العراق يحمل ملف "العدوان الإيراني" إلى نيويورك

16-01-2024
هستیار قادر
الكلمات الدالة العراق هجوم صاروخي أربيل إيران المعارضة الإيرانية
A+ A-
رووداو ديجيتال

أظهرت الحكومة العراقية موقفاً متشدداً جداً تجاه هجوم الحرس الثوري الإيراني على أربيل، واصفة إياه بـ"العدوان الإيراني"، وقررت رفع شكوى ضد العدوان الإيراني لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
 
هذا الموقف الذي اتخذته الحكومة الاتحادية برئاسة محمد شياع السوداني، هو أشد مواقف العراق من الهجمات الإيرانية على الأراضي العراقية منذ إسقاط نظام صدام حسين.
 
وفي بيان لها أصدرته اليوم الثلاثاء (16 كانون الثاني 2024)، أدانت وزارة الخارجية العراقية باسم الحكومة الاتحادية العراقية الهجوم الإيراني بشدة ووصفته بـ"العدوان الإيراني" وقالت في البيان: "تعرب حكومة جمهورية العراق عن إستنكارها الشديد وادانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية مما ادى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين".
 
ثم مضى العراق في بيان وزارة خارجيته إلى القول إن "حكومة جمهورية العراق تعد هذا السلوك عدواناً على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي. وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة وتؤكد بانها ستتحذ كافة الإجراءات القانونية تجاهه بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن (الدولي)".
 
ويظهر من لهجة البيان أن رئيس الوزراء الاتحادي العراقي جاد في رفع شكوى مرفقة بكل الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، ويقول البيان في هذا الصدد: "وبهذا السياق قرر السيد رئيس مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دولياً وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة وسوف يتم الإعلان عن نتائج التحقيق ليطلع الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق واثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الافعال المدانة".
 
وبعد إصدار هذا البيان، اتخذت الحكومة الاتحادية العراقية عدداً من الإجراءات، من بينها قيام وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي وتسليمه مذكرة احتجاج "أعربت فيها جمهورية العراق عن إدانتها واستنكارها الشديدين للإعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتسبب بأضرار بالممتلكات العامة والخاصة".
 
وبعد هذه الخطوة بوقت قصير استدعت وزارة الخارجية العراقية سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، وذلك "لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين".
 
كما وصلت اليوم إلى أربيل لجنة للتحقيق في الهجوم الإيراني، بعد أن شكل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، لجنة خماسية للتحقيق في الحادث، وعليها أن تسلم خلال 48 ساعة توصياتها إلى رئيس الوزراء الاتحادي.
 
وزار مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، الذي يرئس لجنة تحقيق الحكومة الاتحادية، منزل (بيشرو دزيي) الذي دمره القصف، وأعلن أن "الادعاءات عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة والمنزل لرجل مدني".
 
وأعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية، حسين علاوي، اليوم الثلاثاء (16 كانون الثاني 2024) لشبكة رووداو الإعلامية أن الأدلة التي تجمعها اللجنة ستشكل جزءاً من ملف الشكوى الذي سيقدم لمجلس الأمن الدولي ضد هذا الهجوم.
 
أسفر إطلاق 11 صاروخاً من جانب الحرس الثوري الإيراني على أربيل عاصمة إقليم كوردستان ليلة (15 كانون الثاني 2024) عن فتح الباب في وجه إدانة شديدة وقرار تشكيل لجنة تحقيق في الحادث في العراق، وهو موقف ربما لم تكن إيران تتوقعه من العراق. كذلك، شجع هذا الموقف العراقي دولاً أخرى على إبداء ردود فعل متشددة ضد الهجوم الإيراني.
 
فخلال أقل من أربع ساعات، أصدرت وزارة الخارجية العراقية ثلاثة بيانات بخصوص هذه الهجمة على أربيل، أحدها يعبر عن موقف والآخران يمثلان اتخاذ إجراءات.
 
الصواريخ الـ11 التي استهدفت بها أربيل، سقطت خمسة منها على منزل رجل الأعمال الأربيلي (بيشرو دزيي) وأسفرت عن قتله هو وإحدى بناته وضيف عنده وعاملة في منزله. ابنة بيشرو دزيي، اسمها (ژینە) وكانت ستكمل سنتها الأولى بعد عشرة أيام، والعاملة الفلبينية (ميشيل) كانت تعمل مربية لژینە، والضيف كان رجل الأعمال المسيحي العراقي (كرم ميخائيل سريدار) وهو من محافظة نينوى ومن مواليد 1981 عاش وأكمل دراسته في بريطانيا، وهو والد لطفلين ويمتلك شركة الريان وهو وكيل شركتي سامسونغ وسوني في العراق.
 
يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها إيران منزل رجل أعمال في أربيل وتدعي أنها ضربت مقراً استخباراتياً إسرائيلياً، ففي صبيحة (13 آذار 2022) شنت هجوماً بالصواريخ أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف به قاعدة استخباراتية إسرائيلية، ثم أعلنت لجنة التحقيق التابعة للحكومة العراقية أن الذريعة الإيرانية ليست صحيحة وأنه لا توجد أي قواعد إسرائيلية في أربيل.
 
ووصفت الحكومة الاتحادية العراقية التي كان يرئسها حينذاك مصطفى الكاظمي الهجوم بالاعتداء على علاقات حسن الجوار والعلاقات التاريخية التي تربط بين شعبي البلدين، وقدمت مذكرة احتجاج للسفارة الإيرانية، لكنها لم تسجل شكوى ضد إيران لدى مجلس الأمن الدولي، وبدورها لم تعر إيران أي اهتمام للاحتجاج العراقي.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب