اليوم الأول من الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق

05-03-2021

00:05

مجلس حكماء المسلمين: زيارة البابا ستضمد جراح العراقيين ونتابعها باهتمام

بابا الفاتيكان في كنيسة سيدة النجاة

رووداو ديجيتال

علق مجلس حكماء المسلمين، على زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، الى العراق  مؤكدا أنه "يتابع باهتمام" زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية. 

وقال مجلس حكماء المسلمين في بيان، اصدره اليوم الجمعة (5 آذار 2021) وتلقت شبكة رووداو الاعلامية، نسخة منه، إن زيارة البابا فرنسيس التاريخية، "تأتي لتضمد جراح الشعب العراقي بعد سنوات طويلة من الحروب والدمار، وتمنح العراق والمنطقة الأمل في غد أفضل قائم على التسامح وقبول الآخر". 

وعد البيان أن الزيارة "تمثل فرصة كبيرة لتعزيز السلام، وتبعث برسالة تضامن مع كل ضحايا العنف في المنطقة والعالم".

كما اعتبر أن "حرص البابا على إتمام الزيارة رغم التحديات، يعكس إيمانه بروح الأخوة الإنسانية، ويعد دعوة للتلاقي على المشتركات وإعلاء مبدأ المواطنة التي تساوي بين الجميع، بعيداً عن دعوات الكراهية والطائفية والاحتراب".

ويعد مجلس حكماء المسلمين، الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، هيئة دولية مستقلة، تهدف إلى تعزيز السلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح، يرأسها شيخ الأزهر أحمد الطيب، وتضم في عضويتها نخبة من العلماء.

وتحظى زيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الى العراق واقليم كوردستان، بترحيب عربي ودولي واسع، عادين إياها "خاصة ومميزة"، نظراً لما يشهده العراق ومحيطه الاقليمي من توترات سياسية وأمنية انتجت حروباً طاحنة وأعمال عنف تسببت بقتل وجرح مدنيين وتجويع وتهجير آخرين.

اقرأ المزيد

21:33

حزب الاتحاد السرياني السوري: وفد من رجال الدين قدموا من سوريا إلى بغداد وأربيل للقاء البابا

سنحاريب برصوم
سنحاريب برصوم

رووداو ديجيتال 

كشف الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني في سوريا، سنحاريب برصوم، أن وفداً من رجال الدين قدم من سوريا إلى العاصمة العراقية بغداد، وإلى أربيل عاصمة إقليم كوردستان للقاء بابا الفاتيكان البابا فرانسيس.

وقال برصوم، لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم الجمعة (5 آذار 2021) إن الوفد الذي قدم إلى بغداد وأربيل للقاء البابا فرانسيس يضم رجال الدين، ولم يرافقه أي حزب سياسي سوري، لافتاً إلى "تطلع السوريين لمثل هكذا لقاءات".

وأضاف برصوم، أن "عموم المسيحيين في سوريا تأثروا من سنوات الحرب التي شهدتها بلادنا، وهذا ما يستدعي وقفة جادة من قبل جميع الأطراف في سوريا لحل الازمة الراهنة مستغلين زيارة بابا الفاتيكان للمنطقة". 

وناشد برصوم البابا بالقول: "نريد من قداسة البابا دعوة جميع الأطراف السورية لبناء سوريا الجديدة التي تضمن حقوق المكونات كافة وتترسخ فيها أسس العدالة والمساواة بين الجميع".

وبالحديث عن ملف الهجرة السورية جراء الحرب التي ما تزال مستمرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، أوضح برصوم، أن "هناك مناطق في سوريا تم تهجير أهلها بالكامل، هناك مناطق وضعها غير مستقر على خلاف مناطق اخرى أكثر استقرارا على مستوى سوريا ككل، لذا هدفنا إيجاد دستور جديد يضمن حقوق الجميع في المشاركة في إعادة بناء البلد وحق عودة المهجرين الى ديارهم".

ومنذ اكثر من عشر سنوات تعاني سوريا من مشاكل سياسية داخلية وتدخلات خارجية، كانت نتيجتها حرب طاحنة أودت بحياة آلاف السوريين، وتعول اطراف سورية - دينية وسياسية - على زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إلى العراق لإيصال رسالة المحبة وتجذير مبدأ التعايش السلمي ونبذ العنف في بلادهم.

ويزور قداسة البابا فرانسيس العراق حالياً في زيارة هي الأولى من نوعها التقى خلالها الرئاسات العراقية الثلاث في العاصمة بغداد، قبل أن يتوجه الى كنيسة سيدة النجاة وسط العاصمة لالقاء كلمة هناك.

كما سيصل إلى مدينة أربيل صباح بعد غد الأحد، حيث سيتم استقباله من قبل رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، والسلطات الدينية والمدنية في مطار أربيل يعقبه لقاء مع رئيس إقليم كوردستان في الصالة الرئاسية لكبار الشخصيات في المطار، قبل أن يغادر إلى الموصل وقرقوش، ثم يعود إلى أربيل ظهراً ويترأس "القداس المقدس" في ملعب فرانسو حريري في الساعة الرابعة مساءً بحضور آلاف المصلين. 

اقرأ المزيد

20:04

مستشار رئيس الجمهورية: لزيارة البابا انعكاسات إيجابية ومنها إيقاف هجرة المسيحيين

إسماعيل الحديدي
إسماعيل الحديدي

رووداو ديجيتال 

وصف مستشار رئيس الجمهورية، إسماعيل الحديدي، زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، للعراق بالسابقة الفريدة من نوعها، مؤكداً أن الزيارة ستكون لها آثار إيجابية على البلاد ومنها إيقاف هجرة المسيحيين إلى الخارج.

وقال الحديدي، لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم الجمعة (5 آذار 2021) إن "أنظار العالم تتجه اليوم صوب العراق نظراً لاهمية زيارة البابا له، وعلى الجميع الحرص على استغلال الزيارة للانفتاح على كافة الأديان والطوائف، ومحاربة التطرف والارهاب بهدف التعايش السلمي وإعمار العراق وانتشاله من واقعه الراهن".

الحديدي أضاف أيضاً أن "المكون المسيحي، مكون أصيل في العراق، وزيارة البابا ستسهم في إيقاف الهجرة المستمرة لهذا المكون المهم، فضلاً عن هجرة الإزيديين والصابئة من الذين ينوون ترك البلاد والهجرة خارجه".

يذكر أن المكونات، المسيحية والايزيدين وطوائف أخرى، عمدت الى الهجرة خارج العراق، لما شهده البلد من عنف و"إرهاب"، منذ العام 2003 وحتى الآن، ما أدى إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليون إلى 400 ألف فقط اليوم. اقرأ المزيد

18:30

رئاسة الوزراء تكشف لرووداو عن الفرصة التي توفرها زيارة البابا للعراقيين

حسن ناظم
حسن ناظم

رووداو ديجيتال

نقل المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء حسن ناظم عن البابا فرنسيس الذي يزور العراق، مانصه: لتصمت الأسلحة، كفى عنفاً، كاشفا عن فرصة توفرها هذه الزيارة للعراقيين.

وقال ناظم في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، ان زيارة قداسة البابا الى العراق "لها اهمية تاريخية، وهي أول زيارة لأول بابا الى العراق، وربما لن تحدث الا لزمن بعيد".

واعتقد ناظم ان لدى العراقيين "فرصة ان يكونوا في المشهد العالمي وتسلط الأضواء عليهم، وان تكون هناك رسالة منطلقة من قداسة البابا خاصة في محطته النجفية".

وحسب ناظم ان البابا في النجف "سيرسل رسالة سلام هو والمرجع علي السيستاني تدعو العراقيين جميعا الى بناء بلدهم ونبذ العنف والكراهية"، مشيرا الى انه "نحن احوج مايكون لمثل هكذا رسائل في ظروف تأسيس دولة جديدة".

ورأى المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء ان قداسة البابا بإصراره على اتمام هذه الزيارة وانجازها رغم كل الظروف الامنية، و الاخرى التي تفرضها جائحة كورونا، "يصر ايضا على توجيه رسالته وان يكون بيننا، وان يعضد العراقيين ويعزز فينا قيم العمل والعيش المشترك والتسامح".

وأوضح ناظم ان البابا في كلمته اليوم في اول لقاء له بعد ان حطت طائرته في بغداد وجه هذه الرسالة وقال، "لتصمت الاسلحة، كفى عنفاً، علينا ان نؤسس لتعايش مشترك بين الديانات والمذاهب والطوائف".

اقرأ المزيد

17:30

سفيرة العراق لدى ايطاليا: زيارة البابا تاريخية وتمت بدعم ودولي

صفية السهيل
صفية السهيل

رووداو ديجيتال 

عدت سفيرة العراق لدى ايطاليا صفية السهيل، زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، إلى العراق "تاريخية وهامة" في الظروف الراهنة التي يمر بها العراق والمنطقة، مؤكدةً أنها تمت بدعم دولي. 

وقالت السهيل لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم الجمعة (5 آذار 2021) إن "زيارة البابا تمثل بلسما على جراح العراقيين كافة، من مسيحيين ومسلمين، عربا وكوردا، فضلا عن جميع الاديان والمكونات والمذاهب".  

واعتبرت السهيل، الزيارة من "الاحداث المفصلية في تأريخ العراق المعاصر، لما لها من معان كثيرة، تصب في صناعة السلام لشعب العراق، وشعوب دول الشرق الاوسط كافة".

وتابعت أن "زيارة بابا الفاتيكان، الذي يمثل أكثر من ثلث العالم بما يتعلق باتباعه، من الديانة الكاثوليكية، للعراق تمت بدعم أممي ودولي، هدفها ارسال رسائل المحبة والتآلف والوئام لاستنهاض الهمم".

وختمت السهيل بالقول إن "البابا سيتوجه الى النجف غدًا للقاء (المرجع الديني الاعلى) السيد علي السيستاني"، ومن ثم الى محافظتي نينوى وأربيل.  

اقرأ المزيد

16:59

من داخل كنيسة سيدة النجاة.. البابا يخاطب العراقيين: الصعاب جزء من حياتكم اليومية

بابا الفاتيكان

رووداو ديجيتال

خاطب البابا فرنسيس من داخل كاتدرائية سيدة النجاة جميع العراقيين بالقول: الصعاب جزء من حياتكم اليومية.

وتوجه البابا فرنسيس الجمعة من كاتدرائية سيدة النجاة في العراق التي استهدفت في 2010 باعتداء تخللته عملية احتجاز رهائن انتهت بمقتل 53 شخصا، إلى المسيحيين قائلا "نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة هذه، ونتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب غاليًا".

البابا قال في كلمته: أعانقكم جميعاً بمودة أبوية وأشكر الله على لقائنا اليوم، مضيفا، "أنتم بصفتكم أساقفة وكهنة جميعاً تشاركون بأفراح المؤمنين وهمومهم".

وتابع: نحن نعلم كم هو سهل أن نصاب بفيروس الإحباط ومع ذلك منحنا الله لقاحاً له، متوجها الى العراقيين بالقول، "الصعاب جزء من حياتكم اليومية أيها العراقيون"، مؤكدا ان "الصعاب جعلت الكثيرين من العراقيين يهاجرون بلدهم".

واكد بابا الفاتيكان على "شراكة واحدة مع الجميع"، معتبرا ان "شهادة الوحدة الأخوية مهمة".

والتقى البابا في الكنيسة الواقعة في العاصمة العراقية أساقفةً وكهنة ورهبانًا وراهبات ومعلمي تعليم مسيحي ومسؤولين علمائيين في الكنيسة. وكان التقى فور وصوله الى بغداد الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

اقرأ المزيد

16:20

برهم صالح مخاطباً البابا: إصراركم على زيارة العراق رغم الظروف العصيبة تُضاعف قيمة الزيارة

برهم صالح
برهم صالح

رووداو ديجيتال 

دعا رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى أن يكون العراق ساحة للتوافق والتعاون بين دول المنطقة، وركنا أساسياً في منظومة إقليمية قائمة على أساس احترام السيادة، مؤكداً أن زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق تأتي في ظل ظروف عصيبة ما "يضاعف قيمة الزيارة لدى العراقيين". 

وقال صالح خلال كلمته في قصر السلام، بحضور البابا فرنسيس، اليوم الجمعة ( 5 آذار 2021 ): "يجب مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ودعم التعايش والتنوع، وهو افضل هبة نمنحها للأجيال القادمة".

وأضاف: "للأسف يعيش العالم اليوم في زمن الاستقطابات والتقاطعات، والشرق الأوسط يواجه ازمة في التعايش والقبول بالآخر بسبب التوترات والإرهاب، وهو ما يهدد مستقبل الجميع".  

وأردف صالح مخاطباً البابا الذي وصل إلى بغداد في وقت سابق اليوم في إطار زيارة رسمية تستمر حتى الإثنين المقبل وتشمل إلى جانب العاصمة العراقية بغداد، كلاً من ذي قار والنجف وأربيل ونينوى بالقول: "مرحباً بكم في بلاد وادي الرافدين، في أور موطن إبراهيم أبو الأنبياء والمدينة التي ابتكرت الكتابة".

مثمنا الزيارة بالقول: "إصراركم على زيارة العراق رغم مصاعب الوباء، والظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا، تُضاعف قيمة الزيارة لدى العراقيين".  
  
واستذكر الرئيس العراقي، أمام بابا الفاتيكان، موقف جنود عراقيون أعادوا صليب إحدى كنائس الموصل الى مكانه وتأدية التحية له، بعد تحريرها من داعش عام 2017. 

ومنذ بداية حبريته قبل ثماني سنوات، وجه البابا فرنسيس رسائل إلى الشعبين العراقي والسوري المتجاورين واللذين عاشا لعقود تحت وطأة الحرب.
 
ومن المقرر أن يقيم البابا يوم الأحد قداساً في اربيل بملعب فرانسو حريري، وسيمر أيضاً بالموصل معقل تنظيم داعش السابق في شمال البلاد.
 
وللمرة الأولى في التاريخ، سيستقبل المرجع الديني علي السيستاني، البابا يوم السبت في مدينة النجف.

و في ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح:
"بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

باسمي، ونيابةً عن السيداتِ والسادة الحضور..

وعن العراقيين بمختلفِ تنوّعِهم وانتماءاتِهم العريقة..

نرحبُ بكم يا "قداسةَ البابا"..


من عظيمِ سعادتِنا أن تكونَ بيننا هنا في العِراق.. في بلادِ وادي الرافدين.. في بلادِ الأنبياء وأديانِ السماء.. فمرحباً بكم في بغداد دارِ السلام.

مرحباً بكم في مدنِ العراق الأخرى، في النجفِ الأشرف، في الموصلِ الحدباء، في أربيلَ القلعة والمنارة، وفي قرقوش الايمان والكنيسة..

مرحباً بكم في أور، مدينتِنا الأولى التي ابتكرت الكتابةَ وتكرّمت بولادةِ النبي إبراهيم (عليه السلام) أبي الأنبياء، فكانت المدينةَ التي تهفو لها قلوبُ البشر من جميعِ الدياناتِ السماوية.

إن دورَكم الكبير في الدعوةِ إلى السلامِ والعدالةِ الاجتماعية ومواجهةِ الفَقر.. وسعيَكم الحثيث من أجلِ التأكيد على الحوارِ والتعايشِ والأخوّة الإنسانية، هو موضعُ اعتزازٍ وتقدير، ورسالةٌ مُلهِمة للجميع بما تنطوي عليه من مسؤوليةٍ نبيلة تجاه الحياةِ والإنسان.

شكراً جزيلاً قداسة البابا لاستجابتِكم لدعوتِنا دعوة العراقيين وتكرُّمِكم بالزيارة التي نُقدّر بُعدَها التاريخي والديني والإنساني المهم، وهي دليلُ حرصِكم على العراق.

ففي لقاءاتِنا السابقة في الفاتيكان شعرتُ بمدى اهتمامِكم ببلدِنا، وتلمستُ متابعتَكم وتألمَكم العميق للمأساةِ التي عاشها العراقيون، والمعاناةِ التي تحمّلوها جرّاءَ الحروبِ والعنف والتدخلات الخارجية.

يشعرُ العراقيون بالاعتزاز لقداستِكم حيث تحلّ بينهم ضيفاً كريماً عزيزاً رغم التوصياتِ الكثيرة لكم بتأجيلِ الزيارة بسببِ الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العالمُ بسبب جائحة كورونا، وبالرَغمِ أيضاً من الظروفِ الصعبة التي يمرّ بها بلدُنا الجريح، إذ إن تجاوزَ كلِّ هذه الإعتبارات يضاعفُ قيمةَ الزيارة في وجدانِ العراقيين.

على الرغم من عواصفِ العنفِ والاستبدادِ والشمولية التي اجتاحت بلادَنا في مراحلَ من تاريخِنا، يفخرُ العراقيون في أنهم عاشُوا لقرونٍ طويلة في مدنٍ متنوعةِ الانتماء، حيثُ نجدُ المسلمَ والمسيحيَّ واليهودي والصابئي والإيزيدي متجاورين ومتآخين في المدينةِ الواحدة، والحيِّ الواحد، وتتجاورُ الكنائسُ مع المساجدِ والحسينيات، حيث يلتقي قرعُ الناقوس مع صوتِ الاذان في سماءِ العراق.

وكما يعتزّ العراقيون بأنهم حُماة الكنائس، فبعد اعتداءِ الإرهابيين على كنيسةِ سيدةِ النجاة، هبَّ الشبانُ المسلمون جنباً إلى جنب مع إخوتِهم الشبانِ المسيحيين، وكان العراقيُّ المسلمُ، بهذا الموقف، يُدرك أن مسؤوليتَه الوطنية والإنسانية تُملي عليه الدفاعَ عن الكنيسة بمثلِ ما يدافعُ به عن بيتِه وأماكنِه المقدسة.

وكذلك من مشاهدِ تحرير الموصل التي لا تُنسى، ويَحضَرُ دائماً في الوجدان مشهدٌ لكنيسةٍ في الموصل عاثَ بها الدواعش الإرهابيون، في هذا المشهد الذي شاهده العالم، يظهرُ جنودٌ مسلمون، يغطّي ملامحَهم وملابسَهم ترابُ المعارك، وهم يحملون الصليبَ على أكتافِهم ليعيدوه إلى حيثُ مكانِه المقدس في الكنيسة بعد تحريرِها، بينما يقفُ ضابطُ باحترام وتوقير وهو يؤدّي التحيةَ العسكرية لتمثالِ السيدةِ مريم والسيدِ المسيح (عليهما السلام).

هذه قيمةٌ إنسانية، عميقةٌ بدلالتِها، وهي قيمة تربوية متأتية من إيمانِ عموم العراقيين بان رابطةَ التنوع والتعايشِ السلمي قيمةٌ عليا راسخة في بلدِهم كرسوخِ النخلةِ في ثرى وطنِهم عبر آلافِ السنين.

‏‎في نشأةِ الرسالةِ الإسلامية احتضنت المسيحيةُ الإسلامَ وحمت المسلمين حينما هاجروا إلى الحبشة، فقال النجاشيُّ المسيحيُّ لجعفر المسلم المستضعف: يا جعفر ليس بيننا وبينكم اكثرُ من هذا الخط. وفي بواكيرِ الدولةِ الإسلامية حينما كان الإمامُ علي (عليه السلام) يحكم من العراق نستحضرُ قولَه الإنسانيَّ البليغ: "النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ".

هذا هو تاريخُنا الملهِمُ للتعايشِ السلمي والمحبةِ والاخاءِ الإنساني.. وهذا هو حاضرُنا المُنتج لتلك القيمِ العليا والنبيلة.

للأسف، يعيش عالمُنا اليوم في زمنِ التقاطعات والاستقطابات، حيث تفقد أجزاءٌ واسعة منه وخصوصاً في الشرق، قابلياتِ التعددِ والتنوعِ والقبول بالرأي الآخر، ويُغذّي هذا المسار، الإرهابُ والتحريضُ على العنف وخطابُ الكراهية، وارتكابُ الفظائع بذرائعَ لا تمِتُّ بصلةٍ لروحِ الرسالةِ السماويةِ السمحاء، وهذا ما يهدّدُ مستقبلَنا جميعاً.

لذلك لابد من مواصلةِ العملِ لمكافحةِ الفكرِ المتطرف واستئصالِ جذورِ الإرهاب، والانتصارِ لمفاهيمِ التعايشِ وعنصرِ التنوع الذي تزخر به أوطانُنا، وتحويلِه الى عنصرِ قوةٍ وتماسك، إذ إن ترسيخَ هذه المفاهيم أضحى مطلباً ملّحا للغاية في عالمِنا اليوم، وهو أفضلُ هِبة نمنحها لمُستقبل أجيالِنا القادمة.

لعقود من الزمن كان شعبُنا ضحيةَ حروبٍ عبثية وسياساتِ قمعٍ لم يعرف لها التاريخُ مثيلاً، جرى خلالها إعدامُ واغتيال وتغييب مصائر مئاتِ آلالافِ من العراقيين من جميعِ الانتماءات، واستخدامُ الدكتاتوريةِ للأسلحةِ الكيمياوية في حلبجة، وما رافقها من حملاتِ الإبادة في الانفالِ فی کردستان والمقابرِ الجماعية في مدنِ الجنوبِ والوسط، وما حصل من تجفيفٍ للأهوار وتدميرٍ اجرامي ورهيبٍ للبيئة.

وانتهى المآلُ بالعقدين الأخيرين حيث عشنا خلالَهما أكبرَ حربٍ ضد الإرهاب، دُمرت فيها مدنٌ وتحطم اقتصادُها وتهجرت عوائلُها وسُبيت فيها نساء، وهُدِّمت كنائس وأُحرقت حقول ونُهبت آثارٌ ثمينة، وارتُكبت أبشعُ الانتهاكات بحقّ الايزيديات والتركمانیات، وأفظعُ المجازر في سنجار وسبايكر، واُستُهدفَ المسلمون والمسيحيون والايزيديون والصابئة والكاكائيين وغيرُهم من مكونات هذا الشعب.

نترحم على أرواح ضحايا الاستبداد والإرهاب، ونستذكر شهداء الحرية ومحاربة الإرهاب من جيشنا وقواتنا المسلحة المختلفة من الشرطة والحشد والبيشمركة ومن المدنيين الذين ضحوا من أجل هذا الشعب، بل لجموع الإنسانية.

هذه مآسٍ كان كلُّ الشعب ضحيتَها، لكننا نشير بشكلٍ أخص إلى المعاناةِ الكبيرة لإخوانِنا المسيحيين ممن اضطُروا لمغادرةِ ديارِهم ووطنِهم، وكان هذا بعضاً من معاناةِ المسيحيين في أكثرَ من بلدٍ في الشرقِ الأوسط.
كانت أعواماً عصيبة مرّت على العراق، ولا تزال أمامنا تحدياتٌ جِسام في تحقيقِ مطلبِ مواطنينا في إصلاحٍ بنيوي لمنظومةِ الحكم في بلادنا، والنهوضِ للبناءِ وترسيخِ العدل الاجتماعي وتوفيرِ فرصِ العمل لشبابِنا وتأكيدِ الأمنِ والحريات وتعزيزِ سيادةِ بلدنا.

في منطقتِنا هناك بلدانٌ تخسر الدماءَ وفرص البناء، وهناك مَن يخسرُ الأموال، الكلّ خاسر في هذه الفوضى السوداء ولا حلَّ إلا في الحوارِ والتعاون من أجلِ الأمنِ المشترك وحقوقِ مواطنينا.

التئامُ الجُرحِ العميق الذي أصاب العراقَ يستدعي منا الرعايةَ والحرصَ على أن يكونَ العِراقُ ساحةً للتوافق، وجسراً للتواصلِ والتعاونِ بين دول المنطقة، لا ساحةً للصراعِ والتناحر، وأن يكون العراق مستقلاً ذا سيادةٍ كاملة غيرِ منقوصة، وركناً أساسياً من أركان منظومةٍ إقليمية، قائمة على أساسِ احترامِ السيادة وحقوقِ الإنسان والتعاونِ الاقتصادي.

سيداتي سادتي..

إن مسيحيي العراق.. مسيحيي الشرق.. أهلَ هذه الأرض وملحَها، وقفوا الى جنب إخوانِهم من كلِّ الطوائف لمواجهةِ شتى التحديات، وكانت إسهاماتُهم التاريخية والحضارية بليغةَ الأثر وعميقةَ الجذور، وانصهرت في بناءِ مجتمعاتِنا، وانتجت تلك العادات والتقاليد والقيمِ الشرقية الأصيلة.

لقد تعرّض مسيحيو الشرق خلال الفتراتِ الماضية لأزماتٍ مختلفة، عملت على تحجيمِ وجودِهم، والدفعِ بهم إلى الهجرة، وبلا شك، فإن استمرارَ هجرة المسيحيين إلى جانب مكوناتٍ دينية وقومية أخرى، من بلدان المنطقة ستكونُ له عواقبُ وخيمة على قيمِ التعددية والتسامح، بل وأيضاً على قدرةِ شعوبِ المنطقة نفسِها في العيشِ المشترك. فلا يمكن تصورُ الشرق بلا المسيحيين.

لن يتأكدَ أيُّ نجاحٍ ما لم تبدأ حركةُ عودةِ المهجّرين والمغتربين من بلدانِ اللجوء من دون قسرٍ أو إكراه، ويتطلب ذلك عملاً حثيثاً للتنميةِ الاقتصادية واستتبابِ الأمنِ في كلِّ المِنطقة، وبما يحقق بيئةً وطنية جاذبة لأبنائِها من المهاجرين والمغتربين، وفي المقدمة منهم المسيحيون والإيزيديون والصابئة.

أيضاً لنا أن نقف ونؤكد أن ظروفُ الحياة تحت تهديد كوفيد 19 أكدت أن العالمَ بحاجةٍ إلى السلام والتكاتفِ معاً، والابتعادِ عن الاستقطاباتِ والتقاطعات المختلفة، وذلك لتسخيرِ الإمكاناتِ الجماعية لصالحِ التقدّمِ بما يخدم الحياةَ والإنسان.

اليوم، وفي ما يحلُ بيننا في العراق، قداسةُ البابا ضيفاً عزيزاً كريماً، فإنها فرصةٌ تاريخية لجعلِها مناسبة لإعادةِ التأكيد على قيمِ المحبةِ والسلام والعيشِ المشترك وقبولِ الآخر ودعمِ التنوع الذي تنعمُ به بلدانُنا، عبر مبادراتٍ إنسانية يصل صداها إلى العالمِ اجمع، فهذه القيمُ الإنسانية قابلة للتعاون والعمل المشترك على تحقيقها.

نحن أحفادُ النبي إبراهيم (عليه السلام)، اتباعُ الدياناتِ السماوية، من العراقيين وغيرهم، لا يمكنُ لنا القبولُ بأن يُمارس الإرهابُ والتطرف باسم الدين، ولا يمكن ان نرضى بالظلمِ أيضاً.

يستحق العراقيون أكثرَ مما هم عليه الآن، في بلدٍ أنعم الله عليه بالخيرات وبموقع متميز يمكّنهُ ليكونَ محطةَ أمنٍ واستقرارٍ وسلام. فالعراقُ يستحقُّ الأفضل، والمستقبلَ الواعد لمواطنيه، والمنطقةُ تستحق أفضلَ بكثير. وبتعاونِ الخيرين والمخلصين سنتمكنُ من ذلك، إن شاء الله.

وأتمنى قداسة البابا بمناسبةِ هذه الزيارة المباركة أن تتمَّ متابعةُ لمبادرةٍ تأسيسِ (بيت إبراهيم للحوار الديني)، وتشكيلِ مؤتمر أو ندوة دائمة للحوارِ بإشراف مندوبين من الفاتيكان والنجفِ والأزهر والزيتونة والمراكزِ الدينية الكبرى التي تبحثُ في التاريخِ المشترك والمختلفِ فيه في ضوءِ المتونِ المقدسة والتراثِ المسماري.

قداسةَ البابا....

إننا نلملمُ جراحَنا وها أنتم يا قداسةَ البابا تضمدونَها معنا.

شكراً لكرمِ هذه الزيارةِ التاريخية.. ولما تقومون به من أجلِ خيرِ الإنسانِ على الأرض.

أتشرفُ بدعوتِكم للتحدث إلى هذا الجمعِ الكريم، ومن هنا إلى العراقيين جميعاً، قداسة البابا".

و في ما يلي نص كلمة قداسة البابا فرنسيس:

"السيد فخامة الرئيس،

أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي،

السلطات الموقرة،

ممثلي المجتمع المدني،

سيداتي وسادتي.

إني ممتن لإتاحة الفرصة لي لان أقوم بهذه الزيارة الرسولية، التي طال انتظارها والشوق إليها الى جمهورية العراق. أنا ممتن لأني استطعت أن آتي الى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا، من خلال أبينا إبراهيم والعديد من الأنبياء، بتاريخ الخلاص والتقاليد الدينية الكبرى، اليهودية والمسيحية والإسلام.

أشكر السيد الرئيس الدكتور برهم صالح على دعوته لي، وعلى كلمات الترحيب الطيبة التي وجهها لي، باسمه وباسم السلطات وشعبه الحبيب. أحيي أيضا أعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المجتمع المدني.

أوجه تحية حارة الى الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وجميع المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية. جئت حاجاً لاشجعهم في شهادتهم للايمان والرجاء والمحبة، في وسط المجتمع العراقي.أحيي أعضاء الكنائس الأخرى والجماعات الكنسية المسيحية، والمؤمنين المسلمين وممثلي سائر التقاليد الدينية. ليمنحنا الله ان نسير معاً، اخوة واخوات، في "القناعة الراسخة بان التعاليم الصحيحة للاديان تدعو الى التمسك بقيم السلام والتعارف المتبادل والأخوى الإنساني والعيش المشترك.

تأتي زيارتي في زمن يحاول فيه العالم بأسره أن يخرج من أزمة جائحة فيروس كورونا، والتي لم تؤثر فقط على صحة العديد من الناس، بل تسببت أيضا في تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعاني أصلا من الهشاشة وعدم الاستقرار. تتطلب هذه الأزمة جهودا مشتركة من كل واحد، لاتخاذ العديد من الخطوات الضرورية، بما في ذلك توزيع عادل للقاح يشمل الجميع. وهذا لا يكفي: هذه الأزمة، هي قبل كل شيء دعوة الى إعادة التفكير في أنماط حياتنا، وفي معنى وجودنا.


وهذا يعني أن نخرج من زمن المحنة هذا افضل مما كنا عليه من قبل، وان نبني المستقبل على ما يوحدنا وليس على ما يفرق بيننا.

على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب ومن صراعات طائفية تقوم غالبا على أصولية لاتستطيع أن تقبل العيش معا في سلام، بين مختلف الجماعات العرقية والدينية، بمختلف الأفكار والثقافات. كل هذا جلب الموت والدمار، وأنقاضا ما زالت ظاهرة للعيان، وليس فقط على المستوى المادي. فالاضرار أعمق بكثير في القلوب، إذا فكرنا في الجروح التي مست قلوب الكثير من الناس والجماعات، التي تستغرق سنوات للشفاء. وهنا من بين الكثيرين الذين عانوا وتألموا، لا يسعني إلا أن اذكر الايزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر.

لذلك إذا استطعنا نحن الآن ان ننظر بعضنا الى بعض مع اختلافاتنا، وكأعضاء في العائلة البشرية الواحدة، يمكننا ان نبدأ عملية إعادة بناء فعالة، ويمكننا تسليم عالم افضل للأجيال القادمة، اكثر عدلا واكثر إنسانية. في هذا الصدد فان الاختلاف الديني والثقافي والعرقي الذي ميز المجتمع العراقي، مدة آلاف السنين، هو عون ثمين للاستفادة منه، وليس عائقا للتخلص منه. والعراق اليوم مدعو الى أن يبين للجميع، وخاصة في الشرق الأوسط، ان الاختلافات، بدلا من ان تثير الصراعات، يجب ان تتعاون في وئام في الحياة المدنية.

يحتاج العيش الاخوي معا الى حوار صابر وصادق، يحميه العدل واحترام القانون. إنها ليست مهمة سهلة: إنها تتطلب جهدا والتزاما من الجميع للتغلب على روح العداء والمجابهات، وتتطلب أن نكلم بعضنا بعضا انطلاقا من أعمق هوية تجمعنا، وهي هوية أبناء الله الواحد والخالق. على أساس هذا المبدأ فأن الكرسي الرسولي في العراق وفي كل مكان، لا يتعب أبدا من مناشدة السلطات المختصة لمنح الاعتراف والاحترام والحقوق والحماية لكل الجماعات الدينية. إنني أقدر الجهود التي بذلت بالفعل في هذا الاتجاه، وأضم صوتي إلى صوت الرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة، حتى يستمروا في مسعاهم لخير البلد ومنفعته.

إن المجتمع الذي يحمل سمة الوحدة الأخوية، هو مجتمع يعيش أفراده متضامنين فيما بينهم. "يساعدنا التضامن على رؤية الآخر، بمثابة قريب لنا، ورفيق للدرب". التضامن فضيلة تحملنا على القيام بأعمال ملموسة للرعاية والخدمة، مع إيلاء اعتبار خاص لأكثر الناس ضعفا وحاجة.

أفكر في الذين فقدوا نتيجة العنف والاضطهاد والإرهاب عائلاتهم وأحبائهم وبيوتهم وممتلكاتهم الأساسية. وأفكر في جميع الذين يكافحون كل يوم بحثا عن الأمن وعن الوسائل التي تمكنهم من المضي قدما، بينما تزداد البطالة والفقر. ان معرفتنا بمسؤوليتنا تجاه ضعف الآخرين ينبغي أن تلهم كل جهد لخلق إمكانات عملية على الصعيدين الاقتصادي والتربوي وكذلك للعناية بالخليقة، بيتنا المشترك.

بعد الأزمة لا يكفي إعادة البناء بل يجب أن يتم بشكل جيد، حتى يتسنى للجميع التمتع بحياة كريمة. لا نخرج من الأزمة كما كنا من قبل، اما نخرج في حالة أفضل أو أسوأ.

بصفتكم مسؤولين سياسيين ودبلوماسيين، أنتم مدعوون إلى تعزيز روح التضامن الأخوي هذا. من الضروري التصدي لآفة الفساد، وسوء استخدام السلطة، وكل ما هو غير شرعي. ولكن هذا لا يكفي. يبنغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك بهذه الطريقة، يمكن أن يزداد الاستقرار وأن تتطور سياسة سليمة قادرة على أن تقدم للجميع وبخاصة للشباب وهم كثر في هذا البلد الأمل في مستقبل أفضل.

السيد الرئيس، والسلطات الموقرة، والأصدقاء الأعزاء، لقد أتيت بصفة تائب يطلب المغفرة من السماء ومن الأخوة، للدمار الكثير وقسوة البشر. أتيت حاجاً يحمل السلام باسم السيد المسيح أمير السلام. كم صلينا في هذه السنين من أجل السلام في العراق، لم يوفر البابا القديس يوحنا بولص الثاني المبادرات، ولا سيما الصلوات وآلالام من أجل السلام. والله يصغي، وانه يصغي دائما، علينا نحن أن نصغي اليه، وأن نسير في طريقه. لتصمت الأسلحة ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان، ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام، للصغار والفقراء والبسطاء الذين يريدون أن يعيشوا ويعملوا ويصلوا في سلام. كفى عنفاً وتطرفاً وتحزبات وعدم تسامح، لنعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معاً هذا البلد في الحوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبنّاءة. لنعط المجال لمن يلتزم السعي من أجل المصالحة والخير العام، وهو مستعد أن يضع مصالحه جانبا.

حاول العراق في هذه السنوات إرساء الأسس لمجتمع ديمقراطي. من أجل هذا، من الضروري أن نضمن مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وأن نؤمن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. يجب إلا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية. أشجع الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن في هذا الاتجاه، وأرجو أن تتعزز الطمأنينة والوئام.

على المجتمع الدولي أيضا أن يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في هذه الأرض وفي كل الشرق الأوسط. رأينا ذلك الصراع الطويل في سوريا المجاورة وقد مرت الآن عشر سنوات على بدايته، أن التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها دعوة ملّحة. إنها تقضي تعاونا على نطاق عالمي حتى تواجه أيضا عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان.

أشكر الدول والمنظمات الدولية التي تعمل الآن في العراق لإعادة الإعمار وتقديم المساعدة إلى  اللاجئين والنازحين، وللذين يصعب عليهم العودة إلى بيوتهم، ولأنها توفر الغذاء والماء والمأوى والخدمات الصحية في البلد وكذلك البرامج الهادفة الى المصالحة وبناء السلام. وهنا لا يسعني إلا أن اذكر الوكالات العديدة، ومن بينها العديد من الوكالات الكاثوليكية التي ظلت منذ سنوات تساعد السكان المدنيين بالتزام كبير. أن تلبية الاحتياجات الأساسية للعديد من الاخوة والاخوات هو عمل محبة وعدل، ويسهم في سلام دائم. أتمنى إلا تسحب الدول يد الصداقة والالتزام البنّاء الممدودة الى الشعب العراقي، بل تواصل العمل بروح المسؤولية المشتركة مع السلطات المحلية، من دون أن تفرض مصالح سياسية أو أيديولوجية.

الدين بطبيعته، يجب أن يكون في خدمة السلام والاخوة. لا يجوز استخدام اسم الله "لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش". على العكس من ذلك، أن الله الذي خلق البشر متساوين في الكرامة والحقوق، يدعونا الى أن ننشر المحبة والإحسان والوئام. في العراق أيضا تريد الكنيسة الكاثوليكية أن تكون صديقة للجميع، وأن تتعاون من خلال الحوار بشكل بنّاء مع الأديان الأخرى، من أجل قضية السلام. ان وجود المسيحيين العريق في هذه الأرض وإسهاماتهم في حياة البلد يشكّل إرثا غنيا، ويريد أن يكون قادرا على الاستمرار في خدمة الجميع. ان مشاركتهم في الحياة العامة، كمواطنين يتمتعون بصورة كاملة بالحقوق والحريات والمسؤوليات، ستشهد على ان التعددية الدينية والعرقية والثقافية السليمة، يمكن ان تسهم في ازدهار البلد وانسجامه.

أيها الأصدقاء الأعزاء أود أن اعبر مرة أخرى عن شكري الصادق لكل ما صنعتموه وما زلتم تصنعونه من اجل بناء مجتمع مؤسس على الوحدة الأخوية والتضامن والوئام. خدمتكم للخير العام عمل نبيل. اسأل الله القدير ان يؤيدكم في مسؤولياتكم، وان يرشدكم جميعا على طريق الحكمة والعدل والحقيقة. لكل واحد منكم، ولعائلاتكم واحبائكم  وللشعب العراقي بأسره، اسأل الله وافر البركات الإلهية. شكراً".

 
اقرأ المزيد

15:50

بأول كلمة له في العراق.. البابا يدعو إلى التسامح ومكافحة الفساد وإسكات الأسلحة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

ا ف ب - رووداو 

ألقى بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، كلمة "تاريخية" داخل القصر الجمهوري في بغداد، برفقة رئيس الجمهورية برهم صالح، دعا فيها إلى التسامح والتصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة ووضع حد لانتشار الأسلحة.

 وأطلق البابا فرنسيس نداء صارخاً بعد وقت قصير من وصوله الى العراق في زيارة تاريخية غير مسبوقة الى بلد دمرته الحروب والنزاعات، قائلا "لتصمت الأسلحة!"، مشدداً على "الإرث الغني" الذي يشكله وجود المسيحيين.

وفي ظل تدابير أمنية مشددة، تنقل موكب البابا وحده في طرق فارغة بسبب الحجر الإلزامي الذي فرضته السلطات خلال الأيام الثلاثة التي ستستغرقها زيارته للوقاية من كورونا. ووضع البابا البالغ من العمر 84 عاما والذي تلقى اللقاح ضد فيروس كورونا في الفاتيكان قبل أسابيع، كمامة، مشددا على أهمية "أن نخرج من زمن المحنة هذا"، زمن الجائحة، "أفضل ممّا كنا عليه من قبل، أن نبني المستقبل على ما يوحّدنا وليس على ما يفرّق بيننا".

وجدّد البابا التأكيد أنه يأتي "بصفة تائب يطلب المغفرة من السماء ومن الأخوة للدمار الكثير وقسوة البشر"، و"حاجا يحمل السلام".

ويحمل البابا خلال زيارته رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذراً في التاريخ في المنطقة والتي عانت لعقود ظلما واضطهادات، ويسعى الى تعزيز تواصله مع المسلمين.

وسيعبر الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي خلال زيارته مسافة 1445 كيلومترا في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً. ومن أبرز المحطات النجف الأشرف حيث سيلتقي المرجع الشيعي، علي السيستاني (90 عاما) الذي لم يظهر علنا بتاتا.

- "كفى عنفا" -

وفور وصوله، تطرق إلى كل المواضيع الحساسة والقضايا التي يعاني منها العراق خلال لقائه الرئيس العراقي برهم صالح. وقال " لتصمت الأسلحة! ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!".

وأضاف: "كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معا هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة".

ودعا إلى "التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي" بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف الى الشارع محتجين على الطبقة السياسية الفاسدة في نهاية 2019.

وقال: "ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك" من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.

وفي إشارة الى المسيحيين الذين يشكلون واحداً في المئة من السكان، شدّد على ضرورة "ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وأن نؤمن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين"، قائلا "يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية".

وسمى الإزيديين، "الضَّحايا الأبرياء للهجمية المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".

وتعرض الإزيديون للقتل والخطف والسبي والعبودية والاضطهاد خلال سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من العراق بين 2014 و2017.

وفي بلد يشهد توترات حادة وتبادل رسائل وتصفية حسابات بين قوى خارجية عدة على رأسها الولايات المتحدة وإيران، قال البابا: "أتمنى ألا تسحب الدول يد الصداقة والالتزام البناء الممدودة إلى الشعب العراقي، بل تواصل العمل بروح المسؤولية المشتركة مع السلطات الحلية دون أن تفرض مصالح سياسية أو أيديولوجية".

وبعد لقائه مع الرئيس العراقي، بدأ البابا الشق الروحي والشعبي من زيارته.

- كاتدرائية سيدة النجاة -

وعصر الجمعة، توجه البابا الى كاتدرائية سيدة النجاة الكاثوليكية التي شهدت في عيد جميع القديسين في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، عملية احتجاز رهائن انتهت بسقوط أكبر عدد ضحايا في المجازر التي استهدفت مسيحيي العراق، إذ قتل خلالها 44 شخصا كانوا في الكنيسة وكاهنان وسبعة عناصر أمن.

وسيزور السبت والأحد النجف وأور وإربيل والموصل وقراقوش.

وسيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشة التلفزيون، وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصاً استعداداً للزيارة، بالإضافة الى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم داعش الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليها وتحرير العراق منها منذ 2017.

وستغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء كورونا، الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، مع استثناء خلال القداس الذي سيحييه الأحد في الهواء الطلق في أربيل بحضور نحو آلاف الأشخاص حجزوا أماكنهم مسبقا للمشاركة فيه، علما أن المكان يتسع لعشرين ألفا.

وأكدت السلطات العراقية أنها اتخذت كل التدابير الأمنية "برا وجوا".

واستهدف هجوم صاروخي الأربعاء قاعدة عسكرية تأوي جنودا أميركيين في غرب البلاد، في آخر عملية من نوعها في إطار سلسلة هجمات ضد مصالح أميركية خلال الأشهر الماضية، وعلى خلفية توتر أميركي إيراني ينعكس على أرض العراق حيث للطرفين وجود ونفوذ، وتتبنى عادة هذه الهجمات مجموعات شيعية مسلحة موالية لإيران، لكن أحد هذه الفصائل، "أولياء الدم"، أعلن أمس هدنة بمناسبة زيارة البابا.

وبالإضافة الى المشاكل الأمنية، يعاني العراق من أزمة سياسية واقتصادية جعلت نسبة الفقر تصل الى أربعين في المئة من السكان البالغ عددهم أربعون مليونا.

ويشكو المسيحيون أيضاً من تمييز وعدم الحصول على مساعدة من الحكومة لاستعادة منازل لهم وممتلكات صودرت خلال النزاع على أيدي مجموعات مسلحة نافذة.

رغم ذلك، يدعو البابا المسيحيين للبقاء على أرضهم.

وأدت سنوات من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم.

لكن بالنسبة للكاردينال ليوناردو ساندري الذي يرأس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان ويرافق البابا في زيارته، فإن "شرقاً أوسط بدون المسيحيين، هو أشبه بطحين تنقصه الخميرة والملح".

ويلتقي البابا السيستاني غدا السبت في منزله المتواضع المكون من طابق واحد.

وسيشارك في لقاء يجمع ممثلين عن الأديان والمذاهب المختلفة بمن فيهم الإزيديون والصابئة.

وقال البابا في كلمته أمام الرئيس: "إنّ وُجود المسيحيين العريق في هذه الأرْض وإسْهامهم في حياة البلد يشكّل إرثاً غنياً"، مضيفاً "إنّ مشاركتهم في الحياة العامّة، كمواطنين يتمتعون بصورة كاملة بالحقوق والحريات والمسؤوليات، ستشهد على أنّ التعددية الدينية والعرقِية والثقافية السليمة، يمكن أنْ تسْهم في ازدهار البلد وانسجامه.

اقرأ المزيد

15:23

برهم صالح يستقبل البابا فرنسيس

برهم صالح يستقبل البابا

رووداو ديجيتال 

استقبل رئيس الجمهورية برهم صالح، البابا فرنسيس، بعد وصوله إلى العاصمة العراقية بغداد.

وجرى استقبال البابا فرنسيس في قصر بغداد، ظهر اليوم الجمعة (5 آذار 2021)، من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، وعدد من الوزراء والمسؤولين.

وكان بابا الفاتيكان فرانسيس، قد وصل ظهر اليوم الجمعة الى العاصمة العراقية بغداد، قادماً من روما، في زيارة تستغرق عدة أيام.

اقرأ المزيد

14:05

البابا فرنسيس يصل إلى بغداد

استقبال بابا الفاتيكان في مطار بغداد الدولي

رووداو ديجيتال

وصل بابا الفاتيكان فرانسيس، الى العاصمة العراقية بغداد، قادماً من روما، في زيارة تستغرق عدة ايام.
 
وقام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي باستقبال البابا فرانسيس في أرض مطار بغداد الدولي، بعد وصوله قادماً من العاصمة الإيطالية روما.
 
وانطلق بابا الفاتيكان فرانسيس، في تمام الساعة 9:30 صباحاً بتوقيت العراق اليوم الجمعة (5 آذار 2021) من مطار فيوميتشينيو في العاصمة الإيطالية روما، متوجهاً إلى بغداد.
 
وعشية رحلة تاريخية للعراق، وجه البابا فرنسيس الخميس رسالة مؤثرة وشخصية إلى العراقيين، أشار فيها إلى "سنوات الحرب والإرهاب" ودعا إلى "المصالحة".
 
وأكد البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق في زيارة تستمر ثلاثة أيام "أخيرا سوف أكون بينكم (...) أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريق والمذهل".
 
وفي بغداد، رحب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بزيارة البابا خلال مؤتمر صحافي الخميس، معتبراً أنها "حدث عظيم بتاريخ العراق"، مضيفاً أن "زيارة قداسته تحمل رسالة سلام وتسامح وتعايش ونبذ للعنف".
 
وستكون الزيارة افتراضية بالنسبة إلى جزء كبير من العراقيين الذين سيضطرون للاكتفاء بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم مع فرض السلطات العراقية إغلاقا تاما من الجمعة إلى الاثنين بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا. وعند وصوله إلى بغداد الجمعة، سيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في غالبية تنقلاته.
 
واكتسبت هذه الدعوة إلى الأخوّة صدى خاصاً خلال العام الماضي في خضم الأزمتين الصحية والاقتصادية الناجمتين عن جائحة كوفيد-19 والتي من شأنها أن تؤدي إلى عالم أفضل وفق تمنيات البابا.
 
وقال البابا الأرجنتيني خورخي بيرغوليو وقتها "في هذه الأوقات العصيبة من الوباء، دعونا نساعد بعضنا البعض لتعزيز الأخوّة وبناء مستقبل سلام معاً".
 
ومنذ بداية حبريته قبل ثماني سنوات، وجه البابا فرنسيس رسائل إلى الشعبين العراقي والسوري المتجاورين واللذين عاشا لعقود تحت وطأة الحرب.
 
ومن المقرر أن يقيم البابا يوم الأحد قداساً في أربيل في ملعب فرانسو حريري، وسيمر أيضاً بالموصل معقل تنظيم داعش السابق في شمال البلاد.
 
وللمرة الأولى في التاريخ، سيستقبل المرجع الديني علي السيستاني، البابا يوم السبت في مدينة النجف.

اقرأ المزيد

14:00

اليوم الأول من الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق

بابا الفاتيكان

رووداو ديجيتال

وصل بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس إلى العاصمة العراقية بغداد، ظهر اليوم الجمعة، في مستهل زيارة تاريخية إلى البلاد تستمر أربعة أيام وتشمل عدة محطات وزيارة كل من النجف وذي قار وأربيل ونينوى.

اقرأ المزيد