خبراء لرووداو: هجمات الطائرات المسيرة على أربيل رسائل سياسية موجهة للحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان

27-06-2021
شيرين أحمد كيلو
خبراء لرووداو: هجمات الطائرات المسيرة على أربيل رسائل سياسية موجهة للحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان
خبراء لرووداو: هجمات الطائرات المسيرة على أربيل رسائل سياسية موجهة للحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان
الكلمات الدالة اقليم كوردستان الحكومة الاتحادية طائرات مسيرة
A+ A-

رووداو ديجيتال

تعرض موقعان في محافظة أربيل ليلة الجمعة/السبت، إلى هجوم بأربع طائرات مسيرة دون التسبب بأية خسائر بشرية، وتسبب الهجوم بأضرار لمنزلين وعدد من سيارات المدنيين، فيما بدأت القوات الأمنية بتحقيقاتها.

وحول الطائرات المسيرة واستخدامها في الهجمات، أفاد المحلل الستراتيجي، أعياد الطوفان، لشبكة رووداو الإعلامية بأن الطائرات المسيرة نوعان طائرة صغيرة الحجم وأخرى كبيرة الحجم، وأخطرها تلك الصغيرة لأنها تصنع بسهولة وموادها متوفرة في الأسواق المحلية، ولا تحتاج لتقنية كبيرة في التصنيع.

وعن الطائرات المسيرة صغيرة الحجم، قال الطوفان إن السيطرة عليها تكون من مسافة قريبة لا تزيد عن 35 كم، وكونها تستخدم لعدة أغراض فهي متوفرة في الأسواق.

الطوفان أضاف، أن "الطائرات الكبيرة تكون السيطرة عليها من نقطة بعيدة مثل تلك التي تم استخدامها في اغتيال سليماني والمهندس حيث قيل ان السيطرة عليها كانت من كاليفورنيا، وهي ليست من النوع الذي يستخدمه الحشد الشعبي وإنما تستخدمها الفصائل الولائية والمنفلتة والتي تدعي أنها لا ترتبط بالحشد ولا تعنيها الحكومة".

حول الهدف من تلك الهجمات أشار الطوفان إلى أنها عدة أهداف منها ع"رقلة اتفاق سنجار والسيطرة على تلك المناطق والضغط على الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، لعدم تنفيذ عمليات التنسيق المشترك".

الطوفان أكد أن "خطورة الطائرات الصغيرة في أنها لا تكتشف من خلال الرادارات ومناطق إطلاقها تكون قريبة من الهدف ومدة بقائها في الجو تكون قصيرة وتعتمد على الاستخبارات البشرية لاختيار الأهداف سريعة الاشتعال كمستودعات الذخيرة أو الوقود".

وتابع الطوفان أن هناك طريقتين لمعالجة هذه الطائرات، أحدهما الليزر من خلال إطلاق منظومات ليزرية والدخول إلى خط التواصل بين الطائرة والمتحكم بها بهدف تدميرها أو إجبارها على الهبوط"، مبيناً أن تلك الهجمات من غير الممكن أن تجبر القوات الأميركية على الانسحاب .

بدوره رأى المحلل العسكري اللواء ماجد  جاسم القيسي أن تلك الهجمات تتعلق بالوجود الأميركي في المنطقة، وأن الفصائل المسلحة كانت قد أعلنت بأنها سوف تقوم بعمليات لضرب القواعد الأميركية في العراق. 

القيسي قال لشبكة رووداو الإعلامية: "أعتقد أن هناك فصائل جديدة في المنطقة، بدأت إيران بتشكيلها لصرف النظر عن الفصائل الأخرى المعروفة، وتقوم بهذه الهجمات لإرسال عدة رسائل إلى إقليم كوردستان لمنع وجود القوات الأميركية على أراضيها، والرسالة الأخرى تقول بأنها بإمكانها الوصول إلى أي هدف تسعى إليه والرسالة الثالثة بأنها هي من تسيطر، وهي القوة السائدة في الساحة العراقية".

القيسى أشار إلى أن "استخدام الطائرات المسيرة التي تثير قلقاً لدى الأميركيين، من حيث سهولة الحصول عليها، وصعوبة السيطرة عليها، والتوصل إلى المتحكمين بها، حالياً من قبل المجاميع الصغيرة المرتبطة بجهات خارجية، رغم أن إطلاقها لا يخلف اية أضرار كبيرة هي بهدف إرسال رسائل وليس بهدف التدمير، وللتأثير على القرار السياسي"، مبيناً أن الحلول تتجسد في تقوية الجهد الاستخباري وهو الحل الأفضل.
  
من جهته الخبير العسكري مسعود صالح، قال لشبكة رووداو الإعلامية إن "الجهات التي استهدفت المنطقة سابقاً بالصواريخ هي نفسها التي تهاجم الآن بالطائرات المسيرة، ويستغلون أي فراغ لاستهداف أربيل".
  
واكد صالح على ضرورة توسيع المنظومة الدفاعية، ووضع خطط جديدة في الخطوط الدفاعية بمحيط أربيل، مع تطبيق نظم جديدة لمواجهة الطائرات المسيرة".
 
صالح لفت إلى أن "هناك طرق لكشف الطائرات المسيرة من قبل الكاميرات الكهربائية ووضع أبراج خاصة لها، إلى جانب تقوية التنسيق الاستخباري لذلك على إقليم كوردستان اللجوء الى استخدام قوات خاصة ضد الطائرات المسيرة وتوزيعها في المناطق الهامة".

وتعرض موقعان في محافظة أربيل ليلة الجمعة/ السبت، إلى هجوم بأربع طائرات مسيرة دون التسبب بأية خسائر بشرية، وطمأن محافظ أربيل، أوميد خوشناو، الأهالي بالتأكيد على أن الوضع آمن وأن الأجهزة الأمنية متيقظة، مؤكداً أنه سيتم الكشف عن هوية منفذي الهجوم بأقرب وقت.

قرية براغ في محافظة أربيل استهدافت في الساعة 1:50 من بعد منتصف الليل بثلاث طائرات مسيرة، انفجرت اثنتان من الطائرات المسيرة المحملة بمادة الـ(TNT)  فيما لم تنفجر الثالثة أثناء سقوطها.

يقول عدد من سكان القرية إن الطائرات المسيرة كانت تحلق على علو منخفض حتى أنهم سمعوا هدير تحليقها دون التمكن من رؤيتها بسبب الظلام.

وقال علي كمال وهو أحد سكان قرية براغ لشبكة رووداو الإعلامية: "كان الصوت قريباً وبطيء السرعة، حيث كانت الطائرات تحلق في سماء قريتنا قبل نحو نصف دقيقة من انفجارها، ثم سمعنا دوي انفجار قوي وتكرر صوت انفجار آخر بعد ثوانٍ من الأول".

بحسب تحقيقات القوات الأمنية، فإن الهجوم الذي استهدف أربيل نُفذ من خلال أربع طائرات مسيرة، سقطت ثلاث منها في قرية براغ والأخرى وقعت في منطقة غير مأهولة بجبل تارين. 
 
وأفاد مختار قرية براغ كمال خيلاني بأن الانفجار "أدى إلى انهيار سقوف المنازل وتحطم الأبواب والنوافذ وتهشم سقوف ثانوية، وتصاعد الغبار ولم يعد أحد يدري ما حصل، كان الأطفال والنساء في تلك المنازل، لحسن الحظ لم يصب أحد بأذى، فيما كان أحد المسنين على مقربة متر ونصف المتر من موقع سقوط إحدى الطائرات على عمود منزل، لكنه لم يصب بأذى".
 
وتسبب الهجوم بأضرار لمنزلين وعدد من سيارات المدنيين دون أن يؤدي إلى وقوع أية خسائر بشرية، فيما بدأت القوات الأمنية بتحقيقاتها.

وأشار محافظ أربيل، أوميد خوشناو لشبكة رووداو الإعلامية إلى أنه "لحسن الحظ لم يوقع (الهجوم) أية خسائر بشرية، الأجهزة الأمنية متيقظة، وقد بدأت بالتحقيقات، بالتأكيد سيتم اعتقال منفذي الهجوم ومن يقفون وراءه، والكشف عن هوياتهم لشعب كوردستان بأقرب وقت وبعد إكمال الإجراءات التحقيقية، ومرة أخرى اطمئن أهالي عاصمة إقليم كوردستان بأن أربيل آمنة رغم أن عيون الأعداء عليها دائماً، ومع ذلك لدينا ثقة كاملة بقوات آسايش أربيل التي تقف متأهبة ضد هؤلاء على كافة المستويات".

ووقع الهجوم على بعد ثلاثة كيلومترات من المبنى الجديد للقنصلية الأميركية، وفي بيان لها، أدانت القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية في أربيل الهجوم، عادةً إياه خرقاً لسيادة العراق.

وفي وقت سابق، أصدر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان، توضيحاً بشأن الهجوم على أربيل، بواسطة طائرات مسيرة جاء فيه: "كانت عبارات (السلام عليك يا جمال العراق، بسم الله قاسم الجبارين، ياصاحب الزمان، يا زهراء) مكتوبة على أجنحة الطائرات المسيّرة المنفذة للهجوم".
 
وأكد جهاز مكافحة الإرهاب أن التحقيقات مستمرّة بشأن الهجوم، وسيتم الكشف عنها لكل الأطراف حال الوصول إلى النتائج.

 

 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب