في العراق ودعمت سلطته دعماً كبيراً.
 
في تلك الأثناء، وبعد انهيار إمارة بابان، كان الشيخ محمو الحفيد يتولى السلطة السياسية والدينية والاجتماعية في المنطقة، وكان في الجبهة المعادية لبريطانيا، وتقول رئيس معهد البحوث الكوردية في إكسيتر: "لم تشأ الحكومة البريطانية قبول سلطة الملك محمود في كوردستان، وكانت في حرب وخصومة دائمين ضدها".
 
وتقول فرنكيز قادري إن الأرشيف في السابق، كان يشير إلى أحداث تلك الحقبة في كوردستان من وجهة نظر البريطانيين وحدها "لكننا قلنا يجب أن يكون صوت الكورد أيضاً محفوظاً في الأرشيف، ويجري الحديث بناء على الوثائق عن الظلم الذي حاق بالكورد ونبرز الدور السيء الذي مارسته بريطانيا، ووافقت الجامعة على ذلك".
 
رئيسة مركز البحوث الكوردية في إكسيتر، مضت إلى القول إن قسماً مع معرض بيل الحالي يتحدث عن مقاومة الكورد وخاصة الشيخ محمود الحفيد للبريطانيين.
 

 

وحسب فرنكيز قادري فإن المعرض يضم أشياء جديدة على البريطانيين وعلى الكورد سواء "خاصة أسباب الخلافات بين الشيخ محمود الحفيد والحكومة البريطانية".
 
وحسب الوثائق، كانت السياسة البريطانية تجاه الكورد متقلبة باستمرار، وعن ذلك قالت رئيسة المركز: "صحيح أن بريطانيا شجعت القومية الكوردية أول الأمر، لكن ذلك كان في إطار أجندة سياستها الرأسمالية، ثم تغيرت سياستها تجاه الكورد تماماً".
 
دور الصحافة في فترة المعارك بين بريطانيا والملك محمود في كوردستان
 
خلال الفترة بين العامين (1918-1926) أصدرت بريطانيا العديد من الجرائد الكوردية في جنوب كوردستان، وكانت (تێگەیشتنی راستی = فهم الحقيقة) الجريدة الكوردية الأولى في جنوب كوردستان والتي صدرت في بغداد في 1918 باللهجة السورانية.
 
وأكدت فرنكيز قادري على أن "غيرترود بيل وقل أن تحتل كوردستان عملياً كانت ترسل الجريدة وتنشرها تحت شعار 'جريدة تخدم حرية ووحدة واستقلال الكورد'، وكانت تشجع من خلالها القومية الكوردية وتشكيل حكومة كوردية مستقلة، وذلك ضد العثمانيين".

 

 

وحسب رئيسة مركز البحوث الكوردية، "تشير الوثائق إلى أنه عند قدوم المستشارين البريطانيين إلى كوردستان، أدرك الشيخ محمود الحفيد، الذي كان يمتلك قوة كبيرة، مقاصدهم في وقت مبكر وعلم أن الحدود التي رسموها لسلطة حكومته تنحصر في السليمانية وتختلف كثيراً عن الحدود التي تعهدوا بها للكورد من قبل، ولهذا رفض الشيخ محمود ذلك وانطلقت الانتفاضة الكوردية".
 
بعد تغيير سياساتها تجاه الكورد، أصدرت الحكومة البريطانية جريدتي "پێشکەوتن = التقدم" و"ژیانەوە = الانبعاث" باللهجة السورانية ونشرتهما في كوردستان، وعن مضمون الجريدتين تقول فرنكيز قادري: "هذه المرة، سعت بريطانيا لتهيئة الفرد الكوردي لقبول هويته الجديدة كمواطن عراقي".
 
"الشيخ محمود كان يدرك أهمية دور الصحافة"
 
وعن تأثير الصحافة في تلك الحقبة، تقول رئيسة مركز البحوث الكوردية: "كما أن بريطانيا أفادت من الصحافة للتأثير على كوردستان، عمد الشيخ محمود للاعتماد على الصحافة للتقدم في أجندته، ويبدو من ذلك أنه كان يعي جيداً دور الصحافة في ذلك الوقت".
 
"كوردستان" كانت الجريدة الأولى التي أفاد منها الشيخ محمود الحفيد لإيصال صوت الكورد ومطالبهم، ثم جاءت جريدة " بانگی حەق = نداء الحق" التي كانت تصدر في كهف (جاسنه) في ظل الهجمات البريطانية، وكذلك جريدة " امید استقلال = أمل الاستقلال" التي كانت تنشر مقررات الشيخ محمود ومطالب شعب كوردستان آنذاك.
 
دور نيجيرفان بارزاني في تأسيس المركز
 
تأسس مركز البحوث الكوردية سنة 2006، وتقول رئيسة المركز إن العديد من الأساتذة الكورد عملوا فيه منذ ذلك الحين وإلى الآن.
 
وقالت فرنكيز قادري إنمركز البحوث الكوردية كان ضمن معهد الدراسات العربية والإسلامية قبل أن يلتحق بالجامعة، وأن رئيس إقليم كوردستان ومؤسسة إبراهيم أحمد ساعدا في تأسيس المركز.
 
"شخصيات عديدة تبرعت بأرشيفاتها للمركز"
 
وكما ذكرت رئيسة مركز البحوث الكوردية في إكسيتر، يضم المركز أرشيفات العديد من الشخصيات الكوردية ومن بينها عمر شيخ موس وهو واحد من مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني، والكاتب والمصور الفرنسي وصديق الكورد كريس كوتشيرا.
 
عن ذلك، قال عمر شيخ موس لشبكة رووداو الإعلامية: "في العام 2007 سمعت عن تأسيس مركز للبحوث الكوردية في إكسيتر، فقررت التبرع بوضع أرشيفي الكامل تحت تصرف المركز".

 

 

وأضاف الكاتب والسياسي الكوردي: "باستثناء جزء صغير من الرسائل الحساسة للغاية، قدم للمركز كل الرسائل والكتب التي تبادلتها مع القادة الكورد، وهي متوفرة في الأرشيف".
 
رقمنة الوثائق
 
د. جيمس داونس، يساعد المركز في مشروع رقمنة الوثائق الكوردية، تحدث لرووداو عن أرشفة الوثائق وإتاحتها للقراء والباحثين وقل: "نختار قسماً من المواد التي تمت رقمنتها وعند تحديدها توضع على موقع خاص ومشاهدتها لا تحتاج إلى تسجيل دخول، وكلها جاهز للتنزيل بدون كلمات عبور".

 

 

ومضى د. جيمس داونس إلى القول إنه عند تحديد المواد، يتم تصويرها بكاميرا خاصة وتحول إلى نسخ رقمية "ثم تستنسخ الملفات الرقمية بدقة عالية وتعدل الصور وتنشر على الموقع، وتحول صفحات عديدة إلى صيغة (بي دي إف) وتبقى الصور بصيغة (جي إي بيغ) وهي ملفات صور".
 
"لم يعرض دور المرأة في التاريخ الكوردي كما هو"
 
أشارت فرنكيز قادري إلى أنه "في الدول الأخرى، تم تصوير المرأة الكوردية على أنها مضطهدة ومظلومة، وفي السنوات العشر الأخيرات ظهرت صورة المرأة الكوردية المسلحة، وهاتان صورتان مناقضتان تماماً للمرأة الكوردية".
 
وذكرت رئيسة معهد البحوث الكوردية في إكسيتر أيضاً أن الوثائق التي كانت متاحة في السابق، لم تظهر المرأة الكوردية كمنتجة للفن والأدب وهذا يمثل ثغرة في الدراسات العلمية، تشاهد ترجمات أدبية من اللغة الكوردية واللغات الأوروبية "لكن الأرشيف القوي المتوفر في المركز يظهر حقيقة أن النساء الكورديات لهن مشاركات في الأدب والفن أيضاً".

 

 

ونوهت فرنكيز قادري إلى أن الوثائق لا تظهر المرأة الكوردية كمشاركات ناشطات في الأدب والفن والسياسة فحسب، بل تظهر أنه كان لهن دور فاعل جداً في هذه المجالات.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب