المسيحيون في العراق يكافحون لإنقاذ لغتهم القديمة

19-07-2023
كتاب مدون باللغة السريانية
كتاب مدون باللغة السريانية
الكلمات الدالة المسيحيون اقليم كوردستان العراق اللغة السريانية
A+ A-
رووداو ديجيتال

تركت الهجرة من العراق وقلة الاهتمام بالتحدث بالسريانية المسيحيين العراقيين يكافحون من أجل إنقاذ لغتهم القديمة، ما دفع إلى جهود للحفاظ عليها.
 
كان يتم التحدث بالسريانية على نطاق واسع في المجتمعات المسيحية بالشرق الأوسط خلال أوائل عهد المسيحية، وكانت تستخدم اللغة في كتابة مخطوطات بخط اليد ونصوص تاريخية أخرى.
 
ويتم حفظ بعض هذه الكتابات التي تعود إلى قرون، في مكتبة بمدينة أربيل في إقليم كوردستان العراق، حيث يقوم خبراء بتنظيفها والتعامل معها بعناية قبل مسحها ضوئياً لعمل نسخ رقمية.
 
في جامعة صلاح الدين بأربيل، يدير الأكاديمي كوثر نجيب قسماً للغة السريانية، والذي شهد تخرج ثلاثة صفوف.
 
ويقول نجيب إن "اللغة السريانية يعود تاريخها الى 500 سنة قبل الميلاد، هي تعدّ من اللغات القديمة على مرّ التاريخ، وهناك العديد من الكتب والمصادر والمخطوطات تؤكد قدم هذه اللغة".
 
حتى مع وجود قسم اللغة السريانية وجهود أخرى مثل افتتاح متحف مخصص للتراث السرياني، فإن عدد المتحدثين باللغة في انخفاض مستمر.
 
واشار نجيب إلى أن الهجرة كانت من أكبر التهديدات لهذه اللغة، مضيفاً أن التراجع في استخدامها أصبح مشكلة حرجة.
 
نجيب قال إنه "كلما زادت اللهجرة زاد الخطر على هذه اللغة، ووضعها الآن في حالة حرجة، فيوم بعد يوم تزداد الهجرة وتتجه العوائل الى دول أخرى حيث تتكلّم اللغة السائدة هناك وتنسى لغتها السريانية".
 
وتراجع عدد السكان المسيحيين في العراق من حوالي 1.5 مليون قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، إلى بضع مئات الآلاف فقط حالياً. وتعرض المجتمع لضربة أخرى شديدة عندما فرقهم تنظيم داعش عام 2014.
 
في وقت ما، كان هناك 1.5 مليون شخص يتحدثون اللغة، ولكن اليوم أقل من 300 ألف فقط يتحدثونها، حسب رئيس قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين.
 
وتتشعب السريانية من اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح، ولكنها ظهرت فقط بعد انتشار المسيحية.
 
ويساعد معظم الطلاب الذين تخرجوا في قسم اللغة السريانية في الحفاظ على المخطوطات القديمة المكتوبة باللغة.
 
مريم ناريمان، طالبة دراسات عليا في اللغة السريانية، ذكرت أن "أهم شيء هو الاحتفاظ بهذه المخطوطات لأنها قديمة جداً"، مبينة ان "مواضيع هذه المخطوطات هي مواضيع لاهوتية، ليتورجية، وهناك مواضيع اخرى كنسية".
 
بعد أن ينظف الطلاب المخطوطات بعناية، يتم حفظها في مكتبة للكتابات السريانية في أربيل.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب