رووداو – لندن
من خلال عدد من الندوات التي نظمت في اليوم الأخير من أيام مؤتمر مستقبل نفط العراق الذي عقد بلندن، سعت الحكومة العراقية لاجتذاب المستثمرين الأجانب للمشاركة في إعادة إعمار الموصل وكركوك.
شارك في المؤتمر المسؤول الأسبق عن لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة كركوك، رغم غياب تام لكل المسؤولين الحاليين في المحافظة.
في الندوة الأولى التي خصصت لكركوك والموصل، والتي شارك فيها وزبر النفط العراقي، نائب رئيس صندوق إعادة إعمار العراق، محافظ نينوى، محافظ صلاح الدين ووكيل وزارة البيئة العراقية، اقترح سفير الاتحاد الأوروبي في العراق أن تصاغ خطة إعادة إعمار الموصل بصورة تذكر الناس بأن "داعش" كان يحتل هذه المدينة في يوم ما.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، رامون بليجوا، إن من الضروري أن يكون العمل على الرأسمال البشري من الأولويات في محافظة نينوى.
ويرى الدبلوماسي الأوروبي أن كركوك، التي قال إنه لم يزرها، هي مركز المناطق المتنازع عليها في العراق، وأن الاتفاق السياسي بين مكوناتها ضروري.
من جانبه، تحدث وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، عن نمو الاقتصاد العراقي وذكر أن الدخل الوطني العراقي ارتفع بنسبة 2% في العام 2018 وتوقع أن تكون النسبة أعلى في العام 2019.
وقال الغضبان، اعتماداً على بيانات صندوق إعادة إعمار العراق، إننا بحاجة إلى 88 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المحررة وحصة الأسد من هذا المبلغ للموصل.
وفي جانب آخر من حديثه، أشار الغضبان إلى أن وزارته تعمل باستمرار على تطوير الحقول النفطية في محافظة نينوى، ومثّل لهذا بالقيارة التي تنتج الآن ثلاثين ألف برميل نفط يومياً. كما أشار إلى إعادة تشغيل بعض مصافي النفط في نينوى من قبل الوزارة وأن من المقرر إنشاء مصافي جديدة.
كما تحدث الغضبان عن تضرر أنبوب نفط كركوك – الحديثة – فيشخابور، في رسالة منه إلى المستثمرين في قطاع النفط يقول لهم إن هذا المشروع قائم، كما تحدث أيضاً عن فكرة إنشاء خط البصرة – الحديثة.
وقال نائب وزير الإعمار ونائب رئيس صندوق إعادة إعمار العراق، دارا رشيد، إنهم يعملون على ثلاث مستويات: مشاريع قصيرة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى، وإن العناصر الرئيسة في المشاريع قصيرة المدى تتمثل في إعادة النازحين والخدمات الأساسية كالتعليم والصحة.
وأشار رشيد إلى أن العقبة الرئيسة تتمثل في أن الموازنة المخصصة لإعادة الإعمار صغيرة ومساعدات المانحين ليست كما يجب والقروض قليلة، كما أن مسألة تعويض المتضررين عقبة تقف في طريق عودة النازحين.
وكان محافظ نينوى، منصور المرعيد، من المتحدثين في الندوة، وحمل المجتمع الدولي المسؤولية عن إعادة إعمار الموصل وقال: "أحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما حصل في نينوى لأنها تُركت بيد الإرهاب وهي تحملت نيابة عن المجتمع الدولي بشكل عام، فالعناصر المنتمية إلى داعش هي من كل جنسيات العالم، وواجب على المجتمع الدولي المساعدة، ولا نطلب المساعدة بل نطلب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته".
وأعلن المرعيد في تصريح خاص لشبكة رووداو الإعلامية "هناك أكثر من 250 ألف نازح لا زالوا في مخيمات الجدعة وحسن شام في مخيمات دهوك بإقليم كوردستان وفي أربيل"، موضحاً أن الموصل بحاجة إلى خمسة مليارات دولار لتعود إلى ما كانت عليه في العام 2014.
ودعا محافظ نينوى المستثمرين الأجانب لزيارة المحافظة ومدينة الموصل ليطمئنوا إلى أن الوضع الأمني تحسن وأن هناك أجواء مناسبة للاستثمار، وقال في الندوة إن فرنسا مستعدة لتحديث مطار الموصل وقد أطلعنا السفارة الفرنسية في العراق، من خلال الحكومة، على التفاصيل وطلبنا إكمال العمل في المطار وإعادته إلى الخدمة خلال سنة واحدة.
من جانب آخر، قال محافظ صلاح الدين، عمار جابر خليل، خلال الندوة: "أدت حرب داعش إلى تدمير أكثر من 7000 دار ويجب بناء مدينة جديدة لتعويض أهالي البيجي"، كما تحدث عن عدم وجود موعد معلوم لتعويض المتضررين من حرب داعش.
وأوضح خليل أن من بين اثني عشر حقلاً نفطياً في محافظة صلاح الدين، يعد حقل حمرين أنشطها، وينتج مائة ألف برميل نفط يومياً.
كان الرئيس الأسبق للجنة النفط والغاز في مجلس محافظة كركوك، علي الصالحي، وهو كوردي من كركوك، الحاضر الوحيد في الندوة والذي عمل في وقت ما في إدارة كركوك، حيث غاب عن مؤتمر لندن أي مسؤول في إدارة كركوك.
وأعلن الصالحي لشبكة رووداو الإعلامية: "النفط تحول إلى نقمة على كركوك ولم يكن نعمة. إنهم يريدوننا أن نمل ونترك الحديث عن كركوك. إن مشاكل كركوك لن يمكن حلها إلا باتفاق الجميع".
وتم من خلال أربع ندوات عرض كركوك والموصل كمشروعين كبيرين على عدد قليل من ممثلي الشركات الأجنبية، في لندن، وكان أغلب الشركات والمستثمرين متخصصين في مجالي النفط والغاز، في حين أن كركوك والموصل بحاجة إلى العمل في مجالات أخرى كثيرة لتحسين أحوال مواطنيهما.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً