القنصل الأميركي بأربيل لرووداو: 25 عراقياً يتلقون مهارات إدارة المياه في أميركا

21-07-2023
رووداو
مقابلة رووداو مع القنصل الأميركي في أربيل إيرفن هيكس
مقابلة رووداو مع القنصل الأميركي في أربيل إيرفن هيكس
الكلمات الدالة اقليم كوردستان العراق الولايات المتحدة
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

أعلن القنصل الأميركي العام في أربيل، إيرفن هيكس، أن 25 عراقياً بينهم 7 من إقليم كوردستان سيتلقون مهارات حول إدارة المياه والحفاظ عليها في الولايات المتحدة الشهر المقبل.
 
جاء ذلك في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (21 تموز 2023)، ضمن مدونة صوتية "بود كاست" قدمها روژ علي زاله، سلط فيها إيرفن هيكس الأضواء على العلاقات مع إقليم كوردستان والعراق، والجهود التي تبذل لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم.
 
وشدد على أن الاهتمام الأميركي بإقليم كوردستان لم يتراجع، والقنصلية عملت على تعزيز وتوسيع العلاقات الثانية في مختلف المجالات، كي لا تقتصر على مجالات الأمن، النفط والغاز.
 
في هذا السياق أشار إلى دعوة ممثلين عن 12 شركة أميركية زاروا في وقت سابق إقليم كوردستان والعراق للتعرف على الفرص الاستثمارية، إلى جانب وجود مباحثات لزيادة برامج التبادل الثقافي. 
 
على سبيل المثال، اشار إلى أن الولايات المتحدة خصصت الأموال لترميم قلعة وبوابة بهدينان في العمادية، كما خصصت مليونين و300 ألف دولار لترميم معبد لالش.  
  
أدناه نص المقابلة: 
 
رووداو: علمنا بأنك منشغل بتعلّم اللغة الكوردية (السورانية). إلى أين وصلت؟ 
 
إيرفن هيكس: اللهجة السورانية جميلة جداً. شاعرية جداً، وبحاجة إلى جهد لتعلمها. لكن عليّ الاعتراف بأني كنت أتوقع أن نركز أكثر على دعوة القادة من واشنطن، ومؤخراً على الأهداف التجارية والاستثمار، والتي بصراحة لم يكن لدي الكثير من الوقت لأخصصه لها.   
 
رووداو: سنتحدث عن تلك الأهداف التجارية، لكن الآن ما يثير فضولي هو أنك تتحدث بلغة أخرى حسب علمي. هل السورانية صعبة؟ 
 
إيرفن هيكس: معقّدة. الكثير من اللغات ما لم تستخدمها يومياً، ستواجه عقبات كثيرة بشأنها. لكنني استمتع بالحوار، مثل الحديث الذي خضناه هذا الصباح عند شربنا القهوة، وقلنا سوية "نوش". إذا (السورانية) لغة فريدة، وهي لغة جميلة. 
 
رووداو: تحدث لنا عن دورك في إقليم كوردستان؟ كنت مطلعاً على بعض مما قمت به مع زملائك في السابق. لكن عند قدومك لتحل محل القنصل العام السابق، ماذا كانت أولوياتك؟ وما الذي تمكنت من إنجازه؟ 
  
إيرفن هيكس: أولوياتنا هي دعم أمننا القومي، ويشكل أولوية للسفيرة رومانوسكي. ما قمنا به في الأشهر الـ 10 التي قضيتها هنا، هو توسيع وتعزيز العلاقات، إلى جانب مسائل الأمن، النفط والغاز. ولدينا في الوقت الحاضر مباحثات لزيادة برامج التبادل الثقافي. على سبيل المثال، خصصنا الأموال لترميم قلعة وبوابة بهدينان في العمادية. كما أتيحت لي الفرصة لزيارة معبد لالش الذي خصصنا مليونين و300 ألف دولار لترميمه.  
  
مؤخراً، نعمل على دعوة الممثلين التجاريين إلى هنا، إلى إقليم كوردستان العراق، وقد حضرت 12 شركة، بعضها لديها أعمال تجارية هنا، أو ستبدأ العمل. كما نعمل على مشكلة تغيّر المناخ. لكن بشكل عام، يتمثل عملنا في تعزيز وتوسيع العلاقات، والعمل على مسائل أخرى، عدا عن الأمن والنفط والغاز. 
 
رووداو: حسناً. أشرت إلى الممثلين التجاريين. في الحقيقة كان سؤالي التالي. شاهدنا مؤخراً وفداً زار إقليم كوردستان. ماذا كان الهدف من زيارته؟ ومتى سنرى نتائجها؟   
  
إيرفن هيكس: الهدف الرئيسي هو إظهار اهتمام الشركات الأميركية بالبحث عن الفرص التجارية والاستثمارية، ليس هنا في إقليم كوردستان وحسب، بل في العراق عموماً. توقفوا عن أعمالهم للمجيء إلى هنا ومعرفة ما إذا كانت هناك فرص أم لا. مثلاً، جئنا بشركة تزرع العنب البري في كوردستان. لدينا مطاعم باسم Green Zone جاءت إلى هنا بحثاً عن توابل معينة لاستخدامها في تحضير وجباتها في واشنطن. أتوق للذهاب إلى هذا المطعم عند عودتي إلى واشنطن.
  
لدينا أيضاً شركات تبحث عن طرق أكثر شفافية لنقل منتجاتها عبر الحدود، لأنها تعمل هنا ووفرت فرصلاً للعمل. لذا، فإن الجزء الأهم من برنامج الوفد التجاري والاستثماري كان إرسال اشارة لحكومة إقليم كوردستان والمجّمع التجاري لدينا في الولايات المتحدة، مفادها بأن هناك الكثير من الفرص هنا، وهناك تحرك من قبل حكومة إقليم كوردستان. مثلاً، هيئة الاستثمار نظمت مؤخراً فعالية "استثمر في كوردستان" تزامن مع وجود الوفد (الأميركي) هنا. التوقيت كان جيداً. حسب اعتقادنا كان توقيتاً جيداً للغاية ومكاناً مناسباً يتواجد فيه وفدنا. يظهر ذلك جدية شركاتنا. هذه هي الخطوة الأولى في هذا الطريق، وتواقون لجعل زيارات الشركات عملية مستمرة.  
 
رووداو: حسناً. أعلم بأن الوقت قد يكون مبكراً بعض الشيء لتقييم الزيارة. لكن كيف كان استقبال الوفد في إقليم كوردستان؟ وكيف تقنعون الشركات الأميركية بأن إقليم كوردستان بيئة مناسبة للاستثمار. 
 
إيرفن هيكس: المجموعة التي جاءت إلى هنا، مجلس الأعمال الأميركي – العراقي، جاءت عبر غرفة التجارة الأميركية. ولديها علاقات طويلة ليس في بغداد وحسب، بل في إقليم كوردستان أيضاً. 
 
إن إحدى الخطوات التي قمنا بها خلال الأشهر الـ 10 الماضية، هو تأسيس شبكة لغرفة التجارة الأميركية، ونعمل مع فرع كوردستان لغرفة التجارة الأميركية. أسسنا شبكة تضم غرفة التجارة في دهوك، حلبجة، السليمانية وأربيل. خلال زيارته، التقى الوفد بالتجار. بالنسبة للفرص لا نركز على أربيل فقط كمركز، بل ننظر إلى الإقليم بكامله لإيجاد الفرص. إلا أن المجموعة التي جاءت، كان تركيزها منصباً على تجارة المنتجات الزراعية. الحقيقة هي أن الشمال كان يشكل سلة الغذاء لكل العراق في الماضي، ويظهر الإمكانات والفرص. في أميركا هناك قطاع زراعي قوي، وستكون هناك فرصة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم أن يصبحوا شركاء في مجال التكنولوجيا واستيراد المنتجات من الولايات المتحدة، وتصدير المنتجات الزراعية اليها.   
 
رووداو: المفهوم الذي كنت أسمعه خلال زيارة الوفد هو "من المزرعة إلى المائدة". برأيك أي المجالات تشكل بيئة مناسبة للشركات الأميركية كي تستثمر فيها؟ وأود أن توضح لنا أكثر سبب استخدام عبارة "من المزرعة إلى المائدة"؟ 
  
إيرفن هيكس: المهم هو النظر إلى العملية برمتها، من تطوير المنتجات إلى تربية الحيوانات والخدمات البيطرية. لدينا شركات زارت معامل الألبان التي تنتج اللبن والأجبان وتشكل فرصاً للعمل، كما اطلعت على منتجات زراعية. ولدينا شركة بيبسي هنا التي لديها أكثر من 1,000 موظف في السليمانية، وينتجون أكثر من 20 طناً من رقائق البطاطس في السليمانية. لكنهم يريدون توسيع عملهم ليشمل الذرة الصفراء أيضاً لإنتاج رقائق الذرة الصفراء "دوريتوز". كل هذا يعني خلق فرص عمل، فرص، والمضي قدماً.  
 
لدينا شركات أصغر تعمل في مجال تقنيات الري، وسيكون ذلك مفيداً جداً هنا. (تقنية) تمتص الرطوبة من الهواء ومتوفرة بسعر مناسب مقارنة بالتقنيات المتقدمة الأخرى في هذا المجال، وذلك مفيد جداً لكثير من الفلاحين الذين يعملون في الزراعة المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، لدى أحد مراكزنا برامج عالمية، يقدم من خلالها الاستشارات للحكومات حول سبل تحسين بيئة الاستثمار.  
 
لذا فإن جمع كل هذه الشبكات معاً وبناء هذه العلاقات والتأسيس لعلاقات راسخة، وكل الفرص الحالية لبناء مستقبل أكثر رفاهاً، تشكل خطوات تدريجية لشراكة مستدامة. نآمل أن يكون هناك المزيد من الاستثمارات، وأن تزور الوفود التجارية من إقليم كوردستان والعراق أيضاً الولايات المتحدة. نحن نبحث عن الشراكة، وفرص الاستثمار التجاري.   
  
رووداو: منذ فترة ويبحث إقليم كوردستان عن الاستثمارات الأميركية، والبيئة المناسبة لتجارة المنتجات الزراعية كانت موجودة دوماً. لماذا نرى الآن هذه الفرص من الجانب الأميركي الذي يبحث عما يمكن أن تحققه الشركات الأميركية في إقليم كوردستان؟ السؤال الأساسي هو ما الذي تغير؟ 
 
إيرفن هيكس: في هذا الملف تحديداً، يجب أن أتقدم بالتهنئة لرئيس الوزراء مسرور بارزاني لتركيزه على التنوع الاقتصادي، خصوصاً في المجال الزراعي. كان ذلك جزءاً من المناقشات التي أجراها بهذا الصدد قبل عام من الآن، مع غرفة التجارة الأميركية. وهذا النوع من الأفكار حفّز وفداً تجارياً للقدوم، قبل مجيئي إلى هنا كقنصل عام. بعد ذلك اتخذ مكتب رئيس الوزراء مبادرات ودعوات للقطاع الخاص، أو لتعزيز القطاع الخاص. بدورنا، لدينا في الولايات المتحدة التكنولوجيا المرغوبة، لأن لدينا قطاعا قويا لتجارة المنتجات الزراعية. 
  
لذا، لاحظنا أن هناك فرصاً كبيرة للتقارب والشراكة، وبيئة جذابة أيضاً. لقد أعلنت حكومة إقليم كوردستان الحاجة لتنويع الاقتصاد إلى جانب النفط والغاز. كان ذلك في مصلحتنا. لقد سعينا لتحسين بيئة الاستثمار. ذلك ما حدث تحديداً، والزيارة كانت فريدة. 
 
رووداو: جيد جداً. ما الذي بوسع إقليم كوردستان فعله لتسهيل عمل الشركات الأميركية، بما يشجّعها على القدوم لإقليم كوردستان بهدف الاستثمار؟
  
إيرفن هيكس: إحدى ملاحظات الشركات تتعلق بالشفافية وآليات العمل. أكرر، أهنئ رئيس الوزراء وحكومة إقليم كوردستان على فتح موقع "انفيست كوردستان" الإلكتروني. بإمكانك أن تنجز كل الخطوات في مكان واحد وتتعرف على المتطلبات والإجراءات، سواء كنت تبحث عن الاستثمار أو تستثمر فعلاً. ثانياً، ضمان استعادة أموالك عندما تقوم بالاستثمار. 
 
إذا قدمت خدمات ومنتجات، بالمقابل تستعيد أموالك. هذه نقطة مهمة جداً. لكن هناك جانب آخر، قد لا يلاحظ بشكل مباشر، وهو الاهتمام بمسائل احترام حقوق الإنسان وكذلك حرية الصحافة. 
 
أصحاب رؤوس الأموال والشركات يبحثون في العالم عن مكان يمكنهم الاستثمار فيه، وعندما يكون هناك استقرار، وشفافية، ومكافحة للفساد، وعندما تضمن استعادة الأموال التي تستثمرها لتوفير الخدمات، تكون البيئة مناسبة لأصحاب رؤوس الأموال ليوافقوا على استثمار الملايين وأحياناً المليارات من الدولارات. هذا مهم جداً. لا تقل أهمية عنها، أن الشركات التي تستثمر مليارات الدولارات في مجال النفط هنا، تتلقى الأموال مقابل الخدمات التي تقدمها.  
 
رووداو: هذا مثير حقاُ. أنت تقول إن الشركات وأصحاب رؤوس الأموال، وخلافاً للسائد، لا يهتمون بأموالهم فقط في المناطق التي توفر بيئة مناسبة للاستثمار، بل بحقوق الإنسان والحريات الصحفية ومسائل أخرى. لكن إذا تحدثنا عن الأموال، والتسديد للشركات، هناك شركات أميركية استثمرت في إقليم كوردستان وواجهت عقبات. أود الاشارة إلى أننا لم نشاهد دوراً أميركياً ملحوظاً لحل تلك المشاكل. لماذا لا تسعى الولايات المتحدة للضغط من أجل حل تلك المشاكل، كي تستثمر الشركات وننتفع منها جميعاً.  
 
إيرفن هيكس: ليس شرطاً أن تكون الدبلوماسية الفعّالة من الخارج، ما أود قوله هو أننا نرفع المشاكل إلى الحكومة، للاطلاع على مشاكل الموازنة، وسعداء لالتزام الحكومة بتنفيذ التزاماتها المالية وإقرارها بالمشاكل والعقبات أمام الموازنة. لكن تزامناً مع ذلك، ونتيجة لهذه المناقشات، خصوصاً بين حكومة إقليم كوردستان والشركات الخاصة، نعمل من جانبنا على إثارة هذه المسائل والضغط. وهذا ليس مهماً فيما يتعلق بتسديد المبالغ مقابل الخدمات التي قدمت وحسب. تتحدث الشركات فيما بينها عن بحثها عن التنويع إلى جانب تجارة المنتجات الزراعية، لأن شركات أخرى ترغب بالمجيء إلى هنا أيضاً. إحدى الأسئلة التي توجه إلى الشركات هو المبلغ الذي تود استثماره وعائداتها وما إذا كانت تتلقى الأموال. وهذا أمر معترف به في بيئة الاستثمار ليس في إقليم كوردستان وحسب، إنما في العراق عموماً.
 
في حال لم تَدفع، ولم تتلق الشركات الأموال، لن تواصل الاستثمار. لذا يتم الاقرار بأهمية هذا الأمر واتخاذ خطوات إلى الأمام، خصوصاً وأن هناك اتفاقاً بشأن الموازنة الآن. نتوقع التفاوض مع الشركات حول تلك المشاكل، لكن بإمكانها أن تطمئن بأن الحكومة الأميركية، السفارة الأميركية، القنصلية الأميركية، نستخدم كل (قنواتنا) الدبلوماسية للعمل على (حل) هذه المشاكل.  
 
رووداو: لازالت أفكر في اشارتك إلى حقوق الإنسان بوصفها إحدى مشاكل الشركات التي تتطلع الى بيئة تحترم فيها حقوق الإنسان. لماذا تهتم شركات من مصلحتها العمل في التجارة بأوضاع حقوق الإنسان؟ 
  
إيرفن هيكس: ما يميز الشركات الأميركية في العالم عن شركات الدول الأخرى بأن لديها حدوداً لا تتجاوزها، لكنها تعرف أيضاً أن نوعية الحياة والسعي نحو الرفاه وبيئة مستقرة، تمهد لبيئة مربحة. هناك شركات أو دول تغض الطرف عن حقوق الإنسان وتركز على الأرباح فقط. لكنني فخور بالقول، إننا في الولايات المتحدة نولي اهتماماً بأهمية الحياة بحثاً عن السعادة، ليس في الولايات المتحدة وحسب، بل في جميع أنحاء العالم.  
  
رووداو: عندما نقول حقوق الإنسان، للأسف هناك تعريفات مختلفة في مناطق العالم. ما هي حقوق الإنسان؟ ما هو التقدم الذي تتطلع اليه الشركات الأميركية على هذا الصعيد في إقليم كوردستان؟ 
 
إيرفن هيكس: اسمح لي أن أورد مثالاً عن تأثير الشركات في المكان الذي تتواجد فيه. في عهد التمييز العنصري بجنوب أفريقيا، لعبت الشركات متعددة الجنسيات دوراً كبيراً، مثلاً تأكدوا بأن لا تتأثر بيئة العمل داخل شركاتهم بنظام التمييز العنصري، وكان العمل يعتمد على أساس الكفاءة. في الأماكن التي لديك فيها استثمارات كبيرة، هناك مسؤولية اجتماعية تستوجب استثمار الأموال المكتسبة في هذا المكان أو البلد مرة أخرى في المدارس والتعليم لضمان ذلك.  
 
هنا ترى الشركات المستنيرة التي تدرك بأن هناك خطوطاً لا يمكن تجاوزها، وهي انفاق الأموال على هذه المجتمعات، وضمان وجود قوة عاملة متعلمة يمكنها استخدامها، وضمان حماية البيئة التي تشكل أهمية كبيرة، خصوصاً في عصر التغيّرات المناخية. لذا ترى هذه الثقافة.
  
لذلك، افتخر بأن الشركات الأميركية، وشركات غربية أخرى، لكن خصوصاً الأميركية، تثير هذه المسائل من قبل أعضاء مجالس إدارتها، أصحاب أسهمها، وهي أن عملهم لا يتركز على الربح فقط. علينا أن نكون في الوقت نفسه شركاء وجيراناً جيدين، لأن ذلك يخلق فرصاً استثمارية وعلاقات طويلة الأمد في الأماكن التي ترغب في الاستثمار فيها. 
 
رووداو: أود العودة للحديث عن الوفد، لكن قبل ذلك أود طرح الجزء الثاني من سؤالي السابق. عندما كنت في واشنطن، كثيراً ما كنت أحضر المؤتمرات الصحفية لوزارة الخارجية. وفي كل مرة كان الرد على أسئلتي هو أننا (الولايات المتحدة) نتطلع إلى وجود إقليم كوردستان قوي ضمن عراق موحد. هل هذه الرغبة لاتزال قائمة أم هناك نوع من الانسحاب الأميركي بسبب المشاكل التي تحدث في العراق؟ 
 
إيرفن هيكس: ابداً. في الحقيقة أصدر المتحدث باسم وزارة خارجيتنا بياناً هذا الأسبوع قال فيه الأمر نفسه. لم يتغير ذلك (موقف الولايات المتحدة). في الحقيقة العلاقات ستبقى قوية. كما أشرت إلى ذلك، سيزيدون الزيارات الرسمية، وفي الأسابيع المقبلة على أبعد تقدير، ستكون هناك زيارة وفد من الكونغرس وآخر من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. قبل أسابيع كان مسؤول رفيع من البنتاغون هنا. كما كان مساعد وزير الخارجية وسفيرتنا هنا أيضاً والتقوا بكبار المسؤولين. وكذلك الأمر بالنسبة للقنصلية التي يزورها مسؤولون كبار من واشنطن. العلاقة قوية جداً، ولدينا الآن تبادل تجاري واستثمارات، وهي جزء أيضاً من نتائج الزيارات. أرى بأنها علاقة قوية ومستمرة.  
 
رووداو: لنعد إلى زيارة الوفد. ما هي القطاعات الأخرى التي تحظى باهتمام الشركات الأميركية؟ الطاقة المتجددة هي السبب الذي دفعني لطرح هذا السؤال. ما الذي يمكن للشركات الأميركية أن تقدمها في مجال الطاقة المتجددة؟
 
إيرفن هيكس: بعض مما قمنا به يتمثل في وجود شركات هنا تعتمد كلياً على الطاقة الشمسية. مثلاً بيرغر كنغ تعمل كلياً بالاعتماد على الطاقة الشمسية. ثم هناك شاحن للسيارات الكهربائية، هو الوحيد في العراق على حد علمي. ننظر إلى مشاكل الحرائق التي تلوث الهواء وتلحق خسائر بملايين الدولارات ونتعامل معها. إلى جانب الطاقة المتجددة وحماية وإدارة المياه. في شهر آب سنستضيف 25 عراقياً، 7 منهم من إقليم كوردستان، سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لتلقي مهارات حول إدارة المياه والحفاظ عليها. أعتقد بأن كولورادو ستكون أحد 3 أماكن سيزورونها.  
 
هذه خطوة أولية في هذا المجال. سفيرتنا رومانوسكي تضع مسألة جذب الشركات الخضراء (المستدامة) إلى العراق، في أولويات عملها، لتنقل معها التكنولوجيا وأفضل سبل استخدام الطاقة، إلى جانب (طرق) الحفاظ على المياه ومواجعة التغيّرات المناخية. 
 
مؤخراً، التقينا مسؤولاً رفيعاً في حكومة إقليم كوردستان، أشار إلى أن خطة استراتيجية سيتم وضعها تُبرز أهم مخاوف الحكومة بشأن المناخ. لنرى كيف. كان عدد من العاملين في القنصلية هناك أيضاً. بإمكاننا نقل ذلك إلى حكومتنا لنرى في أي مجالات يمكنها أن تقدم المساعدة. 
 
رووداو: أعلم بأن تحضيرات جرت لأشهر تمهيداً لدعوة الوفد لزيارة إقليم كوردستان. هل كانت مجرد زيارة عمل للشركات الأميركية للتعرف على فرص الاستثمار في إقليم كوردستان ودعوة التجار الكورد والعراقيين لزيارة الولايات المتحدة؟ أم كانت هناك رسائل سياسية وراءها؟ 
   
إيرفن هيكس: لم تكن رسالة سياسية في الواقع. لا يمكننا كحكومة أميركية ارغام الشركات الأميركية الخاصة والعامة على الاستثمار في مناطق معينة. ما يمكننا القيام به هو تقديم التسهيلات عندما تكون هناك مصلحة. لذا أقول إنها لم تكن رسالة سياسية، بل رسالة تجارية. المنافسة على الاستثمارات الأميركية قوية، حيث لا يقتصر الأمر على الشرق الأوسط، بل العالم كله. 
 
لذلك عندما تأتي بـ 12 شركة، وتوقف أعمالها التجارية كي تقضي 3 أيام هنا للتعرف على الخطوات التي قامت بها الحكومة ليكون (إقليم كوردستان) جاذباً للاستثمار، أمر مهم جداً. كما أنها ستنقل الصورة إلى الشركات الأخرى عند عودتها. 
 
وكما أشرت، فنحن ننظر إلى التنويع إلى جانب تجارة المنتجات الزراعية، لكنها تشكل بداية مهمة جداً، لأن تنويع الاقتصاد أولوية للحكومة. لذا نتطلع إلى الشراكة، على أن تكون هناك مجالات عمل أخرى، خصوصاً في المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا النظيفة ومواجهة مشاكل التغييرات المناخية، والتي نمتلك فيها القوة.  
 
رووداو: أعتقد بأن وقتي يسمح بطرح سؤال أخير. رافقت وفداً كوردياً إلى فلوريدا. زرنا عدداً من الجامعات. جامعات كانت تجري أبحاثاً كثيرة على تجارة المنتجات الزراعية، الزراعة عموماً. أحد المسائل التي لاحظتها هناك وأثارت اهتمام الأساتذة الأميركيين هو اختلاف الطقس بين إقليم كوردستان وولاية فلوريدا، وإمكانية إجراء بعض الأبحاث في إقليم كوردستان. أذكر ذلك لأسأل عن الفرص المتاحة للتجار الكورد في الولايات المتحدة؟ قد نتمكن يوماً من تصدير سلعنا إلى الولايات المتحدة.. ربما ليس في المستقبل القريب. ما هي الجوانب التي على الشركات الكوردية أن تركز عليها، كي تتمكن من تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة؟
 
إيرفن هيكس: أحد أعضاء الوفد التجاري كان من وزارة الزراعة الأميركية. مقر الفريق في القاهرة. الأمر المهم والمفيد في تلك الزيارة، هو تسليط الأضواء على ما نحتاج اليه كي نتمكن من تصدير المنتجات الغذائية إلى الولايات المتحدة. هذه هي البداية. ندرك بأن لدينا معايير عالية جداً، ثم تأتي المتطلبات التي يجب تلبيتها، بعد ذلك تتأسس العلاقة لتصدير منتج ما.    
 
لدينا مطعم باسم Green Zone لديه الرغبة في استيراد منتجات من إقليم كوردستان. لكن هناك، توجد سيطرة نوعية للمنتجات والتصدير، وهناك تفاصيل مهمة جداً يجب على المرء أن يفهمها.  
 
حول مسألة الجامعات، التقيت مؤخراً رئيسي جامعتي صلاح الدين وبوليتكنيك ووزير التعليم العالي. ما قالوه لنا هو رغبتهم في التوسع من المحاضرات إلى الابحاث. لذلك نقوم بتوفير الفرص لتعريف هذه الجامعات بالجامعات الأميركية، مركزين بشكل خاص على مناطق تينيسي بسبب التوأمة الأخيرة بين أربيل وناشفيل، لكنها نقطة البداية. غرينفيل لديها علاقة مع دهوك. أعلم بأنه في السليمانية ايضاً هناك رغبة في التوأمة، وهذا أمر سنركز عليه في الأشهر والسنوات المقبلة.
   
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

معد فياض وعدنان المفتي

عدنان المفتي لرووداو: رفضت تكليف الاتحاد لتوزيع وثيقة أميركية في بيروت تسيء للشعب الكوردي

تنقل السياسي الكوردي عدنان المفتي كثيرا خارج العراق، من القاهرة التي كان فيها ممثلا عن الاتحاد الوطني الكوردستاني، مرورا لمرات عديدة بدمشق، ومن ثم شبه مستقرا في بيروت، ولندن وبرلين وباريس، عبر تركيا وايران وبجوازات سفر مزورة في الغالب، هذه الرحلات كلها تتعلق بمهام حزبية وبالقضية الفلسطينية.