مهندس سبعيني يصنع مجسمات صغيرة لمباني الموصل
رووداو ديجيتال
عبد الله فتحي، مهندس زراعي متقاعد في الموصل، يبلغ من العمر 74 عاماً، ويعمل في مجال صناعة نماذج مصغرة لأغلب مباني وأحياء المدينة، وقام بتنفيذ هذه الفكرة بعد تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش.
صنع عبد الله فتحي نماذج لأكثر من 15 مبنى في مدينة الموصل خلال ثلاث سنوات، حيث قام بمشروع يعد بمثابة إعادة بناء للموصل القديمة، لكن بطريقته الخاصة.
عندما يدخل المرء بيت المهندس الزراعي المتقاعد عبد الله فتحي يشعر وكأنه قد تجول في كل مدينة الموصل خلال 10 دقائق.
بهذا الصدد يقول عبدالله فتحي لشبكة رووداو الاعلامية: "بعد تحرير الموصل شاهدت العمارات المهدمة التي كنا نتعايش معها، فقلت لماذا لا احاول توثيق هذه العمارات المهدمة بشكل مجسمات صغيرة، لكي تعرفها الاجيال اللاحقة".
ويضيف عبد الله فتحي: "كل شيء اشاهده بعيني من مواد أولية سيفيدني في موضوع ما، سواء من الحاجيات المستعملة أو المواد التالفة، لذلك احاول الاستفادة منها في عملي".
ويوضح المهندس الموصلي أن "نحو 15 مجسماً قمت صناعته، مثل عمارة الاحمدية ومبنى المحافظة وجامع الموصل الكبير وعمارة توما وعمارة عبيد القصاب وفندق الموصل والمستشفى العام".
الأعمال الهندسية منجزة بأسلوب دقيق لافت للنظر، ويمضي عبد الله فتحي ساعات كل يوم في صنع النماذج المصغرة للمباني، ويريد أن يصنع نماذج مصغرة لجميع المباني الشهيرة في الموصل ويعرضها على شباب المدينة.
يصنع هذه المباني من الخشب والحجر والطلاء والمواد اللاصقة.
ويلفت عبد الله فتحي الى أنه يلجأ في بعض الأحيان الى الانترنت، ليتأكد من شكل المباني، قبل أن يقوم بعمل مجسمات لها.
ويرى عبد الله فتحي بعمله هذا أنه يخرج "شيئاً من الظلمات الى النور، وكأنني ساهمت باعمارها كي يعرف الجيل الجديد مدينته".
يعود تاريخ بناء مدينة الموصل إلى 1800 سنة قبل الميلاد، وكانت في عصور وحضارات كثيرة مدينة مهمة ومركز حكم، وعندما برز داعش سنة 2014 أعلن الموصل عاصمة لدولته، ولكن ثلاث سنوات من الحرب في الموصل أدت إلى تدمير أغلب المباني، وقد باشرت المنظمات والحكومة الاتحادية العراقية بإعادة بناء وترميم تلك المباني.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً