حالة من التأثر بمشهد احتضان أم لطفلها ضمن ضحايا المقبرة الجماعية في بادية السماوة

27-07-2019
هلكوت عزيز
هلكوت عزيز
الكلمات الدالة المثنى بادية السماوة
A+ A-

رووداو – السماوة  

تبدأ يوم غد السبت، عملية إخراج رفات ضحايا مقبرة جماعية في بادية السماوة بمحافظة المثنى، وأكد المدير العام لمؤسسة شهداء كَرميان أن تنفيذ ذلك سيكون صعباً نظراً لوجود أطفال وهم في حضن أمهاتهم قبل أن ينفجر بالبكاء. 

وقال المدير العام لمؤسسة شهداء كَرميان، جبار عمر لموفد شبكة رووداو الإعلامية إلى السماوة، هلكوت عزيز: "المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها مؤخراً تضم رفات 75 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال".

وأضاف: "نحن الآن في مرحلة فتح المقبرة الجماعية، وسنبدأ غداً بإخراج رفات الضحايا ومن ثم نقلها إلى بغداد لإجراء فحص الـ DNA قبل أن يتم إعادة جثامين الضحايا إلى مناطقهم في مراسم رسمية".

وحول صحة ما يشاع بأن الضحايا من أهالي كرميان، قال جبار عمر: "المعلومات الأولية تفيد بأنهم من أهالي كَرميان، حيث تم حتى الآن العثور على رفات 75 شخصاً".

وتابع أن "إخراج رفات الضحايا صعبٌ للغاية، لأن من ضمن طفل لا يزال في حضن أمه، وهذا يزيد من صعوبة عملنا، وقد لا نتمكن من إخراج كل الجثامين في الوقت اللازم"، ومن ثم ينفجر في البكاء.

إلى ذلك، قال عضو فريق فتح المقابر الجماعية في وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كوردستان، أنور عمر: "هذه المقبرة الجماعية هي الأكثر تأثيراً بين المقابر التي شاركت في فتحها، فهي تدعو لصدمة كبيرة، ما يدفعنا إلى التوقف عن العمل لبرهة لأنها تمثل مأساة كبيرة".

وافتتح في منطقة الشيخية ببادية السماوة في محافظة المثنى، الثلاثاء الماضي، مقبرة جماعية تضم رفات 75 امرأة وطفلاً كوردياً أعدمهم نظام صدام حسين، من قبل فريق من مؤسسة الشهداء "لجنة شؤون المقابر الجماعية" وبإسناد من الطب العدلي وحضور وفد برلماني وأعضاء من الحكومة المحلية لمحافظة المثنى وعوائل الضحايا.

وأفاد هلكوت عزيز، بأن المقبرة تضم رفات 75 من الضحايا الكورد، مشيراً إلى وجود مقبرتين جماعيتين من المقرر فتحهما في وقت لاحق بالمنطقة ذاتها.


وقال العقيد أحمد مثنى، وهو من ضباط وزارة الداخلية العراقية، ومشرف أمني على المقابر لرووداو:"هذه مقبرة أخوتنا وأهلنا في إقليم كوردستان، وهي تجمع النساء والأطفال معاً كما ترون، وتعتبر هذه المقبرة واحدة من عدة مقابر تتواجد في هذه منطقة الشيخية في بادية السماوة ".

وأضاف: "هذا هو إجرام النظام المقبور، ومثلما ترون فيهم اطفال ونساء كوردستان، للأسف فقد انتهت الانسانية، لأول مرة ارى مثل هذا المشهد الذي يدمي القلب".

وتابع: "انظر اليهم، وأتوقع لو كان أطفالي مثلاً قد تعرضوا لهذه الحالة، فأنا لم أكن متواجداً هنا كنت في مدينة كربلاء، ولكنني هنا منذ سنتين في السماوة"، مضيفاً: "لا أعرف ما اقترفه هؤلاء الأطفال والنساء ليتم تعذيبهم ودفنهم بهذه الطريقة في هذه المقابر الجماعية".

كما قالت عضو لجنة الشهداء في البرلمان العراقي، هدار البارزاني لرووداو إن "التحقيقات الأولية تظهر أن الضحايا الذين تم إخراج رفاتهم من أهالي منطقة كَرميان ومن عائلة الناجي الوحيد من حملات الأنفال (تيمور عبدالله)، وسيعود خلال الأسبوع المقبل من الولايات المتحدة بغرض التعرف على هوية الضحايا".

وتمكن "تيمور" من النجاة من الأنفال رغم إصابته، ومن ثم تولت عائلة عربية رعايته قبل أن تعيده إلى كوردستان بعد الانتفاضة، وفيما بعد أرسله جلال الطالباني إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته هنالك، وكان أحد الذين أدلوا بشهادتهم في محاكمة صدام حسين.

ترجمة وتحرير: شونم عبدالله

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب