رئيس "سومو" السابق: العراق يحقق الإيراد الأكبر من سوق شرق آسيا

14-10-2023
رئيس شركة "سومو" السابق والمستشار الحالي لرئيس الوزراء، فلاح العامري ومذيع رووداو محمد شيخ فاتح
رئيس شركة "سومو" السابق والمستشار الحالي لرئيس الوزراء، فلاح العامري ومذيع رووداو محمد شيخ فاتح
الكلمات الدالة سومو العراق النفط البرنت
A+ A-

رووداو ديجيتال 

كشف رئيس شركة "سومو" السابق والمستشار الحالي لرئيس الوزراء، فلاح العامري، أن سوق شرق آسيا أفضل الأسواق المستوردة للنفط العراقي، داعياً بغداد وأربيل إلى الإسراع في تنفيذ برامج حرق الغاز واعتماد الطاقة المتجددة. 
 
وقال العامري، لشبكة رووداو الإعلامية، "ليس لدينا تعامل مع كافة الشركات العالمية، ونحن نحاول الموازنة بين الأسواق، ويعتبر السوق الشرقي من أفضل الأسواق بالنسبة للعراق ويحقق منه الإيراد الأكبر"، مشيداً بعمل سركة سومو الذي يمتاز بالشفافية واحترام من قبل الزبائن. 
 
وأدناه نص الحوار:

رووداو: ما هي آلية تسويق وتسعير النفط في العراق؟ 

فلاح العامري: آلية تسويق النفط العراقي من الآليات المهمة والشفافة والمتطورة في المنطقة، وحققت هذه الآلية للعراق احتراماً من قبل الزبائن المشترين للنفط العراقي خلال فترة الـ 15 سنة الأخيرة. خلال فترة عام 2007 كانت تتعاون معنا حوالي 28 شركة من كل الأسواق، لكنها الآن وصلت إلى 50 شركة، أي لدينا زبائن كثيرين في العديد من الأسواق. وتتم آلية التسويق من خلال توزيع الكميات القابلة للتصدير على 3 أسواق وهم سوق شرق آسيا أبرز دولها كوريا الجنوبية والصين والهند، والسوق الأوروبي الذي يصدر عن طريق قناة السويس وجيهان وسوريا، والثالث هو الأميركي البعيد، وهو سوق تقليدي قديم. ليس لدينا تعامل مع كافة الشركات العالمية، ونحن نحاول الموازنة بين الأسواق، ويعتبر السوق الشرقي من أفضل الأسواق بالنسبة للعراق ويحقق منه الإيراد الأكبر، والكميات المصدرة للسوق الشرقي التي كانت تصل نسبتها لـ 28% سابقاً وصلت حالياً إلى 70% وهو ما حقق لنا مبالغ كبيرة واستقراراً. 
 
رووداو: ما السبب الرئيسي للاستقرار؟ 

فلاح العامري: السبب وراء الاستقرار من السوق الشرقي هي أنها بلدان ناشئة اقتصادياً وبحاجة إلى كميات هائلة من النفط وفي ذات الوقت عدد سكانها كبير وهو ما يبرر حاجتهم إلى الطاقة. نحن لدينا رؤية بعيدة في كيفية تسويق النفط العراقي والمحافظة على هذا السوق ومراقبة الخلل ومعالجته بعد بيان الأسباب. 
 
الثلاثون بالمئة المتبقية من الكميات المصدرة من النفط العراقي تتوزع بين أميركا وأوروبا، فالسوق الأميركي تترواح نسبة التصدير إليه بين 10-30% وفقاً لمتطلبات السوق، فضلاً عن أن كل سوق لديه سعر مختلف عن الآخر. النفوط المباعة يومياً مثل البرنت والـ WTI هما مرجعية التسعيرة العراقية، وهي نفوط خفيفة وليست حامضية على عكس العراق، الذي يعد نفطه حامضياً أي يحوي نسبة كبريت عالية التي تصل إلى 2.5%. مثلاً نفط القيارة ثقيل ولا يستخرج منه مادة البنزين بشكل كثير، لذا سعره أقل. الدول بدأت بالتركيز على النفوط الخفيفة في الوقت الحالي. 
 
رووداو: ويوجد مصافي كبيرة في جنوب شرق آسيا تريد نفطاً ثقيلاً، أليس كذلك؟ 

فلاح العامري: بالطبع، ولهذا اتجهنا لسوق الشرق لأنه جديد حتى في مجال المصافي، وبدأ يتسع. مصفى كربلاء هو أفضل مصفى بتاريخ العراق، لذا بناء أي مصفى جديد يجب أن يكون بأحدث الآليات. 
 
رووداو: هل شركة سومو تسوق النفط لخارج العراق أم لداخله؟ 

فلاح العامري: كلمة تسويق تعني الخارج، لكن النفط العراقي المخصص للتسويق قسم منه تسويق داخلي وآخر خارجي. 
 
رووداو: هل يوجد فرق في السعر بالتسويق الداخلي والخارجي؟، مثلاً إذا أرادت الحكومة العراقية بيع النفط لمصفى كربلاء هل سيكون سعره أقل من التسويق الخارجي؟ 

فلاح العامري: يوجد نوعان من المصافي، عام وخاص. فمثلاً شركة نفط البصرة ترغب في إعطاء النفط للشعيبة، سوف تقومان بالتحاسب فيما بينهما بسعر مختلف.  
 
رووداو: هل الحكومة العراقية وسومو تتعاملان مباشرة مع الحكومات أو الشركات؟

فلاح العامري: إذا أراد العراق أن يفخر بشيء يتعلق بالأشياء الإيجابية فهو تسويق وبيع نفط العراق، لأنه خال من أي خلل أو تدخل، ومرتب وفق آلية مع الشركات والسوق العالمية، والتطوير الخاص بسومو في النفط الخام مستمر بحسب معايير غير قابلة للاختراق وإذا تعرضت للإختراق فإنه دليل وجود مشكلة خطيرة، والمراسلات التي تتم بين سومو والشركات تكون عبر إيميلات وليس باليد دون حتى إجراء مقابلة. والآلية تكون كالتالي، تقوم الشركة بتنظيم الجداول بالطلبات المرسلة وتعرض  على اللجنة مع 4 أطراف خارج الخام وثم تعرض على مجلس الإدارة، ثم تعرض التخصيصات في اجتماع موسع برئاسة وزير النفط وفريقه. 
 
رووداو: أي التعامل ليس مباشراً مع الحكومات..

فلاح العامري: لا، عبر الإيميلات. المدير العام لا يتدخل بالتخصيصات بل يراقب، وهو جهد جماعي ضمن عملية متينة جداً وشفافة، بوجود موظفي الرقابة والتدقيق، حتى ملاحظات الوزير نضيفها للدراسة فيما بعد، في ظل مواجهة العراق للاتهامات. 
 
رووداو: اتهامات مثل ماذا؟ 

فلاح العامري: إحداها يقولون إن هنالك وسطاء لتسويق النفط، أو يتم التعامل مع كل شركة بسعر خاص. الكميات تخصص من قبل جهات وتمر بمرحلة الإدارة وبعد المصادقة على التخصيصات السنوية تتم بدء العملية. 

رووداو: ما هو فرق سعر النفط العراقي والبرنت؟ 

فلاح العامري: كل سوق لديه آلية وتسعيرة ومعادلات. وهو قابل للتغيير حسب معطيات السوق والطلب، ونقارنه بأسعار عمان ودبي المصدرتان للنفط أيضاً مع وضع علامة (+،-) في إشارة للفرق السعري. 
 
رووداو: لماذا لا يوجد مؤشر محدد لنفط العراق مثل نفط سلطنة عمان أو دبي؟ 

فلاح العامري: سؤال مهم، السبب يعود إلى أن العراق لا يبيع النفط يومياً بل يخصص، وليس لدينا سوق لبيع نفطنا يومياً لأن الأسواق العالمية ترفضه كونه نفطاً حكومياً، وهو ليس نفطاً حراً لوجود احتمالية أن تتدخل فيها الحكومة أو الوزارة وتغير السعر، فالمعايير في الأسواق العالمية لا تتقبل ذلك، وقد عملت على هذا الجانب كي نكون نفط إشارة وهذا يتوجب تحرير جزء من كمية النفط لبيعه يومياً، ويمكننا بيع جزء من نفطنا يومياً بعد الحصول على الموافقات وبالتالي ستأخذ الأسواق المستوردة، نفط الإشارة الخاصة به كبرنت. كل شحنة تختلف عن الأخرى ولها ظروفها الخاصة وهنا تكمن الشفافية. 
 
رووداو: ما العامل الأساسي في فرق السعر بين برنت والـ WTI وسومو؟ 

فلاح العامري: العوامل الأساسية هي الجغرافية وكلفة النقل ونوع النفط واللزوجة، وهذا ما جعلها نفوط إشارة. 

رووداو: السعودية رفعت سعر نفطها عدة مرات بفارق عدة دولارات عن دول جنوب شرق آسيا، ما هو السبب وهل للعراق ذات الآلية؟ 

فلاح العامري: نعم ذات الآلية، والسعر لا يتغير يومياً بل شهرياً، والسعودية تعتمد على التسعيرة الشهرية لأنها لا تمتلك سوقاً. الفرق بشكل عام يترواح بين 3 إلى 6 دولارات ويختلف من شهر لآخر بين السعر العراقي والدول الأخرى. 

رووداو: لكننا نلاحظ أحياناً أن سعر نفط البصرة أعلى من سعر البرنت.. 

فلاح العامري: هذا خطأ، ولا تعتمدوا عليه.. 
 
رووداو: ما السبب؟ 

فلاح العامري: هو جاء بناء على التقدير والتقييم، هم يقدرون لكن الواقع مختلف، وأخبرتهم أنهم مخطئون لأنهم لا يأخذون الحيثيات بعين الاعتبار. 
 
اقترحنا تفعيل بورصة شنغهاي، لأن الصين تنتج 4.5 مليون برميل يومياً، وبدأت بالانخفاض في الفترة الحالية لكنها تستهلك 12-13 مليون برميل يومياً. 
 
رووداو: يقولون إن العراق في مسألة الطاقة يمر بمرحلة انتقالية حالياً، ما رأيك بذلك؟ 

فلاح العامري: العالم يمر بمرحلة انتقالية للطاقة، وتدعى مرحلة "مصادر الطاقة المتنوعة"، فقد مر العالم بتنوع منذ الاعتماد على الأشجار والخشب ثم الفحم ثم النفط ثم الغاز والآن الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية. 
 
مختصو العراق يطالبون حالياً بتفعيل الطاقة المتجددة من خلال زيادة إنتاج الغاز وزيادة إنتاج الكهرباء بالتزامن مع إنتاج النفط، والاستفادة من النفط المحروق البالغ نسبته 35% في الإنتاج، وبالتالي المرحلة الانتقالية في العراق يجب أن تتمثل في زيادة إنتاج الغاز وزيادة الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء. أتمنى خلال العشر سنوات المقبلة إنتاج كامل للغاز والطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بحيث لا يحرق في اليوم 100 ألف برميل من النفط الأسود، وبالتالي نحصل على بيئة قليلة التلوث. 
 
رووداو: لكن مسألة الطاقة لا تحل بالتمني.. 

فلاح العامري: لم أقل أنني أتمنى، بل هنالك برنامج يعمل عليه. العراق ولاد بالخبراء وكذلك إقليم كوردستان. أنا قد وضحت المسألة، لكن المعني بالأمر لا ينفذ.. 
 
رووداو: يعتقدون الأمر متعلق بالأموال والميزانية.. 

فلاح العامري: يوجد أموال، لكننا بحاجة للتحول من التخطيط إلى التنفيذ، وهناك خطوات حكومية لتخفيض حرق الغاز، ومن المفترض أن تسرع الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان في هذه الصدد لنخلّص البلد من تلوث البنزين والغاز بالتحويل إلى الطاقة الشمسية. 
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب