ماذا يريد حزب العمال من إقليم كوردستان؟

28-07-2019
بيشوا هوراماني
الكلمات الدالة بيشَوا هوراماني كوردستان حزب العمال
A+ A-

بعد حادث أربيل وقتل أحد موظفي القنصلية التركية بأربيل من قبل مسلحين مدربين وعضو في حزب العمال الكوردستاني، ذكّرنا حزب العمال الكوردستاني من جديد بأنه لم ولن يراعي ظروف إقليم كوردستان في أي أحوال أو وقت، وليس إقليم كوردستان الوحيد في هذا بل لم يسلم أي جزء من كوردستان من حزب العمال الكوردستاني بصورة من الصور.

يبين خطاب وتصرفات حزب العمال الكوردستاني في الفترة الأخيرة أن هذه الفئة تخطط لحرب أهلية وتخريب الأمن والأمان في إقليم كوردستان والذي عجز داعش عن تخريبه.

كان هناك، منذ فترة طويلة، صمت يحيط بتصرفات حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان، الذي احتل مئات القرى وآذى العديد من العوائل في إقليم كوردستان عن طريق التغرير بأولادهم القاصرين وخطفهم، ومازالت هناك عوائل كثيرة تعاني من هذا الألم.

تأسس حزب العمال الكوردستاني نظرياً للكفاح في كوردستان تركيا، لكن هل سألت هذه الفئة نفسها يوماً: بماذا انشغلت على مدى السنوات الماضية؟

قام حزب العمال الكوردستاني من خلال حفر الخنادق وقتل عناصر شرطة المرور بإحراج حزب الشعوب الديمقراطي، وقضى على عملية السلام، وضيّع على ذلك الحزب أكبر فرصة للانضمام إلى الحكومة في تركيا، لينتهي الأمر بسجن صلاح الدين دميرتاش. ترى كم مظاهرة نظم حزب العمال الكوردستاني للمطالبة بالحرية لدميرتاش، ومتى ذكر هذا الرجل؟ وعندما أظهرت الانتخابات إلى أي مدى راح أبناء كوردستان تركيا ضحايا لتلك الأفعال ولحزب العمال الكوردستاني، لم يتساءل الأخير قط: لماذا يمنح هذا العدد الكبير من أبناء كوردستان تركيا أصواتهم لحزب العدالة والتنمية؟ أليس ذلك نتيجة لتصرفات حزب العمال الكوردستاني؟

لم تتوقف آثار قنديل في كوردستان تركيا، بل امتدت إلى كوردستان سوريا لتخرب على العقلاء هناك وتحول دون قيامهم بإنشاء كيان نموذجي، وزج قنديل بآلاف الشباب الكورد في حرب، ولقاء إشادتين بلا مكافأة سيطر على جغرافيا واسعة ثم سلمها في غصون خمس دقائق، أغلق مقرات الأحزاب الكوردية وازدحمت سجونه بأنصار الأحزاب الأخرى التي لا تتفق معه في توجهاته، ولكسب المزيد من التأييد فرض نظاماً وتعليماً على الناس، أجبر من نجا منهما على التوسل بالأسد طلباً للحماية.

وإن سألت الفصائل المختلفة في كوردستان إيران، فسيقصون عليك العديد من القصص عن كيفية قيامه، من خلال حزب حياة كوردستان الحرة (بزاك) بخلق المشاكل والآلام للحركة الكوردية هناك.

بدأ إقليم كوردستان مؤخراً بالخروج من أزمة الحرب والأزمة الاقتصادية، فبدأ حزب العمال الكوردستاني يهددنا يومياً ويريد تخريب الأمان الذي نعيشه. إن تخريب هذا الأمان وكيان إقليم كوردستان هو أكبر خيانة وليس مقبولاً أبداً.

والآن، عندما يقول حزب العمال الكوردستاني إنه لا يريد لإقليم كوردستان أن ينعم بالراحة، فإنه يواصل تحرشاً قديماً بشعب إقليم كوردستان وكل أجزاء كوردستان، لأن هذا الجزء هو بيت كل كوردي، وإن لم يكونوا من طلاب الخراب فأين يكمن مكسبهم من تخريب الأمان الذي يدعون إليه في إقليم كوردستان؟

يواجه إقليم كوردستان وضعاً حساساً وقيادته وحكومته يريدان تحقيق حياة أفضل لشعبه ويخوضان حواراً ومفاوضات مستمرة مع بغداد والجوار سعياً لتخفيف الأزمات وآثار حرب داعش المفروضة، في هذه الأثناء يأتي حزب العمال الكوردستاني ويتصرف بمنتهى اللامسؤولية ولا يقيم وزناً لشعب إقليم كوردستان، متناسياً أن شعبنا يريد الأمان والاستقرار والحياة، ويرفض العودة من جديد إلى الوراء وإلى حفر الخنادق.

إن على زعماء حزب العمال الكوردستاني الذين لا يتحدثون غير التركية، ويهددون إقليم كوردستان، أن يعلموا أن الرأي العام في كوردستان أكثر وعياً من أن يتبع صوتهم، في حين أن كل فرد في كوردستان يتساءل يومياً: ترى كم عدد القرى التي "حررها" حزب العمال الكوردستاني في كوردستان تركيا، ليرتفع صوته ويهدد إقليم كوردستان؟

لن يسامح الكورد حزب العمال الكوردستاني أبداً، وهو يريد أن يفعل في إقليم كوردستان ما عجزت عنه الدول الإقليمية وداعش. يجب تذكير الذين في قنديل بأن الأحزاب التابعة لحزب العمال الكوردستاني لم تفز في أي انتخابات جرت في إقليم كوردستان إلا بأصوات معدودة وأن عدد المتعاطفين معهم ليس كما رسموه في خيالهم، خاصة عند تعلق الأمر بتخريب الأمن والأمان على شعب إقليم كوردستان.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له أي علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.


 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

شيروان الشميراني

أحداث البرلمان وتعمد التعطيل

أن يحدث الاشتباك والمناوشات بالأيدي والكراسي داخل القاعات لاسيما في مجلس النواب وعند تمرير المسائل الحساسة، أمر معروف مشهود على المستوى العالمي، أن يحدث الكسر في الرؤوس يدخل في باب القبول أيضاً لأنه كسر أهون من كسر بالإطلاقات والقنابل اليدوية، لكن ان تكون المناوشات مبرمجة وبقصد التعطيل لأن النتيجة لا تساير هواك، فهذا خارج النيات الصافية والعمل المخلص الجادّ.