الباحث في مركز دمشق: نصيحة أمريكية وراء توقف المحادثات بين الحكومة ومجلس سوريا الديمقراطية

08-06-2019
رنگين شرو
الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات، تركي الحسن
الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات، تركي الحسن
الكلمات الدالة تركي الحسن سوريا كوردستان مجلس سوريا الديمقراطية
A+ A-

رووداو – أربيل

أكد الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات، تركي الحسن، أن "المحادثات بين الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية توقفت بسبب استجابة الأخير لنصيحة أمريكية"، مشيراً إلى أن "ما قرأته من أدبيات مجلس سوريا الديمقراطية أنهم يريدون أن يكونوا قوات على غرار ما هو موجود في الإقليم في تلك المنطقة، لكن الوضع في سوريا يختلف عن إقليم كوردستان، فلا توجد محافظات ذات أغلبية كوردية".

وقال الحسن على هامش مشاركته  في منتدى تحت عنوان "نيجيرفان البارزاني.. أربعة أعوام لمستقبل علاقات إقليم كوردستان"، اليوم السبت، برعاية مركز رووداو للدراسات إن "السياسة السورية ترتكز على ثلاثة أسس، والأساس الأول الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة هو عبارة عن العمل الميداني وحركة القوات المسلحة، ولكنه ليس هدف بحد ذاته لأن العمل العسكري ليس هدفنا، فالعمل العسكري مبرره هو تحرير الأرض منذ عام 2014 أضيف إلى العمل العسكري محور جديد وهو التسويات والمصالحات كانت تتم أحياناً قبل العمل العسكري وأحياناً أثناء إطلاق العمل العسكري بوقت وجيز وأحياناً ينجز بعد تحقيق القسم الأكبر من العمل العسكري".

وأضاف أن "إدلب العملية العسكرية ليست هدفاً بحد ذاته وإنما هو تحرير الأرض، وإذا كنا نستطيع نستعيد إدلب من المجاميع الإرهابية دون عملية عسكرية فهذا هو المطلوب، وبالتالي هذا الهدف هو الذي آخر العملية العسكرية منذ الشهر التاسع من العام الماضي، وهناك عامل آخر يضاف وتعتمدع الركائز السورية هو اللقاءات والاتصالات والمؤتمرات سواء سوتشي أو آستانة أو جنيف".

وأشار الحسن إلى أن "أعتقد أن المحادثات بين الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية توقفت لأن الأمريكيين نصحوا مجلس سوريا الديمقراطية أن لا يثابر في هذا الموضوع وهم معولون، والآن تحاول الولايات المتحدة أن تقوم بدور تجمع بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة التركية من أجل المنطقة الآمنة، وأعتقد أن هناك قيادات في مجلس سوريا الديمقراطية على استعداد للعمل مع الحكومة التركية وتحت مظلتها طالما أن هذا الأمر يلبي الأمريكان وألا تعود للحوار مع الحكومة السورية".

ولفت إلى أن "شكل الدولة والدستور والنظام وكيف يمكن استيعاب المجاميع المسلحة ومنها مجلس سوريا الديمقراطية قابل للنقاش في المستقبل ولكن ما قرأته من أدبيات مجلس سوريا الديمقراطية أنهم يريدون أن يكونوا قوات على غرار ما هو موجود في الإقليم في تلك المنطقة، لكن الوضع في سوريا يختلف عن إقليم كوردستان، فلا توجد محافظة ذات أغلبية كوردية أي لايوجد عمق أكثر من 5 كلم، وإذا أخذنا محافظة الحسكة التي تشكل ثقل كبير بالنسبة للكورد فإنهم يشكلون من 28 إلى 32 % فقط من عدد السكان وبالتالي الظروف مختلفة أي أنه في إقليم كوردستان الأغلبية كوردية".

وتابع الحسن "لا أؤكد ولا أنفي الخيار العسكري للحكومة السورية في التعامل مع  الإدارة الذاتية، ولكن بالتأكيد من عمل على استيعاب الحالة والحوار بمختلف الأشكال مع الإدارة الذاتية أعتقد أنه سيعرض الحوار مرة ثانية، وسيتم العمل على استعادة أهلنا السوريين الكورد من خلال موقفهم الحالي إلى أن يكونوا في كنف الدولة، أما حل المسألة التي تطرح الآن  الوضع الثقافي والتعليمي والحقوق والجنسية، فالجنسية حلت في طبيعة الحال، أما مسألة الحقوق الثقافية والتعليمية أعتقد أن قانون الإدارة المحلية في سوريا متطور ولكنه لم يطبق في المرحلة السابقة بطريقة صحيحة بسبب القرار السياسي، الآن يمكن أن يحل كل المشاكل التي يطالب بها الأخوة الكورد من تعليم وجمعيات وحقوق ثقافية".

وبين أن "افتتاح معبر البوكمال القائم هو قراراً اتخذ لثلاث دول سوريا والعراق وإيران وسيكون هو المعبر الأساسي، أما السبب الأساس لعدم فتح معبر التنف وهو الأهم وجود الاحتلال الأمريكي في هذه القاعدة، والتحضيرات الأولية في المركزين جاهزة للافتتاح، لكن دون أن نؤمن طريق طويل الذي أن يصل بين المحافظات السورية إلى معبر البوكمال ويجري العمل حالياً عليه، وأن يؤمن في الجانب العراقي، وسينعكس إيجاباً على البلدين فالعراق يحتاج إلى الصناعات السورية ونحن نحتاج أيضاً إلى جهود إيرانية وعراقية، أما فيما يتعلق بالإقليم أعتقد أن هذا الأمر في الدرجة الأساس إلى مراجعة من قبل الإقليم بأن هناك جفوة حدثت في السنوات الماضية، فاللإقليم أغلق مكتب الحزب الديمقراطي في دمشق وهو يعتبر بمثابة سحب للسفارة، فقرأ في دمشق إن هذا موقف في طبيعة الحال، إذاً الرئيس أمام تحدي جديد يجب أن يستجيب لهذا التحدي وأن ننهي هذه القطيعة، بالاعتماد على دورين رئيسيين الدور الذي يمكن للإقليم أن يلعبه في التخفيف من غلواء مجلس سوريا الديمقراطية، وإبداء النصيحة والتأثير عليهم في أن يتحاورا مع حكومتهم، ثانياً يتم الآن الضغط الاقتصادي على الحكومة والشعب السوري حيث عانينا من أزمة مشتقات نفطية وكانت تهرب إنتاج مناطق الجزيرة إلى تركيا وباتجاه الإقليم، والآن الولايات المتحدة تعمل من أجل استمرار هذا الضغط فقد أعطت مجلس سوريا الديمقراطية مئتي مليون دولار لشراء القمح السوري لكي لا تأخذه الدولة السورية وتصديره باتجاه إقليم كوردستان ومنها باتجاه الداخل التركي، لذلك يمكن للإقليم أن يقوم بعمل اقتصادي إيجابي بأن يمنع ذلك وبعد ذلك ستعيد مجلس سوريا الديمقراطية بيع هذا المحصول باتجاه الحكومة السورية".
 
وأوضح الحسن أن "هناك محاولة للمزيد من الضغط الاقتصادي على سوريا، حيث هناك حرائق في حماه وفي حمص وفي إدلب كما يجري في الجزيرة ولكن قد يكون الإنتاج الأكبر هو في الجزيرة، وحرق المحاصيل هي خسارة وطنية وللمزارع والفلاح حتى خسارة للقوى الكوردية وخسارة للدولة السورية لأننا قد نضطر إلى استيراد القمح وخاصة أن هذا الموسم هو موسم خير، والمستفيد هو القوى التي تعمل على محاصرة الدولة والشعب السوري".     

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب