أحوال المهاجرين الكورد في الدنمارك: عددهم بين 60 و70 ألفاً

 

هيمن عبد الله، مقدم برنامج دياسبورا، زار كوبنهاغن لتسجيل حلقة ميدانية من برنامجه، وتحدث مع خمسة شباب وناشطين وشخصيات بارزة من الشتات الكوردي في هذا البلد.

 

 

في البداية، أعلن رئيس رابطة المجتمع الكوردي في الدنمارك، عدنان آغاجان، وهو مدرس يعيش في الدنمارك منذ 38 عاماً وهو أيضاً شخصية ناشطة في القضية الكوردية في الدنمارك، أن الكورد ناشطون في الدنمارك، ولكنهم ليسوا أقوياء كما يجب، وأضاف: "جئت إلى الدنمارك قبل 37 سنة وقلت أنا كوردي. فقالوا: وما هم الكورد؟ لكنني أعتقد أنه لا يوجد الآندانماركي لا يعرف من هم الكورد".

 

وعاتب آغاجان الجالية الكوردية في الدنمارك قائلاً: "كان ينبغي أن ينشط الكورد ضمن الأحزاب السياسية في الدنمارك، وأن يكون لديهم برلمانيون، وأن يصبحوا صوتاً مؤثراً في سياسة البلد".

 

 

دنيز برخودان سرنجي وهو من جوروم في شمال تركيا ولد في الدنمارك لأبوين كورديين من شمال كوردستان، ويعمل حالياً كاتباً وصحفياً في الدنمارك، وله 11 كتاباً باللغة الدنماركية، ويعمل في موقع ينشر أخبار الكورد وكوردستان باللغة الدنماركية. قال عن مكانة الجالية الكوردية في الدنمارك: "دور الجالية الكوردية في الدنمارك ليس قوياً، في حين أن هناك حوالي 50 ألف كوردي يعيشون في الدنمارك. كان ثلاثة من الكورد أعضاء في البرلمان الدنماركي سابقاً، لكن الأهمية تضاءلت الآن".

 

 

وقال عدنان آغاجان الذي يعيش في الدنمارك منذ ما يقارب أربعة عقود، إن عدد الكورد الذين يعيشون في الدنمارك كان قليلاً جداً عندما وصل إلى هناك: "معظم الكورد الذين يقيمون في الدنمارك هم من كورد الأناضول وجاؤوا إلى الدنمارك كعمال في الستينيات وأقاموا فيها ثم جلبوا عوائلهم إليها، لكن كورد جنوب كوردستان، وهم العدد الأكبر بعد كورد الشمال جاؤوا إلى الدنمارك بعد الحرب العراقية الإيرانية، أما كورد روجآفا فقد جاؤوا بعد وصول داعش، والكورد من شرق كوردستان هم الأقل بين الكورد في الدنمارك".

 

ئاغاجان لە بارەی نەبوونی ئامارێکی فەرمی کوردی دانیمارک گوتی" بە گشتی ئەو کوردانەی هاتوونەتە دانیمارک بە کوردستانی نەنووسراون، بەڵکو بە عێراقی، یان ئێرانی، یان سووریو یان تورکی نووسراون، بەڵام بەپێی داتا نافەرمییەکان ژمارەی کورد لە دانیمارک لە نێوان 60 بۆ 70 هەزار کەس دەبن".

وعن غياب إحصائية رسمية لعدد الكورد في الدنمارك، قال آغاجان: "بشكل عام، لم يجل الكورد الذين قدموا إلى الدنمارك على أنهم كوردستانيون، بل سجلوا على أنهم عراقيون أو إيرانيون أو سوريون أو أتراك، لكن بيانات غير رسمية تشير إلى أن عدد الكورد في الدنمارك يتراوح بين 60 و70 ألفاً".

 

 

مهاباد كريم ناشطة ومربية في مجال التنمية البشرية، كما أنها ناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي وتساهم في تحسين التعليم من خلال إنتاج مقاطع فيديو تعليمية قصيرة. عن سبب عدم قيام الوالدين في الدنمارك بتعليم أطفالهم لغتهم الأم كما يجب، في حين أن البلاد تمتلك أحد أفضل أنظمة التعليم في العالم، قالت: "يتمتع الطفل الكوردي كأي طفل دانماركي بفرصة العيش الرغيد وقد أتيح له أفضل تعليم، وهو نظام تعليمي مختلف جداً عن الذي في الشرق الأوسط، لكن المشكلة هي أن اللغة الأم، بغض النظر عن القومية ، لا تحظى باهتمام كبير في التعليم الدنماركي، أي أن الأطفال في الدنمارك لا تتاح لهم الفرصة لتعلم اللغة الكوردية ولا توجد دروس لغة كوردية للأطفال الكورد، في حين أن النظام التعليمي في اسكندينافيا يأتي في قمة التعليم في العالم، لكنه يعاني من قصور في هذا الصدد، لذلك يجب على الوالدين تعليم أطفالهم اللغة الكوردية في المنزل. على سبيل المثال، ابنتي تتحدث اللغة الكوردية بشكل جميل وجيد".

 

 

يقول عدنان آغاجان: "زوجتي دانماركية، لكن أطفالي تعلموا اللغة الكوردية بشكل جيد بفضل جهودها فقط"، وأضاف: "لو أن في كل بلدية كبرى دانماركية 12 تلميذاً طلبوا تعلم لغتهم الأم، سيتم فتح فصل دراسي لهم".

 

والداه لا يعرفان الكوردية، بينما هو مدرس لغة كوردية

 

دنيز سرنجي من مواليد الدنمارك، وكان والداه يجهلان اللغة الكوردية ولم يعلما ابنهما كلمة واحدة منها، لكنه الآن يعلم الناس الكوردية ويعزو دنيز الفضل إلى شفان برور، ويقول: "كان لأغاني شفان برور تأثير علي وجعلتني أتعلم اللغة الكوردية، عندما كنت في الخامسة عشرة لم أكن أعرف كلمة كوردية واحدة، ثم وعن طريق الاستماع إلى أغاني شفان برور والدراسة، تعلمتها جيداً، وبإمكاني الآن تأليف كتب باللغة الكوردية وأقوم أيضاً بتعليم الناس اللغة الكوردية".

 

 

وقالت دلنيا بيري، تقيم منذ 10 سنوات في الدنمارك وهي من كاميران في شرق كوردستان وأمامها سنة لتصبح مدربة تربوية، قالت: "يعرف الدنماركيون أين تقع كوردستان ومن هم الكورد، لكن المشكلة هي أننا عندما ندخل البلاد ونطلب تسجيلنا ككورد، لا تسمح قوانينهم بذلك، ويضطرون إلى تسجيلنا كعراقيين أو إيرانيين أو سوريين أو أتراك".

 

 

جواهر محمد، من قامشلو غرب كوردستان، مقيمة في الدنمارك وهي الآن في سنتها الدراسية الأخيرة، تعيش في الدنمارك منذ تسع سنوات وتعمل متطوعة لصالح مواطنيها في الدنمارك، وخاصة المهاجرين الذين يصلون إلى هناك بصعوبة كبيرة بحثاً عن ملاذ لهم، تقول: "صحيح أن جميع الكورد الذين يحملون الجنسية الدنماركية سعداء، لكن هناك كثير من الناس غير سعداء، وخاصة اللاجئون، فهناك لاجئون يعيشون في المخيمات منذ 10 سنوات ولا يعرفون ما هو مصيرهم فكيف لهم أن يشعروا بالسعادة؟ والسبب هو قانون الدنمارك المتشدد الذي تتبعه مع المهاجرين، وتشدد القانون هو من أجل منع المهاجرين من التوجه إلى الدنمارك".

 

 

وتعتقد دلنيا بيري أن للدانمارك مجموعة تحفظات تمنعها من السماح بقدوم المهاجرين، وأضافت: "الدنمارك دولة صغيرة من حيث المساحة ولا تريد أن تصبح دولة مزدحمة. ثانياً، الدنماركيون متمسكون ببشدة بعدم تغيير ثقافتهم وتقاليدهم، لذا لا يريدون تغيير تلك الثقافة مع قدوم المهاجرين. كما لا تريد أن تفقد ثروتها وازدهارها بسبب المهاجرين، لذلك أعلنت منذ 2015 أنها لن تقبل المهاجرين، وتعمل على دمج الموجودين هناك مع المجتمع، وأغلقت باب الهجرة".

 

الدنمارك دولة إسكندنافية تقع في وسط شمال أوروبا، مساحتها 42933 كيلومتراً مربعاً، 86% من السكان دانماركيون و14% مهاجرون، وبينما يعيش في البلد 5.8 مليون نسمة، فإن إجمالي دخلها السنوي هو 370 مليار دولار ويتجاوز دخل الفرد فيها 63 ألف دولار.