سفير الاتحاد الأوروبي في العراق لرووداو: داعش لم ينته

10-02-2024
الكلمات الدالة الاتحاد الاوروبي العراق داعش ايران كركوك
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

يقول سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق توماس زايلر إن معايير حرية الإعلام في العراق وإقليم كوردستان "ليست ذات مستوى عال"، وغياب اقتصاد قوي ومستقر خلف أثراً "سيئاً" على حرية الإعلام، محذراً من أن تنظيم داعش "لم ينته".
 
في برنامج (حدث اليوم) الحواري الذي يقدمه نوينر فاتح على شاشة رووداو، تطرق الحوار مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، توماس زايلر، إلى الكثير من القضايا الراهنة والحساسة، وقال زايلر في جانب من الحوار: في العام 2022، تلقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة 17 ألف طلب لجوء من العراق.
 
وفي جانب آخر من الحوار، تحدث سفير الاتحاد الأوروبي عن الأوضاع في العراق وهجمات الفصائل المسلحة ورغبة العراق في إنهاء مهام التحالف الدولي للقضاء على داعش، وقال إن داعش لم ينته.
 
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق، توماس زايلر:
 
رووداو: لنبدأ بعلاقات ومشاريع الاتحاد الأوروبي والعراق، ما هي المشاريع التي ينجزها الاتحاد الأوروبي حالياً؟

توماس زايلر: مهمتي هنا هي أن أساعد العراق على تحقيق الاستقرار وإعادة بناء دولة ذات سيادة ودولة مستقرة يتمتع مواطنوها بالأمان. أحب كثيراً أن يكون العراق للعراقيين. وها نحن هنا للمساعدة من خلال تقديم ما يستطيع الجانب الأوروبي تقديمه من خدمات وخبرات، وهذا هو إعادة بناء الدولة والمساعدة في إعادة بناء السلطات. هناك أسئلة كثيرة حول المعايير وربما سنذهب إلى أسئلة تتعلق بمكافحة الفساد مثلاً. لذا فإن مهمتنا بشكل أساس تتمثل في مساعدة العراق، بعد تاريخ سيء استمر على مدار 30 إلى 40 سنة الماضية، في بناء دولة للمواطنين. أما عن المشاريع، فقد قدمنا الدعم من خلال مشاريع مالية وحوار سياسي. لدينا الآن 411 مليون يورو مخصصة لنحو 60 مشروعاً في المناطق المختلفة التي نعمل فيها. لكننا ما زلنا نركز بشكل أساس على تنويع الاقتصاد، مثل تنمية القطاع الخاص في مجالات التعليم والحوكمة. كما أن الهجرة والنازحين داخلياً يدخلان ضمن الأمور التي نركز عليها.
 
رووداو: ما هي المجالات التي تركز عليها هذه العلاقات مع العراق حالياً؟

توماس زايلر: تركز على التنمية السياسية. فنحن في الواقع نريد عراقاً مستقراً. المقصود بالاستقرار هو الاستقرار داخلياً، وبين الناس، وفي المنطقة. أعتقد أن العراق يستطيع أن يمارس دوراً أكبر جغرافياً وسياسياً وسط الدول العربية والإسلامية. العراق يتكون من الشيعة والسنة والكورد والمسيحيين. هذا التنوع هو تنوع في الموارد تفتقر إليه بلدان أخرى. هذه إمكانات متوفرة في هذا البلد ويجب تعزيزها.
 
رووداو: بخصوص الشركات الأوروبية في العراق، هل تعتقد بأن أمام الشركات الأوروبية الفرص اللازمة للقدوم إلى العراق وتسلم مشاريع فيه وفتح فروع لها؟

توماس زايلر: نحن نشرف على القيام بذلك. نعمل على هذا مع الحكومة. في هذا السياق، أشعر بثقة كبيرة تجاه حكومة رئيس الوزراء السوداني. وكما ذكرت في البداية، نحن نريد مساعدة العراق على بناء هذه القدرات، وأن تكون عنده هيكليات، ويجذب الشركات وأرباب العمل الأجانب. لماذا أقول هذا؟ لأن عليك أن تمتلك المعايير لتراها الشركات القادمة من أوروبا وتعرف الطريقة التي تدفع بها الضرائب وتحصل على الممتلكات وتعتمد على الأمان في استثماراتها. هذا مهم جداً. نحن في بداية العملية، ولكنني أشعر بالتزام الحكومة الكامل بالمضي قدماً فيها.
 
رووداو: قلتم إنكم ساعدتم الحكومة سياسياً على التقدم في المجال السياسي. على سبيل المثال، لدينا مشكلة مثل مشكلة كركوك. وفيما مضى ساعد الاتحاد الأوروبي في حل العديد من القضايا والمسائل محل الخلاف مثل قضية كركوك بين الدول والحكومات. هل تقدمون أي دعم لحكومتي العراق وإقليم كردستان من أجل حل قضية كركوك؟

توماس زايلر: نحن مستعدون لتقديم لمساعدة ولا أقول الوساطة، مستعدون للمساعدة في التحدث معهم. ولكن ربما طرأ على مر السنوات الأخيرة تغير على السياسة الخارجية الأوروبية، وقد أدركنا في العديد من البلدان في مختلف أنحاء العالم أنه ليس من الجيد أن نذهب إلى هناك ونقول افعلوا هذا على وجه التحديد لأننا نعرف ذلك جيداً. نحن لسنا هنا للسيطرة أو الترويض أو فرض أنفسنا. نحن مستعدون لتقديم المساعدة، ولكن أعتقد أن الحل في نهاية المطاف يجب أن يأتي من الداخل، لأنه حينها سيكون حلاً دائماً ويمكن أن يصمد. مع ذلك، يسرنا جداً أن نقدم المساعدة، ليس من خلال أمور إضافية مثل المقترحات المفروضة والإكراه، بل نقدم المساعدة من خلال الاستعداد لتيسير الأمور.
 
رووداو: هذا يعني أن على الكورد والعراقيين أن يحلوا مشاكلهم ويبادروا لحلها بأنفسهم، وعندها يمكن أن تكونوا أنتم هناك وتقدموا المساعدة.

توماس زايلر: الحل للمشاكل يجب أن يأتي من داخل البلاد، إذا كان ذلك مهماً بالفعل في العراق. ولم أشعر قط هنا بأننا قوة احتلال كبيرة، على عكس ما هو متوقع.
 
رووداو: لهذا فإن هذا التوقع قائم باستمرار، وخاصة من جانب الكورد الذين يرون أن من الضروري أن يكون هناك ضغط على الحكومة العراقية للتعامل مع هذا الموضوع.

توماس زايلر: هذا جزء من سياستنا، وما زلنا في هذا الوضع، لكن ليس أن نقول لهذا عليك أن تفعل هذا ولذاك عليك أن تفعل ذاك. التواجد هو لجمعهم ومساعدتهم في هذا السياق، وليس لإجبارهم.
 
رووداو: واحدة من القضايا التي تمثل مشكلة في العراق، وكان لها كما رأينا في الماضي تأثير على أوروبا، هي مشكلة التطرف، وخاصة التطرف الديني. كلنا نتذكر داعش. كيف يمكن أن تساعدوا الحكومة العراقية في القضاء على التطرف وخاصة التطرف الديني؟

توماس زايلر: هذا سؤال مهم جداً ونقطة مهمة جداً. نحن نشهد تطوراً في الحوار السياسي حول داعش في العراق. نعلم أن تنظيم داعش قد هُزم. ولم نعد نحتاج إلى هذا مثلما كنا عليه. لكن هذا صحيح إلى حد معين. فلا تزال بقاياه باقية. لقد رأينا الهجوم المروع الذي وقع في إيران عندما قتلوا أكثر من 100 شخص. لذلك لم ينتهوا تماماً. هناك أيضاً ظاهرة جديدة يجب الانتباه إليها. لم يعد الإرهاب والتطرف ظاهرة محلية، فقد تجاوزت الأمم وتجاوزت الحدود، وباتت ظاهرة دولية. الأمر يتعلق بمكافحة غسيل الأموال التي يجب علينا القيام بها. يتعلق الأمر بمحاربة التطرف، سواء أكان دينياً أو غير ذلك، رغم أنه ديني في الغالب.
 
قبل كل شيء، يجب أن يكون واضحاً لدينا أن هذه لم تعد مشكلة داخلية. خاصة في العراق حيث لديكم تفاعلات مع جيرانكم ولستم ممسكين بزمام الأمور كلها. لهذا السبب عدنا إلى إعادة بناء الدولة وإعادة بناء القدرات. هذا مهم جداً. نحن نعمل مع وزارة الداخلية ومستشاري الأمن الوطني على تطوير برامج في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال. ويشمل ذلك مكافحة التطرف أيضاً.
 
نحن نفعل هذا معاً. وكما تعلمون، لدينا هنا مهمة استشارية تتعلق بأمن الناس والإصلاح في المؤسسات. إنهم جيدون جداً في هذا، والحكومة تطلب منا المساعدة في هذا المجال.
 
رووداو: عندما نتحدث عن التطرف، فلا شك أننا نتذكر الكورد الإيزديين. هل لديكم الآن في الاتحاد الأوروبي أي مشروع لمساندة الكورد الإيزديين وإعادة إعمار مدينة سنجار؟

توماس زايلر: لدينا مشاريع مع الإيزديين منذ فترة طويلة. دعني أقولها بوضوح شديد: ما حل بالإيزديين كان إبادة جماعية وهذا لا يقبل أي نقاش. في الماضي، في السابق واجهنا مشاكل، وخاصة في إعادتهم إلى ديارهم. هذا أمر نريد الاستمرار في القيام به. ما نحن متفقون عليه الآن مع الحكومة هنا في بغداد لثلاث سنوات قادمات هو برنامج بقيمة 20 مليون دولار لمساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم. هذا يشمل الإيزديين أيضاً. تم تخصيص جزء كبير من الأموال لذلك. سنذهب في الأسابيع والأشهر المقبلة، للتفاوض مع الحكومة لمعرفة كيفية حل هذه المشكلة بشكل كامل ومعرفة المشاريع القوية التي يجب تنفيذها وتطويرها في هذا المجال. ويجب تنفيذ الاتفاق الذي لم ينفذ بعد، إذ لا يستطيع الناس العودة إلى مدينتهم حتى الآن.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب